سوليوود «خاص»
يولع الممثلون دومًا بتجربة التقنيات والفنون الجديدة، حتى لو لم يكونوا يمارسونها من قبل. ولعلَّ خير مثال على ذلك، اتباع فريق كبير من مشاهير هوليوود للتمثيل المنهجي، الذي يتميز بأنه النهج الأكثر شعبية وإثارة للجدل في عالم الفن بوجه عام. ويشمل هذا المنهج أساليب تدريب وبروفات متنوعة تهدف إلى تشجيع الأداء الخالص، المعبر عاطفيًا؛ إذ صاغها عدد من المسرحيين، خاصة في الولايات المتحدة.
نستعرض خلال السطور التالية قائمة بالممثلين والممثلات، الذين اتخذوا المنهج التمثيلي الشامل في مرحلة ما خلال مسيرتهم المهنية، وكان له تأثير واضح على حياتهم الشخصية والفنية، على الرغم من الصعوبات التي واجهتم خلاله؛ إذ اضطر بعضهم إلى النوم داخل جثث الحيوانات الميتة، وأكل اللحوم النيئة، وخسارة أوزانهم، إلى حد أثر بشكل سلبي في صحتهم وفي تغيير بنية أجسادهم، وفقًا لـ The Hollywood Reporter، وكان منهم: ليوناردو دي كابريو، وخواكين فينيكس، وروبرت دي نيرو.
«آل باتشينو»
اشتهر الممثل العالمي آل باتشينو، بالغوص بشكل كبير في الأدوار التي يقوم بتأديتها، وهو ما ظهر جليًا في فيلم Scent of a Woman الصادر عام 1992، وجسد خلاله دور رجل كفيف. وفي أثناء التحضير لتأدية الشخصية، طلب باتشينو نصائح من الأشخاص المصابين بعمى البصر، وكذلك ذهب إلى مدرسة للمكفوفين. وبدأ أيضًا ممارسة حياته اليومية كما لو كان قد فقد البصر، حتى طلب من الطاقم بمجرد وصوله إلى موقع التصوير، أن يواصلوا معاملته كما لو كان شخصًا أعمى.
«جاريد ليتو»
على مدى حياته المهنية، لم يتردد الممثل العالمي جاريد ليتو، أبدًا في استخدام تقنيات تمثيلية متطرفة لمساعدته على التحضير للشخصية. وكان فيلمSuicide Squad الصادر عام 2017، خير شاهد على ذلك. إذ قام فيه بتأدية بعض المقالب مع زملائه في موقع التصوير لمساعدته على تأدية دور الجوكر، وكان قد خدع الممثلة مارغوت روبي، حين أهداها فأرًا حقيقيًا.
وفي فيلم Morbius لعام 2022، أعلن المخرج دانيال إسبينوزا، أن ليتو كان يستخدم عكازات شخصيته أو كرسيًا متحركًا للذهاب إلى الحمام بين اللقطات، مما أدى إلى انتظار فريق العمل فترة أطول قبل استئناف التصوير. ومن المعروف أيضًا أن الممثل يفقد أو يكتسب وزنًا لبعض الأدوار التي قام بتأديتها.
«روبرت دي نيرو»
يعدُّ الممثل العالمي روبرت دي نيرو، أحد أشهر الممثلين المتميزين في الصناعة. ومن أبرز المشاريع التي اعتمد فيها على منهج التمثيل التجريبي، كان فيلمTaxi Driver لعام 1976؛ إذ عمل لساعات كسائق تاكسي لدراسة سلوكيات المهنة، وفقد 30 رطلاً من وزنه. وفي فيلم Raging Bull لعام 1980، قام بتدريبات بدنية مكثفة ليتمكن من أداء دور الملاكم الرشيق جاك لاموتا.
«كريستيان بيل»
ذهب كريستيان بيل إلى أبعد حدٍّ في تأدية الأدوار، إذ عمل على تغيير وزنه بشكل دراماتيكي. ولم يقتصر الأمر على تغيير بنية جسده لأجل أفلام The Fighter، وAmerican Hustle، ولتأدية دور بروس واين في ثلاثية باتمان؛ بل فقد أيضًا حوالي 70 رطلاً من وزنه لأجل تأدية دور تريفور ريزنيك، المصاب بالأرق في فيلم The Machinist، الصادر عام 2004.
«ليدي غاغا»
كانت الممثلة والمغنية ليدي غاغا، صريحة علنًا حول التقنية التمثيلية التي استخدمتها للتمسك بشخصيتها كباتريزيا ريجياني في فيلم House of Gucci لعام 2021. وقد أعلنت خلال مقابلة سابقة مع مجلة British Vogue، أنها قضت تسعة أشهر تتحدث بلكنة إيطالية، حتى خارج الكاميرا، وأنها عاشت شخصية باتريزيا في حياتها اليومية لمدة عام ونصف.. واعترفت أيضًا أنها واجهت بعض الصعوبات النفسية في نهاية فترة التصوير حين بدأت بالتكيف مرة أخرى مع حياتها العادية.
