أحمد العياد
رغم تأخر العرض.. «سكة سفر» الأجمل
أحد أجمل المفاجآت الدرامية السعودية في العام الماضي كان مسلسل “سكة سفر”، المسلسل الذي أتى بهدوء وبنجوم شباب لهم تجارب محدودة وبدون أدنى توقعات ليحقق جماهيرية كبيرة ومشاهدات عالية؛ لذا كانت التوقعات هذا العام أكبر لهذا المسلسل في الجزء الثاني، فكان الاستعداد مبكرًا من خلال الاستعانة بكاتب خبير كمفرج المجفل لتنفيذ هذا المسلسل، فكان أحد أول الأعمال الرمضانية التي انتهى تصويرها سريعًا استعدادًا للموسم الرمضاني.
“سكة سفر” عمل لطيف وهادئ استمر بنفس الرتم السابق في الجزء الأول، يُضاف إلى ذلك اهتمام بالحبكة والقصة بشكل أكبر. هو عمل قد لا يكون من الأعمال المغرقة في الكوميديا، لكنه عمل يمنحك الابتسامة طوال مشاهدتك للعمل. وأهم نقطة في العمل هو البعد الكامل عن التهريج والاجتهادات الفارغة، بمعنى أن هناك اهتمامًا بالتفاصيل وبعدًا تامًا عن الخروج عن النص كحال العديد من الأعمال الكوميدية السعودية.
وعلى الرغم من تأخر عرض المسلسل حتى الثلث الأخير من رمضان في قرار لا أستطيع فهمه ولا أجد له تبرير، فإن النجاح حالف العمل الذي تصدر أكثر الأعمال السعودية مشاهدة في الثلث الأخير من شهر رمضان.
عودة قوية للدراما السورية
إن كان هناك من سمات لهذا الموسم الرمضاني ومزايا مهمة، فهي – بلا شك – العودة القوية للأعمال السورية؛ الدراما التي كانت الأهم في الوطن العربي لسنوات عدة قبل أن تمر بظروف عديدة ساهمت في انخفاض مستواها.
أعمال عديدة حققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا على رأسها “الزند” للنجم السوري تيم حسن. العمل الذي أعاد تيم حسن للواجهة بعد سنوات من حلب نجاح الجزء الأول من مسلسل “الهيبة”. وبجانب “الزند” كان حضور العديد من الأعمال المهمة، كـ”العربجي”، و”مربى العز”، و”النار بالنار” الذي على الرغم من العيوب التي طالته في الحلقات الأخيرة، فهو عمل مهم تناول قضية مهمة وشائكة فيما يخص العلاقة السورية اللبنانية. وكان وجود الثلاثي عابد فهد، وجورج خباز، وكاريس بشار، إضافة قيمة مهمة لهذا العمل، خاصة النجمة كاريس بشار التي كانت في كامل نضجها وتميزها، ما جعلها إحدى أهم نجمات هذا الموسم الرمضاني.
الـ15 حلقة تعيد للدراما المصرية وهجها
مسلسلات عديدة قدمتها الدراما المصرية هذا العام ما بين التاريخي والدرامي والكوميدي، وبجانب النجاح الجماهيري والشعبي الطاغي لـ”جعفر العمدة” كان هناك تألق وتميز لعديد المسلسلات ذات الـ١٥ حلقة، وهنا أعني “الهرشة السابعة” و”تحت الوصاية”.
يعتبر هذان العملان الأكثر إتقانًا في رمضان، سواء من ناحية القصة أو التمثيل أو الإخراج. ولو نظرنا إلى هذين العملين لوجدنا أن أحد أهم أسباب تميزها هو الحرص على وجود مخرج مهم يضيف للعمل ويقدم النجوم بالشكل المناسب. نعرف أنه في العالم العربي للنجم سطوته وسيطرته للعمل، وبالتالي السيطرة على كل تفاصيل العمل مما يؤثر على جودة العمل في كثير من الأحيان. لذا عندما يستعين النجم بمخرج موهوب وصاحب وجهة نظر فنية تضيف للممثل وتضيف للعمل بحيث نشاهد عملاً متقنًا؛ لذا فقد كان وجود المبدعَين المخرج كريم الشناوي في “الهرشة السابعة”، ومحمد شاكر خضير في “تحت الوصاية” أهم الإضافات في هذا الموسم وعودة مهمة لدراما تستند إلى مخرج قوي بجانب نجوم كبار.
وبجانب هذين العملين كان هناك عدد من الأعمال الجيدة جدًا قدمت في 15 حلقة مثل: “الصفارة” و”رشيد” ومسلسل “جت سليمة”.
ختامًا، هذا التحول الكبير في الدراما المصرية في كثرة الأعمال وارد جدًا، ويغري العديد من المخرجين المميزين للعودة للدراما بشكل قوي كالمخرج محمد ياسين، وكاملة أبو ذكري، وتامر محسن.