إيمان محمد
كثيرًا ما نكون على يقين بقصة الفيلم الذي نرغب في الخروج لمشاهدته في صالة السينما، أو نكون بالفعل قد شاهدناه مسبقًا وعدنا لتكرار المشاهدة، تدعونا بذلك عناصر تشويقية أخرى لإعادة التجربة، عناصر تجذبنا بسحرها مرة تلو الأخرى، إمِّا لموسيقى الفيلم التصويرية أو للإخراج أو أماكن التصوير الخارجية، أو لفلسفة ما والشعور الإنساني الذي تشعرني به، أو لجمل الحوار في سيناريو الفيلم، أو ربما لإعجابنا بشخصيات الفيلم وأبطاله، أو قد تشدنا تجربة التشارك الجماعي في التفاعل الوجداني والتلاعب بأعصابنا ما بين توتر وفرح وترقب وضحك نحو أحداث قصة الفيلم الذي نتابعه بداخل صالة السينما مع الحاضرين، أو قد يكن للاستمتاع بالتقنية المستخدمة في عرض الفيلم من صوت ودقة، أو لما هو أبعد من ذلك في نوعية الكاميرا المستخدمة في التصوير سواء كانت كاميرا الفيلم «الكلاسيكية أو كاميرا» أم الديجيتال «الحديثة».
تدخل التقنية اليوم كإحدى أدوات صناعة السينما في صالات العرض، وتعتبر عاملاً مؤثرًا في رفع إيرادات الأفلام، سواء كانت بتقنية IMAX أم 3D أم 4D أم DOLBY الصوتية، وحتى أكثر الطرق الكلاسيكية في العرض بتقنية الفيلم، لها جمهورها الذي يبحث عنها ويميزها من بين التقنيات الحديثة، وهي بذلك تتدرج في مقاساتها ما بين شريط 8mm و16mm و35mm وأكثرها جودة وتكلفة 70mm.
ويكتمل الإمتاع البصري في صالات السينما أيضًا بنوعية التقنية المستخدمة في شاشة العرض، وهي بذلك أيضًا تتنوع حسب الدقة واللون والتباين والأبعاد والصوت، لأعلاها جودة في عرض الأفلام «IMAX70mm» بارتفاعها الشاهق ودقتها الأقرب للواقع بما يساوي 18k بكسل يليها «70mm» ثم «IMAX WITH LACER»، ثم «IMAX»، ثم «DIGITAL» وأخيرًا «35mm film»
يأتي هذا التطور في عناصر صناعة السينما تبعًا للتطور الذي أحدثه الإنسان في أدوات التصوير ومكونات اللقطة والصورة، وللإبداع الذي يعد الوقود المحرك لصناع الأفلام، وللتوجه لأهمية الترفيه في حياة البشر، وللتنافس في تجسيد مشاكل الإنسان والوعي الذي تحدثه السينما في المجتمع وتؤثر فيه ويتأثر بها.
السينما اليوم هي فن إخراج «اللقطة» للمُشاهد ليس في وقت تصوير المشَاهد وتتابعها ومنتجتها فقط، ولا بتنقل الكاميرا بين الاستديوهات والأماكن العامة، بل باتت تتجاوز ذلك من خلال تطور أدوات عرضها والأساليب التي تستغلها في التقديم بأحدث ما يمكن صوتًا وصورة.