سوليوود «خاص»
في السنوات الأخيرة شهدت صناعة السينما تغيرات جذرية في مجالات عدة، بدءًا من التكنولوجيا المستخدمة في التصوير والإنتاج، وصولاً إلى وسائل التوزيع والتسويق، ما أدى إلى تقدم لافت في هذا المجال، إلا أنه ليس على أفضل حال؛ إذ يواجه جملة من التحديات التى تعرقل الصناعة السينمائية، ومنها التحديات الاقتصادية المُتمثّلة في غياب الإنتاج القوى، وكذلك عمليات القرصنة على الأفلام التي تُضعف عرضها بصالات السينما، علاوة على قلة المهرجانات السينمائية التي تمنع ترويج الأفلام وإيصالها إلى جمهور أوسع. وإليكم عرض لـ10 تحديات رئيسية تواجه الصناعة السينمائية، وتحول دون تنميتها اليوم:
التحديات الاقتصادية
يعاني إنتاج الأفلام من تكلفة عالية ومتغيرة، مما يضع ضغطًا كبيرًا على الميزانيات ويؤدي إلى إنتاج أفلام رديئة من حيث الجودة والمضمون. كما أن غياب الإِمكانيَّات الحديثة يُساهم في ظهور أعمال سينمائية دون المستوى، لا يتقبلها الجمهور وتتسبَّب في تحمل صُنَّاع الأعمال مبالغ طائلة بدون جدوى.
المنصات الإلكترونية
أدى ظهور منصات البث الرقمي إلى تغيير طرق استهلاك الأفلام، إذ يفضل الجمهور الآن مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت بدلاً من دور العرض السينمائي، ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام هذه الصناعة التي ينبغي لها السعي لتقديم أفضل الأعمال الجاذبة للمشاهد من أجل الحفاظ على وجودها مقارنة بتلك المنصات.
ارتفاع أسعار التذاكر
يعتبر ارتفاع أسعار التذاكر في بعض الأحيان عائقًا أمام متابعة الأفلام في دور العرض السينمائي، مما يشجع الجمهور على البحث عن بدائل أرخص. وأمام هذا التحدي، فإن أصحاب دور العرض السينمائي أمام معضلة ذات وجهين: الأول عليهم تقديم مغريات جديدة تساهم في تلبية مطلب الجمهور بخفض أسعار التذاكر، والثاني تقديم أعمال فنية قوية جاذبة للمستهلكين وملائمة لقيمة التذاكر المرتفعة.
الرقابة الحكومية والمواقف المجتمعية
تتدخل بعض الجهات الحكومية والمجتمعية في محتوى الأفلام وتفرض قيودًا على حرية الإبداع والتعبير، مما يؤثر في جودة الإنتاج السينمائي.
عمليات القرصنة
تعتبر القرصنة مشكلة كبيرة تواجه صناعة السينما، إذ يتم تحميل الأفلام بشكل غير قانوني وبتكاليف منخفضة دون ترخيص، مما يسبب خسائر مالية هائلة للمنتجين ويمثل تعديًا على حقوق الملكية الفكرية.
وهذا ما جعل الكثير من منتجي الأفلام السينمائية يطالبون رجال القانون في البلدان المختلفة بسن تشريعات صارمة لحمايتهم من هذه الأعمال التي تكبدهم مبالغ طائلة، وتُمثل تحديًا صارخًا قد يؤدي إلى عزوف قطاع عريض من رجال الأعمال المنتجين عن المشاركة في هذا المجال.
الجودة والمواضيع
تعاني بعض الأفلام من قلة الجودة وتكرار المواضيع، مما يؤدي إلى تقليل الاهتمام الجماهيري بمتابعة الإنتاج السينمائي. وكذلك اختيار السيناريو الجيد الذي يتوافق مع الواقع، والبعيد عن الحشو الدرامي المتكرر صاحب الدور المحوري في هذا الجانب؛ فهو صلب العمل الفني وكلمة السر وراء نجاح الأعمال.
قلة المهرجانات السينمائية
تؤدي المهرجانات السينمائية دورًا هامًا في ترويج الأفلام وإيصالها إلى جمهور أوسع، إلا أن قلة الفعاليات في هذا المجال تعيق تنمية الصناعة، وتمنع تمويل الأعمال والتجارب الهادفة والجادة من قبل المؤسسات العالمية المعنية بتلك الصناعة مما يضعف من إنتاجها.
غياب آليات تسويقية عصرية
يفتقر قطاع السينما إلى استراتيجيات تسويقية حديثة وفعالة، مما يؤدي إلى تراجع وجود الأفلام في السوق ويقلل من فرص نجاحها، خاصة مع انتشار التكنولوجيا التسويقية الحديثة التي تعزز عملية الإنتاج السينمائي إذا تم اتباعها.
عدم وجود أكاديميات متخصصة للصناعة السينمائية
يتوقف نمو الصناعة السينمائية على توفر كوادر مؤهلة مدربة على أعلى مستوى، إلا أن غياب المؤسسات التعليمية المتخصصة في معظم الدول يعيق تطور القدرات الفنية والإدارية للعاملين في القطاع.
المنافسة الشرسة
تتنافس الأفلام السينمائية مع وسائل الترفيه الأخرى مثل الألعاب الإلكترونية والمسلسلات التلفزيونية، مما يضع الصناعة في مواجهة شديدة لجذب اهتمام الجمهور والاستثمارات.
في الختام، تواجه الصناعة السينمائية عددًا كبيرًا من التحديات التي تعيق تطورها ونجاحها. ولتجاوز هذه العقبات، يتعين على الجهات المعنية العمل بشكل متكامل ومستدام لتوفير الدعم اللازم للإنتاج السينمائي من حيث التمويل، والتدريب، وتطوير البنية التحتية والتشريعات اللازمة لحماية حقوق الملكية الفكرية وضمان حرية الإبداع والتعبير.