أحمد العياد
هل نجحت الكوميديا السعودية؟
أعمال كوميدية عديدة قدمت بداية هذا الشهر، وأبرز ما شاهدت كان «طاش العودة – ستوديو 23 – منهو ولدنا»، وكان الحضور البارز على الرغم من الغياب الطويل لـ«طاش»، إلا أنه كان هو الأبرز في هذا الشهر بدليل سيطرته على المشاهدات. وفي رأيي كان هناك تفاوت في الحلقات ما بين حلقات قليلة جيدة جدًا، وحلقات دون المستوى مع ضعف واضح في كثير من الأحيان في القصة والإخراج، ومع ذلك يبقى للنجمين ألقهما. وأتوقع أن يكون هناك عام قادم ليكون الموسم العشرين لهذا المسلسل التاريخي.
وعلى الجانب الآخر، كان هناك عمل «منهو ولدنا» الذي حقق العام الماضي نجاحًا كبيرًا، وهو ما استدعى عمل جزء ثانٍ منه، وتم الاستعداد له بشكل مبكر، والاستعانة بكاتب عربي له خبرة وهو بلال سالم. غير أنه مع كل ذلك، كان العمل محبطًا بشكل كبير، وقائمًا على اجتهادات الكوميديان صاحب الشعبية الرهيبة إبراهيم حجاج الذي مهما كانت له قدرة على الإضحاك يصعب عليه فعل ذلك في كل مرة، وفي كل مشهد، إذا كانت قصة المسلسل بتفاصيلها فيها من الضعف الشيء الكثير. وكم أتمنى من إبراهيم كنجم سعودي له شعبية كبيرة أن يحرص في كل عمل يقدمه على وجود قصة بسيناريو وحوار متماسك، وليس فقط مجرد فكرة جميلة لمسلسل.
سفر برلك.. عمل يحترم المشاهد
أحد أجمل الأعمال التي تستحق المشاهدة والوقوف عندها هو مسلسل «سفر برلك» للمخرج السوري الليث حجو. المسلسل الذي يستعرض حقبة تاريخية عن قصة أهالي المدينة المنورة مع جريمة «سفر برلك» الحادثة التي تتناول كارثة التهجير الجماعي القسري، التي فرضتها الدولة العثمانية عام 1915 تجاه الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من سكان المدينة المنورة، قُبيل وخلال فترة الحرب العالمية الأولى.
ميزات عديدة تميز بها المسلسل من قصة مميزة وإخراج رائع قدمه السوري الليث حجو، بجانب ذلك موسيقا الموسيقار التونسي أمين بوحافا. لكن في رأيي أميز نقاط هذا المسلسل التي كانت مفاجأة سارة بالنسبة لي، هو التميز التمثيلي بشكل كبير للممثلين السعوديين. تفاوت الموهبة ما بين الممثلين أمر طبيعي ولا يلام عليه الممثل، لكن التقصير في الأداء والاجتهاد أمر يتحمله الممثل. لذا، وجب الثناء على الفنانين السعوديين المشاركين في هذا المسلسل بلا استثناء «خالد يسلم، عبدالرحمن يماني، عزيز غرباوي، ندى توحيد، مؤيد الثقفي… والقائمة تطول»، فقد كانوا على قدر من المسؤولية وإثبات النفس واستغلال هذه الفرصة التاريخية بالمشاركة في هذا العمل التاريخي المميز، الذي بالرغم من إيقاعه البطيء في عدد من الحلقات، فهو عمل يستحق المشاهدة مرة أخرى.