محمد الخالدي
يُدرك الممثل السعودي إبراهيم الحجاج مكانه ومكانته، وما وصل إليه، وبما حققه، وقدَّمه، من عروض مسرحية وأفلام سينمائية مميزة، خلال فترة قصيرة. لكنه يؤكد دائمًا، وفي الوقت ذاته، أن مشواره الفني لم يزل في بدايته.. وهذا أمرٌ يبرهن على عظم طموح الممثل الشاب، ونضجه الفني. ويُبيِّنُ سبب نجاحاته المتواصلة.
قبل أيام ليست ببعيدة، قدَّم الممثل الموسيقي المحبوب واحدًا من أعظم عروضه العالمية، وتحديدًا عندما اعتلى خشبة مسرح إدنبرة البريطانية، وبه أظهر صورة مشرِّفة حقيقية للممثل السعودي، وما يمتلكه من مقومات وإمكانيات. كأول ممثل سعودي يقيم عرضًا كوميديًا هناك. بعدما سبق له خوض التجربة ذاتها في أميركا خلال العام 2019.
نجاح الحجاج وبزوغ نجمه في حدث كهذا، وأمام مرأى سينمائيي العالم، لم يكن يومًا محض صدفة؛ لا سيما وهو الفنان المتعلم الطموح والشغوف، المُحب لما يُقدمه، والصابر على متاعب رحلته السينمائية الطويلة. وهنا أستذكر جيدًا عندما التقيته مرتين في مناسبتين مختلفتين على هامش مهرجان الأفلام السعودية الأخير في المنطقة الشرقية، وحينها أدركت جيدًا سبب تألقه ووصوله إلى ما وصل إليه اليوم، وتمثيل المملكة خير تمثيل في المحافل العالمية؛ لا سيما أنه يتمتع بروح جميلة رشيقة، يحاور بها ويناقش بصدر رحب على الدوام جمهوره المحب، وأيضًا نقدهم أحيانًا.
وقبل كتابة هذه المقالة، استوقفتني إحدى قنوات البودكاست المنتشرة أخيرًا، والتي حلَّ الحجاج ضيفًا خفيفًا على واحدة منها، وقلت خفيفًا هنا؛ لأنني تابعت الحلقة كاملة دون أن أشعر، ولم ينتبني الملل، كما هو حال عدد من حلقات البودكاست التي «تفشَّت» مؤخرًا.
وعلى الرغم من حديثه الشيق الذي تضمن بداياته، وما وصل إليه الآن، وعن طموحاته الكبيرة مستقبلاً، وجَّه رسالة عظيمة للجميع، قال فيها: «تأكد تمامًا أن الضرر الذي يلاحقك سيأتي بعده نور من الحياة الحلوة، ومن النجاح، ورسالتي للناس مهما مررتم بأشياء سيئة في حياتكم، فعليكم بالصبر.. وما بعد الصبر إلا نور يسر..».
رسالة جميلة، ومضمونها أجمل، وكأنه برسالته تلك يقصد نفسه – بلا قصد – فعلاً. ما بعد صبر السعوديين خلال سنوات طويلة مضت، على غياب الممثل السعودي عن المشاركات العالمية، وتمثيل البلاد خير تمثيل؛ إلا نور ظهور الحجاج في إدنبرة، وتألقه مع زملائه من الفنانين السعوديين المبدعين في مناسبات أخرى، الذين ينتظرهم أيضًا مستقبل مشرق، وتألق سعودي لافت غير مسبوق، ويُشار له بالبنان في أهم وأكبر المحافل العالمية السينمائية.