سوليوود «خاص»
تصدت السينما العالمية، لظاهرة عمل الأطفال وتسخيرهم، ومعاناتهم من الاستعباد خلال استغلالهم في الأنشطة غير المشروعة، مثل: تهريب المخدرات، والتورط في النزاعات المسلحة خاصة خلال فترات الحروب والاستعمار. وكانت لهذه الإضاءة السينمائية دور هام في تعزيز جهود القضاء على الظاهرة ومكافحتها؛ وسردت أفلام عالمية وعربية قصصًا مُرعبة لصغار تظهر طمث ملامح طفولتهم البريئة بسبب إجبارهم على العمل. نتناول خلال السطور التالية أهم 6 أفلام ناقشت القضية وحُفرت في ذاكرة السينما لجرأة وجودة طرحها الفني، ومنها: «Capernaum»، و«First They Killed My Father».
«First They Killed My Father»
يبرز الفيلم المأخوذ عن قصة للناشطة الكمبودية «لونغ أونغ»، وكتابها «أولًا.. قتلوا أبي»، تفاصيل معاناة الأطفال بمشاهد تُدمي القلوب، من خلال المجازر التي ارتكبتها منظمة «الخمير الحمر» في كمبوديا، وتفاصيل الحرب الأهلية في المنطقة، وكيف سخرت الصغار في أعمال شاقة وبشعة. يروي الفيلم قصة الفتاة «لونغ»، ذات الأعوام الخمسة، التي فقدت أمها وأباها في الحرب؛ حيث كان يعمل والدها نقيبًا في قوات الجنرال لون نول، الذي قاد انقلابًا على النظام الملكي وأعلن الجمهورية فيها، وكيف عاشت هذه الطفلة وغيرها من رفقاء عمرها حياة صعبة في ظل حكم لا يبالي بارتكاب جرائم وحشية ضدهم، بجانب تجنيدهم وتسخيرهم في أنشطة غير شرعية.
فيلم السيرة الذاتية، هو من بطولة: ساريوم سراي موش، وفينوج كومهيك، وسفينج سوشيتا ومن إخراج: أنجلينا جولي.
«Slumdog Millionaire»
ناقش هذا العمل مأساة عمالة الأطفال واستغلالهم، وأسباب تجذُّرها في الهند، وأبرزها كان الإنجاب وسط الطبقات الفقيرة، والصراعات الدينية والعرقية المنتشرة. من خلال طرح الفيلم لقصة «جمال مالك»، وهو شاب فقير نشأ في مومباي، وبعدما شارك في برنامج «من سيربح المليون؟»، يتم القبض عليه للاشتباه في الغش في البرنامج، ويجري استجوابه. وتُظهر الأحداث تاريخ حياة «جمال» الصعبة المليئة بالمآسي مُنذ طفولته. وخلال الأحداث يكشف «جمال»، عن استغلال طفولته هو وشقيقه من قبل زعيم لإحدى العصابات التي تستخدم الأطفال المشردين في أعمالها وترسلهم إلى التسول في الشوارع بغية كسب المال. وكان يرتكب ضدهم أبشع الانتهاكات الجسدية، ويفقدهم البصر بغية الحصول على مال أكثر. وتكشف الأحداث عن تعرض «جمال»، لعملية وسم العينين؛ لكن أخاه «سالم» ينقذه بحيلة. ويبرز الفيلم كيف يلجأ الطفلان إلى بعض الأعمال غير الشرعية بهدف توفير نفقات يومهم، وعملا كبائعين متجولين، بالإضافة إلى احترافهما السرقة.
الفيلم من بطولة: ديف باتل، وفريدا بينتو، وأنيل كابور، وسوراب شوكلا، ومن إخراج: داني بويل.
«Capernaum»
سلطت المخرجة اللبنانية «نادين لبكي»، الضوء خلال فيلم «Capernaum»، على الأسباب الأساسية التي تؤجج ظاهرة الاتجار بالبشر، وزواج القاصرات، وتشرد الأطفال، والتي تصدرها الفقر والبطالة والسلطوية. وتدور قصة الفيلم حول إقامة طفل دعوى ضد أهله الفقراء بسبب إنجابهم له وإهماله، وذلك بعد مروره بالعديد من الصعاب في حياته بدءًا من فراره من منزله بعد تزويج شقيقته القاصر، وعيشه مع مهاجرة أثيوبية وطفلها الصغير، وبحثه الصعب عن قوت يومه.
الفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي، والذي رُشح للأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، هو من بطولة: زين الرفاعي، وفادي يوسف، وكوثر الحداد، ومن إخراج: نادين لبكي.
«Holes»
تدور قصة الفيلم حول المراهق «ستانلي»، الذي يتم إرساله إلى معسكر «البحيرة الخضراء» في وسط صحراء مليئة بالثعابين والسحالي القاتلة التي تعرضهم دومًا لرعب، وذلك عقابًا على جريمة لم يرتكبها. وهناك تبدأ رحلته مع العمل الشاق هو ومجموعة من المراهقين من نفس عمره، وتكون مهمتهم الأساسية هي حفر حُفَرًا عميقة في الأرض دون معرفة السبب وراء ذلك؛ ليقرر «ستانلي»، ورفاقه الهرب من المعسكر، ويدخل في مرحلة جديدة من الصعاب.
الفيلم من بطولة: سيجورني ويفر، وجون فويت، وتيم بلاك نيلسون، ومن إخراج: اندرو ديفيز.
«L’Enfance vole»
يحكي الفيلم عن طفلة صغيرة تبلغُ من العمرِ عشر سنواتٍ، قادتها ظروفها القاسية للعمل كخادمة لدى أسرة ثرية في الدار البيضاء. وهناك تكتشف أنه ممنوع عليها أن تمارس أشياء كثيرة. وتَضيق الحياة بالخادمة، فتُقرِّر الهروب عقب عملية اغتصابٍ يقومُ بها الابن المدلل للعائلة التي تعملُ عندها.
الفيلم المغربي، الذي صدرَ عام 1994، هو من بطولة: فيروز قيراوني، وسعدية أركون، وأحمد سعاري، ومن إخراج: حكيم نوري.
«Blood Diamond»
ترصد قصة فيلم «Blood Diamond»، جانبًا من جوانب ظاهرة استغلال الطفولة خلال فترات الحروب الأهلية، إذ يقوم المتمردون المعروفون بمناهضي الحرية بمهاجمة القرى ليقتلوا النساء والضعفاء، ويأسرون الرجال ويرسلونهم للعمل في معسكرات ومناجم الألماس، ويقومون كذلك بتجنيد الأطفال دون الثانية عشرة من العمر ليعملوا مع المتمردين. وكان يقودهم في هذا العمل الكابتن بويسون «ديفيد هارورد» الذي يتعامل مع الأطفال بقسوة ويأمرهم بتنفيذ تدريبات قاسية.
الفيلم الصادر عام 1999، هو من بطولة: ليوناردو دي كابريو، وجينيفر كونيلي، ودجيمون هونسو، ومن إخراج: إدوارد زويك.