سوليوود «خاص»
تبدأ صالات السينما السعودية، اليوم الخميس، عرض فيلم المخرج والمؤلف العالمي كريستوفر نولان الجديد «Oppenheimer»، وذلك بالتزامن مع عرضه عالميًا. حصل الفيلم على تقييم مثالي على موقع «Letterboxd» الشهير، وذلك قبل عرضه في صالات السينما. كما حصل على العلامة الكاملة على الموقع، وهي 5 نجمات، ما يرفع من حجم التوقعات حول تحقيق الفيلم نجاحًا جماهيريًا واسعًا مع طرحه بدور العرض المختلفة.
يعدُّ مخرج الفيلم ومؤلفه «نولان»، من أبرز صنَّاع السينما في هوليوود؛ إذ حصل خلال مسيرته التي قدَّم فيها العديد من الأعمال الناجحة، على أكثر من 25 ترشيحًا لجوائز أوسكار، وفاز بـ7 منها. وخلال خلال السطور التالية، نلقى الضوء على مشوار «نولان» الفني، وأبرز أعماله، وحقائق مفاجئة عن شخصيته، وأسباب تميز أفلامه.
سجادة سوداء في عروض «Oppenheimer»
استبدل مخرج ومنتج العمل كريستوفر نولان، خلال العروض الأولى للعمل، بالسجادة الحمراء الشهيرة بالعروض الخاصة، سجادة سوداء، لتتوافق مع القصة الكارثية التي يتناولها الفيلم، وهي القنبلة الذرية. ومؤخرًا شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في لوس أنجلوس بأميركا، بحضور أبطال العمل وعدد من نجوم هوليوود. كما عُرض بعدها بيوم واحد في لندن.
تصنيف R لأفلام «نولان»
حصل فيلم «Oppenheimer» على تصنيف من فئة R، بعد أكثر من 20 عامًا لحصول أحد أفلام المخرج العالمي هذا التصنيف، وفقًا للتقرير الذى نشر على موقع nme. وكان آخر أفلام «نولان» التي حصلت على هذه الشهادة، هو فيلم Insomnia الذي طرح عام 2002، وقام ببطولته آل باتشينو، وروبن ويليامز. ويعدُّ تصنيف R مصطلحًا أميركيًا، يعني أن أي شخص يقل عمره عن 17 عامًا يجب أن يكون برفقة أحد الوالدين، أو وصي بالغ، إذا رغب في مشاهدة الفيلم في صالات السينما.
حبكة فيلمه الجديد
يحكي أحدث أعمال «نولان»، وهو فيلم «openheimer»، الذي يقوم بإخراجه وتأليفه، عن جيه روبرت أوبنهايمر، العالم الذي اشتهر بقيادة مشروع مانهاتن لإنشاء قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية، وهو مبني على السيرة الذاتية لأوبنهايمر. ويضم الفيلم عددًا كبيرًا من الممثلين العالميين، ومنهم: مات ديمون، وروبرت داوني، وجونيور، وإميلي بلانت، وفلورنس بوغ.
مسيرة ضخمة وجوائز عالمية
يعتبر «كريستوفر نولان»، من أبرز صنَّاع السينما العالمية؛ إذ حصل خلال مسيرته على أكثر من 25 ترشيحًا لجوائز أوسكار، وفاز بسبع جوائز على أعماله التي أدهشت الجمهور والنقاد، وحققت إيرادات تاريخية. اختارته مجلة تايم الأميركية ضمن مئة شخص الأكثر تأثيرًا في العالم عام 2015، وحصل في 2019 على رتبة الإمبراطورية البريطانية لقاء خدماته للفن.
قدَّم المخرج العالمي صاحب المواهب المتعددة، على مدار مسيرته الفنية، 18 فيلمًا متنوعًا بين الروائي والقصير، لم يكن المخرج فقط فيها، بل كان المؤلف والمنتج في بعضها. وأبرز ما يميز أعمال «نولان» عن غيرها، هو تقديم أفلام ذات أفكار نخبوية جدًا، في قالب جماهيري خالص، باعتمادها على الجانب الفلسفي والاجتماعي خلال سرد القصص. علاوة على اعتماده على الترتيب الزمني غير التقليدي لقصص أفلامه في دمج مُذهل للأزمنة؛ ما يجعلها حماسية ومحفزة للمتلقي. واشتهر أيضًا باعتماده على التصوير الواقعي، وعدم تحفيزه لاستخدام الخدع والحيل السينمائية، إلا في أضيق الحدود. وأبرز هذه الأفلام كان:
«Following»
يعدُّ أول تجارب «نولان» في مجال الإخراج عام 1998، وقد أنتجه بميزانية صغيرة جدًا لم تتجاوز 6 آلاف دولار، وساهم في تمويله حتى خرج للنور. يحكي الفيلم قصة شاب عاطل عن العمل يتبع غرباء حول شوارع لندن، وينجرف إلى عالم الإجرام بعد فشله في الابتعاد عنه.
