نرمين يُسر
الخطَّابة أو كما يطلق عليها بالعامية المصرية الخاطبة، هي المرأة التي توفق راغبي الزواج من الجنسين وتعرف بعضهم ببعض، وهي مهنة قديمة وظهرت في الأعمال الدرامية العربية بأشكال مختلفة.
خطابة اليوم هي خطابة نتفليكس في محاولة لصنع عالم غامض في فراغ الصحراء؛ يدير هذا المكان المريب خادمان أكثر ريبة من المنتجع غير المعروفة هويته، الذي يجمع المشتركين في التطبيق بعد تقديم وعود السعادة والاستقرار مع العروس المناسبة في هدوء المنتجع هذا، أي خطابة على الطرق الحديثة.
فيلم الخطابة the matchmaker يعدُّ من أفلام الرعب النفسي، تدور أحداثه حول أسرة طارق الذي يعمل مهندسًا تقنيًا في إحدى الشركات الكبرى؛ مما يضعه تحت ضغط نفسي قاسٍ، فيعود طارق من عمله متوترًا بشكل واضح. يبحث عن زوجته وابنته داخل المنزل ولن يتمكن من العثور عليهما. ولكن يشعر بالسعادة عندما يجدهما في الطابق العلوي، مشغولتين بالألعاب. أراد أن يكون معهما، لكنه بطريقة ما يشعر دائمًا بالانفصال والعزلة بعيدًا عن الأم والابنة. كان يحسد زوجته ريما للمكانة الكبيرة التي تحتلها في حياة ابنتهما، وغالبًا ما شعر طارق بعدم الرضا. ولم يفشل فقط في إنشاء علاقة مع ابنته. ولكن كانت هناك أيضًا مسافة بينه وبين ريما زوجته التي بالكاد تجمعهما قصة حب باردة جراء ثلوج الملل والروتين. وغالبًا يصعد طارق إلى الشرفة سراً ليتابع غرفة نوم جارهم الذي اعتاد اللهو مع زوجته قبيل النوم. كان يحسدهما على زواجهما، وفي الوقت نفسه، طلب المتعة كمتلصص عليهما.
طارق يبحث عن حياة أفضل، وعندما لاحظ زميلته في المكتب في المصعد، كان مفتونًا. لقد استمتع بمراقبتها من مسافة بعيدة، وكان يبحث عن الفرصة المناسبة للتحدث معها. استجمع شجاعته ودخن سيجارة معها على الدرج. لاحظ طارق كيف لمسها رئيسها أبو معاذ بطريقة غير لائقة وحذرها، في محاولة لكسر الجليد بينهما والبدء بتجاذب أطراف الحديث. لم تكن المتدربة الجديدة منزعجة جدًا من أبي معاذ، وكانت تعتقد أنها تستطيع التعامل معه بمفردها. تفاجأ طارق عندما اكتشف في اليوم التالي استقالة سلمى من منصبها. لاحظ صندوقًا غريبًا قد تركته وراءها، وكان طارق يائسًا ومتطلعًا لمعرفة المزيد عنها. فتش في الصندوق للحصول على أي معلومات، وكان أن وجد هاتفًا محمولاً. يبدأ مقطع فيديو للتو عن تطبيق المواعدة والزواج في منتجع صحراوي ساحر، فيتجه طارق وراء زميلته. يقطع طارق مسافة طويلة حتى يصل إلى المنتجع الغامض الذي يعمل فيه خادمان من أكثر الخدم غموضًا وكأنهما منومان مغناطيسيًا، أو أنهما مثل الزومبي «الموتى الأحياء».
لماذا تترك سلمى أثرًا لأبي معاذ لكي يتبعها؟
«الخطابة» فيلم إثارة نفسي يدور حول أسطورة علياء وخادمتها صبا. التي تتعرض للإيذاء باستمرار من قبل زوجها، وكانت تبحث بشدة عن المساعدة. لكن لم تهتم عائلتها ولا جيرانها بصرختها العاجزة. كانت قد فقدت الأمل تقريبًا، لكن بشكل غير متوقع، وجدت أذنًا ذات ملامح غريبة في وسط الصحراء. كانت الأذن مستعدة للاستماع إلى شكاوى المرأة، بل إنها قدمت لها حلاً. قامت بتطهير خطايا زوجها بحرقه حتى الموت، وفي المقابل أعادته على شكل خادمها الأمين. قررت استخدام هذه الطريقة لتحرير جميع النساء اللواتي تعرضن للإيذاء من قبل أزواجهن. مرت آلاف السنين، وتطور العالم، لكن المرأة تمسكت بأسلوبها القديم في تخفيف آلام النساء عن طريق الانتقام.
يعتقد الكثيرون أن قصة الفيلم لها صلة بالواقع، أو أنها حكاية أسطورية من التراث لشدة أصالتها وانتمائها إلى أساطير الجدات لأحفادهم. لكن القصة من محض خيال الكاتب فهد الأسطا، ومخرج العمل عبدالمحسن الضبعان، وإنتاج تلفاز11 ونتفليكس.
بذل طاقم العمل المكون من الممثلين: حسام الحارثي، وريم الحبيب، ونور الخضراء، ورهف إبراهيم، قصارى جهدهم في الأداء لكي يظهر الفيلم بشكل جيد باعتباره التجربة السعودية الأولى في هذه النوعية من أفلام الرعب والإثارة النفسية، التي تم تقديمها مبكرًا إلى حدٍّ ما. فأفلام الرعب لم تحقق نجاحًا على مستوى المنطقة العربية بأسرها، ولكنها بداية جيدة جدًا لمزيد من الحصول على الخبرات السينمائية وصنع أفلام مرعبة تنافس هتشكوك، وستيفن كينج، وأليخاندرو أمينابار.