سوليوود «خاص»
على مدى عقود، استطاعت الأفلام الوثائقية أن تلقى جاذبية متزايدة لدى الجماهير؛ إذ تأخذ المشاهدين في رحلة ممتعة لاستكشاف الواقع وإظهار جوانب مختلفة من الحياة ربَّما لم نشاهدها من قبل، وباتت صناعة الأفلام الوثائقية رائجة بشكل كبير لدى العاملين في الصناعة السينمائية، نظرًا لوجود قاعدة جماهيرية خاصة تتشوق لها دومًا. يتناول هذا التقرير سبل إعداد الوثائقيات، إضافة إلى أبرز تلك الأعمال التي حصدت جوائز الأوسكار بسبب دقة صناعتها ونجاحها جماهيريًا، ومنها: فيلم «The March of the Penguins»، وفيلم «The Cove».
إعداد الأفلام الوثائقية
تعتمد الأفلام الوثائقية على قصص وموضوعات مقتبسة من الواقع؛ فهي تركز على الأحداث الحقيقية والشخصيات الحية، ويتطلب إعداد هذه الأفلام بحثًا مكثفًا ودقيقًا عن الموضوع الذي يكون بطل القصة، وجمع المعلومات والمصادر الموثوقة، بعد ذلك يتم تصوير اللقطات والمقابلات وتوثيق الأحداث المهمة داخل المادة الوثائقية، ثم يأتي دور المونتاج والإخراج النهائي للعمل ليرى النور في قالبه الفني الخاص.
الجمهور المستهدف
تتنوع أذواق الجمهور حين يتعلق الأمر بالأفلام الوثائقية؛ إذ تجد رواجًا بين محبي الفن والثقافة والتاريخ والطبيعة والعلوم والتكنولوجيا، وتعتبر هذه الأفلام مصدرًا هامًا للتعلم والتثقيف وزيادة الوعي حول قضايا بعينها، ويستهدف صُنَّاع الأفلام الوثائقية جمهورًا واسعًا ومتنوعًا من المشاهدين المهتمين بالبحث والتوثيق، مما يسهم في نجاحها وتوسيع شعبيتها.
الأفلام الوثائقية الحائزة على أوسكار
تمكنت العديد من الأفلام الوثائقية، على مدار أعوام كثيرة من الحصول على جوائز الأوسكار نظراً لمضمونها الجيد، وملامستها المباشرة للقلوب والمشاعر، وفيما يلي نرصد أشهر 5 أفلام نالت جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي:
«The March of the Penguins»
تتبع هذا الفيلم الفرنسي، الحائز على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي لعام 2005، حياة البطاريق في القطب الجنوبي، وقدم نبذة رائعة عن الحياة اليومية لهذه الطيور، وكيف تسعى للبقاء على قيد الحياة في ظل التغيرات المناخية القاسية؛ وكم هي بحاجة ماسة إلى رعاية صحية من نوع خاص للتغلب على هذه التغيرات البيئية، كما تناول العمل أيضًا ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرها على البيئة.
«The Cover»
يكشف الفيلم الوثائقي عن ممارسات صيد الدلافين الوحشية في اليابان ويدعو إلى وقف هذه الممارسات وحماية البيئة البحرية، وحصل في عام 2010 خلال مهرجان الأوسكار الثاني والثمانين على جائزة أفضل فيلم وثائقي، والفيلم يشجع الجميع لأخذ موقف تجاه المجازر التي تحدث للدلافين.
«Man on Wire»
ركز الفيلم الوثائقي على مغامرة «فيليب بيتي»، الذي قام بعبور حبل مشدود بين برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، عام 1974، ونال الفيلم أكثر من 5 جوائز عالمية، ومن بينها كانت جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي عام 2009، وحقق العمل نجاحًا جماهيرىًا واسعًا؛ إذ قدرت إيراداته وقت عرضه عالميًا بنحو 5.258.569 دولارًا.
«13th»
يتناول الفيلم الوثائقي قضية العنصرية والاضطهاد الذي يواجهه السكان الأميركيون من أصل إفريقي بسبب القوانين والسياسات المتبعة في إطار من الجريمة، ويلقي العمل نظرة وثائقية متعمقة لنظام السجون في الولايات المتحدة الأميركية وكيف له أن يكشف التاريخ الطويل للتفرقة العنصرية هناك. ونال الفيلم جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي عام 2017.
«Searching for Sugar Man»
يسلط فيلم «البحث عن رجل السكر«، الضوء على قصة «رودريجيز»، المغني الأميركي الذي لم يكن مشهورًا على نطاق واسع في محيطه؛ لكنه أصبح بين ليلة وضحاها، وقودًا للثورة ضد العنصرية في العالم، و«رجل السكر» اسم إحدى أغنيات الفنان الراحل، والتي لاقت رواجًا بعد وفاته، وتم تسمية الفيلم على اسم الأغنية، وحصد العمل جائزة الأوسكار كأفضل فيلم عام 2013.
تشكل الأفلام الوثائقية وسيلة مؤثرة لنقل القصص الحقيقية وتوعية الجمهور بقضايا معينة، ويميزها أسلوب فني تفاعلي ممتع، مما يجذب جمهورًا واسعًا ومتنوعاً من المشاهدين. وقد ساهمت هذه الأفلام في تغيير النظرة العامة للعديد من الموضوعات والقضايا، وساهمت أيضًا في إلهام الجيل الجديد من صناع الأفلام الوثائقية لابتكار طرق جديدة لتقديم الواقع إلى الشاشة.