طارق البحار
بعد ابتعاد المخرجة «كورين هاردي»، التي أخرجت سابقًا أول فيلم من سلسلة «Nun» في عام 2018، كان البديل التالي هو المخرج «مايكل تشافيز» الذي قدَّم لنا فيلم «Conjuring» و«The Curse of La Llorona» في عام 2019، و«The Conjuring: The Devil Made Me Do It» في عام 2021، الذي كان في الأساس خيبة أمل كبيرة وبعيدًا كل البعد عن أول فيلمين متفوقين لجيمس وان.
وبالنظر إلى سجله الحافل، فإن توليه مسؤولية إخراج الجزء الجديد من فيلم الرعب «The Nun II» لا يوحي أبدًا بالثقة في المقام الأول لفيلم له عشاق ويعرض حاليًا في السينما المحلية والعالمية، وتدور أحداثه في عام 1956، عندما يتم قتل كاهن بطريقة غريبة، فتتحالف الجهود لمحاولة فهم اللغز الغامض، وتجد الأخت «إيريني» نفسها في مواجهة الراهبة المرعبة مجددًا.
شاهدت الفيلم الذي هو من بطولة كلٍّ من: تايسا فارميجا، وبوني آرونز، وستورم بتوقعات منخفضة، على الرغم من تصريحات المخرج نفسه «أنه بالتأكيد أكثر عنفًا مما توقعوه من فيلم Conjuring»، وذلك خلال مقابلة مع مجلة SFX! ويعتبر The Nun بجزأيه مشتق من سلسلة أفلام The Conjuring، التي صدر أول جزء منها عام 2013، وظهرت شخصية الراهبة الشريرة بأحداث الجزء الثاني عام 2016، وكان للشخصية تأثير كبير خلال الأحداث، ما دفع الشركة المنتجة لعمل فيلم مستقل لها صدر عام 2018.
ومع ذلك، وعلى الرغم من أني أكره أن أقول إن «The Nun II» هو «إخفاق» آخر لتشافيز بعد 4 سنوات من أحداث الفيلم الأول في رومانيا، والذي انتقل إلى فرنسا بالجزء الجديد؛ فإنه يفتتح فيلمه بمقدمة نرى فيها صبي «ماكسيم إلياس مينيه» وكاهنًا يواجهان شيئًا شريرًا يحدث في الكنيسة، ويحتوي المشهد نفسه على كل ما تتوقعه من فيلم «Conjuring»، الشر الكامن في مكان ما في الظلام والشعور بالفزع المنذر، والصوت الغامض، والجو المخيف.
وبالطبع، فإن «القفزة من شدة الرعب» في بعض المشاهد عناصر نجاح في عالم «The Conjuring». لكن كل العناصر مجتمعة هنا في الفيلم الجديد، يمكن أن تحشد فقط عددًا قليلاً من هذا النوع من الخوف!
تفاصيل الأحداث تبدأ بعد الموت الشنيع للكاهن. أرادت الكنيسة، وعلى وجه التحديد الأخت إيرين «تايسا فارميغا» المترددة، التحقيق في جريمة القتل، وانضمت إليها الأخت ديبرا «ستورم ريد» لمساعدتها في التحقيق الذي يأخذهم إلى مدرسة داخلية في فرنسا، وهي نفس المدرسة التي يعمل فيها موريس «جوناس بلوكيه»، المزارع الفرنسي الكندي الذي أنقذ حياة إيرين في الفيلم الأول، كعامل بارع وبستاني يدير مزرعة الطماطم الخاص به، ولا يزال يحمل ندبة تشبه الصليب المقلوب على مؤخرة رقبته، وقد شوهدت سابقًا في نهاية الفيلم الأول.
قام مخرج العمل الذي هو من سيناريو «إيان غولدبرغ» جنبًا إلى جنب مع «ريتشارد ناينغ» و«أكيلا كوبر» بتقسيم الفيلم إلى نصفين في الأحداث، يركز النصف الأول على «إيرين» و«ديبرا» اللذين يقومان بعملهما الاستقصائي، بينما يركز النصف الآخر على المدرسة الداخلية، ويميل موريس إلى التصرف بغرابة بين الحين والآخر.
وهناك حبكة فرعية ترتبط بالمعلمة كيت «آنا بوبلويل»، وابنتها صوفي «كاتلين روز داوني». فالاك «بوني آرونز»، الراهبة الشيطانية التي من المفترض أنها احترقت بعيدًا في الفيلم الأول، تعود لتطارد الجميع مرة أخرى. وفي الأحداث يبدو أنها تسيطر على موريس، وهذه المرة تبحث عن «ماكجوفين» المرتبط بالماضي.
«The Nun II» فيلم رعب دون المستوى يفتقر إلى المخاوف الحقيقية والرعب المعروف عن السلسلة، ومع ذلك يحدث مشهد إبداعي واحد في كشك الصحف، حيث تشهد إيرين المجلات وهي تقلب الصفحات بنفسها، وبالرغم من أن المظهر المفضل لدى المعجبين للراهبة المرعبة، وهو شأن ناجح، يبدو لي أن تشافيز لا يعرف كيف يستفيد منها جيدًا، حتى عندما تقدم كامل قوتها في الفصل الثالث، لكنه أضاع الفرصة في لفت الانتباه.
غياب جوزيف بشارة الذي مثل بالفيلم الأول محسوس بشدة في هذا التكملة، واستبداله بماركو بلترامي الذي ليس غريبًا على تسجيل أفلام الرعب مثل: «Scream» و«Mimic» و«A Quiet Place»، تبين أنه خيبة أمل لفريق الإنتاج. وعلى الرغم من تجنيد أكيلا كوبر كجزء من فريق كتابة السيناريو، فإن القصة لا تجلب شيئًا جديدًا أو جوهريًا إلى الشاشة الكبيرة، فكل شيء يبدو متوقعًا من البداية إلى النهاية، وهناك محاولة لتوسيع التقاليد المحيطة بالراهبة مع خلفية درامية قصيرة مثيرة للاهتمام، لكن النتيجة روتينية إلى حد ما.
«The Nun II» يعاني من وتيرة متواضعة، وهناك بعض تسلسلات الحركة الرائعة التي لا أتوقعها في فيلم رعب على الرغم من بعض النكسات حول الشخصيات، وعلى الرغم من كل الدفعة التسويقية الضخمة وما يسمى بالفصل الأكثر “عنفا” في عالم «The Conjuring» فإن «The Nun II» هو أحد أسوأ الأجزاء التي رأيتها في الامتياز.