«خواكين فنيكيس»
في فيلم Joker عام 2019، كان الممثل العالمي جواكين فينيكس، ملتزمًا تمامًا بدوره الشهير باسم المهرج غوثام المضطرب، وقد صرح بأنه فقد 52 رطلاً من وزنه من أجل الشخصية، وهو ما أثر في صحته العقلية، وقال في ذلك الوقت: «عندما تصل إلى الوزن المستهدف، يتغير كل شيء. تجد نفسك مهووسًا بالمحافظة على فارق وزن يومي قدره 0.3 رطل، وهذا أمر مجنون بالفعل”.
«ناتالي بورتمان»
على الرغم من خبرة الممثلة العالمية ناتالي بورتمان، بفنون البالية؛ فإنه عند التحضير لدورها في فيلم Black Swan عام 2010، أكدت التقارير الإعلامية، حينها أنها كانت تتدرب عدة ساعات في اليوم مع راقص محترف؛ إضافة إلى ممارسة السباحة والتدريب المتقاطع. كما قيدت كمية الطعام التي تتناولها، مما أدى إلى فقدانها 20 رطلاً من وزنها، وقالت في تصريح لصحيفة ديلي ميل: «كنت لا آكل تقريبًا، كنت أعمل 16 ساعة في اليوم. وكنت أمثل بشكلٍ مكثف. أتساءل الآن كيف يمكن للناس أن يقوموا بهذا النوع من الأدوار عندما يكون لديهم عائلة».
«دانيال داي لويس»
الممثل العالمي دانيال داي لويس، لم يفشل أبدًا في التفاني الكامل في دوره، إذ يبقى في شخصية الدور لعدة أشهر للحصول على تأثير كامل. وفي فيلم My Left Foot عام 1989، نجح في تجسيد شخصية كريستي براون، وهو كاتب ورسام وُلد بالشلل الدماغي واستطاع استخدام قدمه اليسرى فقط؛ ومن أجل ذلك لم يقضِ دانيال داي لويس بعض الوقت في عيادة لعلاج مرضى الشلل الدماغي، ولكنه – حسب التقارير – أيضًا كان يطلب من أعضاء الطاقم حمله وتغذيته في موقع التصوير.
«هيث ليدجر»
جاريد ليتو، وجواكين فينيكس، ليسا الممثلين الوحيدين اللذين اتبعا الأسلوب المنهجي الغامر في أدوارهما كمهرج الجوكر المجنون. لكن الممثل العالمي هيث ليدجر، الذي قام بتجسيد دور الجوكر، الشرير الأكثر سوءًا في فيلم The Dark Knight، عام 2008، اعتزل العالم الخارجي لمدة شهر وتدرب على مهارات صعبة خلال مرحلة الإعداد للدور للانغماس تمامًا في الشخصية.
«جيم كاري»
عندما قام الممثل العالمي جيم كاري بتجسيد دور أندي كوفمان في فيلم السيرة الذاتية “Man on the Moon” الصادر في عام 1999، قام بجهود كبيرة لتجسيد دور الكوميدي الأسطوري بدقة. ولهذا الغرض، قرر جيم كاري أن يبقى في شخصية الدور طوال فترة تصوير الفيلم، سواء داخل أو خارج موقع التصوير. حتى إنه أصر على أن يشير إليه أعضاء الطاقم بأنه أندي أو توني.
«شارليز ثيرون»
الممثلة شارليز ثيرون، ليست من الأسماء الرئيسية التي يتبادر إلى الذهن عندما يفكر المرء في الممثلين الذين يمارسون التمثيل المنهجي، لأنها في السنوات الأخيرة أعربت عن كرهها لتقنية التمثيل المنهجي. لكن ثيرون اتبعت النهج الشديد لفيلم The Devil’s Advocate عام 1997، لأنها قالت إن المخرج كان من محبي التمثيل المنهجي وشجع فريق التمثيل على البقاء في شخصياتهم طوال فترة التصوير. ولكنها لم تكن تجربة إيجابية بالنسبة لها، ووصفتها بأنها مرهقة.
«ليوناردو دي كابريو»
الممثل الهوليوودي ليوناردو دي كابريو، تولى العديد من الأدوار، ولكن لا يمكن أن يقارن أي منها بما مر به في فيلم The Revenant عام 2015. ولتجسيد دور هيو غلاس، قام الممثل بالتخييم في البرية في درجات حرارة منخفضة جدًا، ونام في جثث الحيوانات، وأكل لحم البيسون النيء. وقال في مقابلة مع “ياهو الترفيه” في ذلك العام: «يمكنني أن أذكر 30 أو 40 مشهدًا كانت بعضها من أصعب الأشياء التي عملت بها. سواء كان الدخول والخروج من الأنهار المتجمدة، أو النوم في جثث الحيوانات، أو ما أكلته في الموقع. كنت أتحمل البرد القارص واحتمال الإصابة بالتجمد بشكل مستمر».
«ميريل ستريب»
الممثلة العالمية ميريل ستريب، معروفة بتكييفها المتميز مع العديد من الشخصيات التي قدمتها على مدار عقود من مسيرتها المهنية في الصناعة. ولكن بعد التفاني في التمثيل المنهجي في دورها كميراندا بريستلي في فيلم The Devil Wears Prada عام 2006، اعترفت بأنها تخلت عن تقنية التمثيل المنهجي، وبقيت في شخصية الزعيمة الشريرة طوال فترة تصوير الفيلم. ولكنها في وقت لاحق كشفت عن مدى تعاستها أثناء فترة التصوير.