«Memento»
أخرج «نولان» هذا الفيلم، وهو المؤلف له أيضًا. وهو ثاني الأفلام الطويلة له، وحقق نجاحًا ضخمًا حين عُرض على مستوى المشاهدين والنقاد. وكان قد عُرض للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي، وحقق 40 مليون دولار إيرادات في ظل ميزانية لم تبلغ 5 ملايين، وحصل على ترشيحين للأوسكار هما أفضل سيناريو وأفضل مونتاج.
قدَّم المخرج العالمي، هذا الفيلم بحبكة فريدة عبر خطين زمنيين: أحدهما يسير بصورة طبيعية، والآخر بصورة عكسية، ويلتقيان في لحظة بالمنتصف عندما اختار البطل ليونارد شيلبي أن يحدد مصيره بنفسه.
«The Dark Knight»
أخرج «نولان» هذا الفيلم، وعُرض في عام 2008، وتم ترشيحه لأكثر من 7 جوائز أوسكار، وكان أعلى أفلام العام إيرادًا بأكثر من مليار دولار في شباك التذاكر العالمي. وهو يُعدُّ الجزء الثاني من ثلاثية «نولان» المقتبسة عن القصص المصورة باتمان. وفي هذا الجزء يقابل الرجل الوطواط لأول مرة عدوه اللدود الجوكر.
«Inception»
يعدُّ واحدًّ من أعلى أفلام «نولان» إيرادًا وأكثرها نجاحًا، وهو من إنتاج عام 2010. وترشح لـ8 جوائز أوسكار، فاز بـ4 منها؛ وهو من بطولة: ليوناردو دي كابريو، وماريون كوتيار، وتوم هاردي، وسيليان مورفي.
«Interstellar»
استعان بفريق علمي متخصص بقيادة عالم الفيزياء النظرية كيب ثورن، للمساهمة في إعداد هذا الفيلم، الذي ركز خلاله على فريق من رواد فضاء يسافرون عبر ثقب فضائي في محاولة للبحث عن كوكب آخر صالح للحياة غير الأرض التي أصبحت تحتضر. الفيلم من كتابة جوناثان نولان، وكريستوفر نولان.
سبب مقاطعته للتكنولوجيا الحديثة
كشف كريستوفر نولان مخرج Oppenheimer، في مقابلة مع مجلة هوليوود ريبورتر، أنه غير مهتم على الإطلاق بالتواصل مع بالآخرين؛ لذلك لا يحمل هاتفًا ذكيًا حتى الآن، ولا يستخدم البريد الإلكتروني. وعلل ذلك قائلاً: يتعلق الأمر بمستوى الإلهاء، فلا يمكنني توليد الأفكار وكتابة النصوص الخاصة بأعمالي مع استخدامي للهاتف، فإن الوجود على هاتف ذكي طوال اليوم لن يكون مفيدًا جدًا.
وتابع: بالنسبة لي.. أنا سهل التشتت، لذا لا أريد استخدام الإنترنت في كل مرة أشعر فيها بالملل؛ لأن استخدامه سيشتت أفكاري. وفيما يتعلق بكيفية كتابة نصوص أفلامه فقال كريستوفر نولان: بدلًا من استخدام الهاتف الذكي، أكتب سيناريوهات أفلامي على جهاز كمبيوتر، ويكون غير متصل بالإنترنت.
حقيقة اعتزاله بعد «Oppenheimer»
انتشرت في الأيام الماضية العديد من الأنباء التي تتحدث عن اعتزال كريستوفر نولان، الفن بعد إخراجه لفيلم Oppenheimer». وفي تصريحات صحفية للمخرج والمنتج العالمي، ردًا عمَّا إذا كان يخطط لاتباع طريقة كلٍّ من المخرجين كوينتن تارانتينو، ومارتن سكورسيزي، في الاعتزال المبكر أو الاستمرار في صنع الأفلام حتى النهاية، قال: «أفهم كلتا الوجهتين.. وإنه من الإدمان سرد القصص في السينما، حيث يصعب تخيل التوقف بشكل طوعي عن فعل ذلك».
وأضاف: «أفهم الرغبة في الحفاظ على سمعة مثالية مثل هذين المخرجين الرائعين، لكن أيضًا، لا أريد أن أفوت أي فرصة للاستمرار في عمل ما أحبه».