سوليوود «خاص»
رئيس هيئة الأفلام السعودية يعلن عن قرب نقل اختصاصات «الإعلام المرئي والمسموع» المرتبطة بصناعة السينما والأفلام إلى الهيئة
كشف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبدالله آل عياف، عن بدء انتقال الاختصاصات المرتبطة بصناعة السينما والأفلام من هيئة الإعلام المرئي والمسموع إلى هيئة الأفلام لتسهيل الإجراءات على صنَّاع الأفلام، إذ سيتم الإعلان عن كافة الإجراءات خلال الأشهر المقبلة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن «رؤية السعودية ٢٠٣٠» تستهدف رفع عدد شاشات السينما من 583 شاشة إلى 2600 شاشة؛ جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي أقامته الهيئة بهدف تعزيز التواصل مع صنَّاع الأفلام والاستماع لآرائهم وملاحظاتهم، وعرض خططها وأهدافها ومنجزاتها، وذلك بالشراكة مع موقع «سوليوود» السينمائي ضمن فعاليات مهرجان أفلام السعودية الذي يقام في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء). وأبان آل عياف أن الهدف من إحداث متغيرات في القطاع هو تمكين الصنَّاع ورفع جودة المحتوى المرئي، مؤكدًا حرص الهيئة على الاستماع لملاحظات ومقترحات صناع الأفلام لما لها من دور في تقويم مسار الصناعة، والتواصل الدائم معهم للارتقاء بقطاع الأفلام المحلي.
مناهج التعليم
واستعرض آل عياف خلال اللقاء، إنجازات الهيئة والجهود التي تبذلها لصناعة ذاكرة سينمائية، مردفًا بأن «صناعة السينما متغيرة ديناميكية وذات تحديات متنوعة لذلك تتطلب مواكبة مستمرة لتجاوزها، وضمن أبرز الإنجازات المشاركة في المحافل الدولية بعد الانتقال من مرحلة الوجود إلى مرحلة تمكين واكتشاف الذات مع لفت الأنظار». كما أشار في معرض حديثه إلى رفع الوعي والعمل مع العديد من الوزارات منها وزارة التعليم لإدراج السينما ضمن الأنشطة اللاصفية، من خلال إطلاق وزارة الثقافة مسابقة المهارات الثقافية لتكون ضمن المناهج اللاصفية في كافة مراحل التعليم العام، وتتضمن مسارًا خاصًا لصناعة الأفلام، مع رفع نسبة الابتعاث الداخلي والخارجي ومضاعفة برامج التدريب المتقدم.
تطوير المواهب والبنى التحتية للصناعة
وعلى الصعيد ذاته، أفصح مدير عام تطوير القطاع وجذب الاستثمار، عبدالجليل الناصر، بأن العمل في الهيئة يتكئ على تطوير المواهب والقدرات البشرية، منوهًا بأهمية البنى التحتية التي تعمل الهيئة على تطويرها بصورة مستمرة، سواءً في الإنتاج أو مواقع التصوير وكل ما يتعلق بعملية الإنتاج والتوزيع والسعي إلى تنظيم الشركات الوطنية، بما ينسجم مع «رؤية المملكة 2030»، وهذا يصب في خلق منظومة سينمائية تحفز من جذب الاستثمارات وتسهم في تصدير منتجات سينمائية محلية للخارج.
سلسلة انتقال الاختصاص
وأشار مدير عام الاستراتيجية والسياسات واللوائح، مشاري الخياط، إلى أبرز خطط الهيئة الاستراتيجية قصيرة وطويلة المدى التي تم إطلاقها منذ عام 2021، والمنبثقة من «رؤية السعودية ٢٠٣٠» لخلق صناعة أفلام مستدامة، من خلال العمل على تحقيق رؤيتها بترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي لصناعة الأفلام في الشرق الأوسط بالاعتماد على 6 ركائز رئيسية منها: تطوير المواهب، وتطوير البنية التحتية، والإنتاج المحلي والدولي في المملكة، والإطار التنظيمي، وأخيرًا التوزيع والعرض عن طريق نموذج تشغيلي متكامل. وأضاف أنه سيتم الإعلان قريبًا عن تفاصيل نقل اختصاص الشأن السينمائي من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع إلى هيئة الأفلام مع استمرار العمل مع أصحاب المصلحة على تقديم تجربة مستفيد استثنائية.
برنامج ضوء
وأوضح مدير الحوافز والترويج السينمائي، ثامر الصيخان، أن الحوافز جزء من البيئة المتكاملة للأفلام، فهناك العديد من أنظمة الحوافز المعمول بها عالميًا، ومنها الحوافز ذات المردود، وأخرى تأتي كجزء من الضريبة، إلى جانب نوع آخر يتمثل في المنح المقدمة، وأفضلها المنح ذات المردود مع زيادة نسبتها؛ مبديًا الآثار الإيجابية التي عكسها برنامج ضوء الذي دعم المشاركون فيه بما يقارب 40 مليون ريال؛ مردفًا «أهمية المشاركة في المهرجانات لصنَّاع الأفلام ضمن الخطط الترويجية لدعم تلك الصناعة، حيث ينتج عنها العديد من العلاقات وتبادل الخبرات، علمًا أن ذلك يتطلب شروط استيفاء للمشاركة».
مرجع للإرث السينمائي
من جانبه، أولى مدير عام الأرشيف الوطني للأفلام في الهيئة، عبدالله العبدالله، أهمية فائقة لإيجاد مرجع لصنَّاع الأفلام السعوديين؛ لمساعدتهم في صناعة المنتجات وكل ما يستلزم العمل بما أشبه بالذاكرة التاريخية، وهناك رغبة لحفظ الإرث السينمائي بما يوثق التراث والثقافة لنقلها للأجيال، مستشهدًا بالعديد من الأمثلة من الأفلام الدولية التي اندثرت غداة عدم توثيقها والحفاظ عليها بطرق تضمن وجودها على مر العصور؛ في حين اعتبر أن الحفظ الرقمي إحدى الطرق التي تعمل الهيئة على اعتمادها على الرغم من ارتفاع تكلفتها، مضيفًا «نعمل على تحديد الإطار القانوني وتحديد ما يمكن أرشفته عبر المهرجانات والمشاركات السينمائية، كما نعمل على ترميم العديد من الأعمال السينمائية العملاقة وحفظها؛ لتشكل مرجعًا ثريًا ووجهة معرفية مستدامة». كما أشاد بتفاعل وحرص صناع الأفلام المشاركين في هذه الدورة من مهرجان أفلام السعودية، حيث وافق صنَّاع أفلام ما يقارب من ٩٠% من الأفلام المتقدمة للمهرجان على إيداعها لدى الأرشيف الوطني للأفلام.
واختتم اللقاء بكلمة من الرئيس آل عياف، حول الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة عبر تكاتف الجهود والعمل على دعم المؤسسات، معتبرًا أن «ما تحقق من تعاون مع صنَّاع الأفلام هو من أهم المنجزات»، مؤكدًا على «أهمية تطبيق الحوكمة دائمًا في كل أشكال الشراكات». وشدد آل عياف على ضرورة تلقي الملاحظات والآراء من كافة المهتمين، مجيبًا عن استفسارات تدور حول أسباب ندرة أفلام الأنيميشن بأنها «فرصة لزيادة المشاركة لأن هناك قلة بعدد المتنافسين».