سوليوود «متابعات»
حذر بعض من أشهر الباحثين في مجال «الذكاء الاصطناعي» من أخطاره المحتملة، مستشهدين بقصة فيلم مشهور كأحد «السيناريوهات الكارثية» التي ستؤدي إلى تحوله إلى تهديد لوجود البشرية بأسرها.
وأعرب اثنان من الثلاثة الذين يوصفون بأنهم «الآباء الروحيون لـ«الذكاء الاصطناعي» عن قلقهما، في حين قال الثالث إنه يختلف تمامًا مع وجهة نظرهما وإن نبؤات فناء البشرية ما هي إلا محض هراء.
وقال مذيع بأحد القنوات التلفزيونية البريطانية خلال إجرائه مقابلة مع أحد الباحثين الذين حذروا من أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا وجوديًا: «بوصفي شخصًا ليس لديه أي خبرة في هذا المجال.. يتبادر إلى ذهني فيلم «The Terminator ذا ترميناتور»، ونظام «Skynet سكاينت»، يتبادر إلى ذهني ما شاهدته من أفلام».
حديث المذيع عن تلك الأفلام لم يكن الأول، فقد استخدم مركز أمان الذكاء الاصطناعي «Centre for AI Safety» الذي أصدر بيانًا تحذيريًا في هذا الشأن فيلم «WALL-E وال-إي» من إنتاج شركة بيكسار كمثال على مخاطر الذكاء الاصطناعي.
لطالما كانت قصص الخيال العلمي وسيلة لمحاولة التكهن بما يحمله لنا المستقبل. وفي مرات نادرة للغاية، صدقت تنبؤاتها.
بالنظر إلى قائمة المخاطر والتهديدات المحتملة للذكاء الاصطناعي التي يسوقها المركز، هل هناك ما تخبرنا به أفلام هوليوود الشهيرة في هذا الشأن؟
إضعاف البشر
يقول مركز أمان الذكاء الاصطناعي إن إضعاف البشر يعني أن البشرية ستصبح معتمدة اعتمادًا كاملًا على الآلة، وهو سيناريو شبيه بقصة فيلم وال-إي.
يصور الفيلم البشر على أنهم حيوانات سعيدة لا تقوم بأي عمل على الإطلاق، وتستطيع بالكاد الوقوف على القدمين بدون مساعدة، في حين أن الروبوتات تنفذ كل المهام والأعمال التي يحتاجونها. تخمين ما إذا كان ذلك الأمر ممكنًا بالنسبة للجنس البشري بأكمله لا يعدو كونه تنجيمًا.
لكننا أصبحنا أكثر قربًا إلى شكل آخر أكثر خطورة من أشكال الاعتماد على الآلة. يتمثل ذلك في إعطاء صلاحيات لتقنية قد لا نفهمها تمامًا، كما تقول الدكتورة ستيفاني هير، الباحثة في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومؤلفة كتاب Technology Is Not Neutral «التكنولوجيا ليست محايدة».
على سبيل المثال فيلم «Minority Report تقرير الأقلية». في هذا الفيلم، يُتهم ضابط الشرطة المحترم جون أندرتون الذي يلعب دوره «توم كروز» في جريمة لم يرتكبها لأن نظم الذكاء الاصطناعي المصممة للتنبؤ بالجرائم قبل وقوعها تصر على أنه سوف يرتكب تلك الجريمة.
تقول الدكتورة هير: «الأنشطة الشرطية التنبؤية موجودة بالفعل – وتستخدمها شرطة لندن على سبيل المثال». في الفيلم، تدمَر حياة توم كروز بفعل نظام غير قابل للجدل لا يفهمه تمامًا.
تحول الذكاء الاصطناعي إلى سلاح
كان الشرير الحقيقي في سلسلة أفلام ذا ترميناتور ليس الروبوت القاتل الذي يلعب دوره أرنولد شوارتسنيجر، إنه «سكاينت Skynet»، نظام الذكاء الاصطناعي المصمم للدفاع عن البشر وحمايتهم. في يوم من الأيام، يخرج النظام عن الطريقة التي تمت برمجته بها ويقرر أن البشر هم الخطر الأعظم الذي يجب القضاء عليه، وهي فكرة شاع استخدامها في الأفلام السينمائية.
أهداف مختلفة خداع
تعد من الأفكار الأخرى الشائعة في أفلام الخيال العلمي هي أن الذكاء الاصطناعي ليس شريرا، ولكنه مضلَل.
في فيلم «2001: أدويسا الفضاء 2001: Space Odyssey» الذي أخرجه ستانالي كوبريك، نتعرف على الحاسب الآلي الخارق هال-9000 الذي يتحكم في غالبية وظائف سفينة الفضاء ديسكفري، ما يسهل من مهمة رواد الفضاء إلى أن يحدث به عطل.
يقرر رواد الفضاء إيقاف هال وتشغيل السفينة بأنفسهم. لكن هال الذي يعلم أمورًا لا يعلمها رواد الفضاء، يقرر أن ذلك سيعرض البعثة الفضائية إلى الخطر، ويتمكن هال من خداع رواد الفضاء وقتل غالبيتهم.
على العكس من سكاينت الذي لديه وعي بالذات، يمكنك القول إن هال كان ينفذ التعليمات التي أعطيت له، ولكن ليس بالطريقة المتوقعة منه. بلغة الذكاء الاصطناعي الحديثة، النظم التي تخطئ التصرف توصف بأنها تعاني من اختلال في الأهداف، أي أن أهدافها لا تبدو متسقة مع الأهداف التي وضعها لها البشر.
معلومات زائفة
طرح مورفيوس، الذي جسده «كيانو ريفز» في فيلم «ذا ماتريكس» الذي أنتج عام 1999، سؤالًا هامًا وهو كيف يمكنك التفريق بين عالم الواقع وعالم الأحلام.
تدور القصة حول بشر يعيشون حياتهم بشكل طبيعي بدون أن يدركوا أن عالمهم هو عالم رقمي مزيف، وهي رمز جيد للانفجار الحالي للمعلومات الزائفة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي.
تقول الدكتورة هير إن قصة الفيلم تعطيها نقطة بدء مفيدة عند إجراء حوارات حول المعلومات الزائفة والمعلومات المضللة والتزييف العميق مع عملائها.