محمد الخالدي
صعود متسارع واقتحام للذكاء الاصطناعي في مجال صناعة الأفلام والسينما، وتحول هائل نشهده في صناعة المنتج، وكذلك تجربة المشاهدة.
وبفضل هذا التقدم الهائل والملحوظ في هذا المجال، بات من الممكن استخدام الذكاء الاصطناعي في كافة جوانب صناعة الأفلام، من إنتاج الفيلم وكتابة نصه، مرورًا بحبكته الإبداعية، ووصولاً إلى تجربة ومتعة المشاهدة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي وتقنيته المذهلة، تحسين جودة الصورة والصوت، وتحريك الرسوم المتحركة؛ ما يساعد ذلك على تحقيق تجربة مشاهدة أفضل للجمهور. وكذلك يسهم في تعزيز الإبداع السينمائي، من خلال تحليل السيناريوهات والقصص وتوفير اقتراحات إبداعية للكتاب والمخرجين. إضافة إلى إنشاء شخصيات افتراضية وعوالم افتراضية مذهلة، مما يوسع حدود الإبداع في السينما، ويهدد عامليه في نفس الوقت.
وعلى الرغم من المزايا الكبيرة التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة الأفلام، فإن هناك تحديات كبيرة يجب مراعاتها. ولعلَّ أهمها مخاوف تأثيره على وظائف العاملين في الصناعة، وهو ما يؤدي إلى تقليل الحاجة لهم في المجال وإلى وظائفهم التقليدية. وأيضًا مواجهة صانعي الأفلام تحديات خاصة تتعلق بخصوصية البيانات واستخدام البيانات الشخصية لتحليل تفضيلات المشاهدين، واستخدامها بشكل مسؤول، وفقًا للقوانين والأنظمة القائمة لحماية البيانات الشخصية وخصوصية المشاهدين.
ولأن الموضوع ذو أهمية بالغة، عقدت هيئة الأفلام بالشراكة مع موقع سوليوود السينمائي، مؤخرًا، ورشة عمل خاصة، ضمن ورش عمل دورية متخصصة تقيمها الهيئة، وخرجت بعدد من التوصيات الهامة، كان من أبرزها: ضرورة وجود إشراف بشري للمحافظة على الجانب الإبداعي، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي وعدم الخوف منه واعتباره كمهدد للإنسان، وزيادة الاهتمام بالتشريعات المنظمة لآلية عمل الذكاء الاصطناعي وحماية الجوانب الأخلاقية.
وأخيرًا، يمكن التأكيد على أن اقتحام تقنية الذكاء الاصطناعي للسينما، يعد بمنزلة تحول هام في مجال صناعة الأفلام. ويمكن للتقنية المذهلة تحسين عمليات الإنتاج وتعزيز الإبداع السينمائي، وكذلك تجربة المشاهدة، والوصول بها إلى حدٍّ بعيد من الإبداع.