أحمد العياد
تَمَكَّنت الفنانة «ندى توحيد»، من ترك بصمة مؤثرة في معظم الأعمال الفنية التي قدمتها بعدما حولت مسيرتها العملية من مجال العلاقات الدولية إلى مجال الإعلام، والبداية كانت بعملها بالإخراج ثم التمثيل إذ قدَّمت مجموعة مميزة من الأفلام القصيرة بعدها خلال فترة دراستها، ومنها: فيلم «قصة عشب» للمخرجة مها ساعاتي، ثم انتقلت إلى الشاشة الصغيرة، وخاضت أول تجربة لها بالظهور في مسلسل «وساوس»، ومسلسل «اختطاف» وآخر هذه المشاركات كان دور«بديعة» في مسلسل «سفر برلك»، الذي يُعرض على منصة «شاهد» في موسم دراما رمضان الجاري.
ويُقدِّم مسلسل «سفر برلك» سردًا تاريخيًا بشكل درامي مُتقن لوقائع جريمة التهجير الجماعي والقسري المعروفة باسم «سفر برلك» في المدينة المنورة، من خلال الغوص في تفاصيل تلك الحقبة الزمنية الصعبة للمدينة المنورة، بعد مرور أكثر من قرن على هذه الجريمة العثمانية.
وشاركها في البطولة عدد كبير من الفنانين السعوديين والعرب ومنهم: عبدالرحمن اليماني، وسام فارس، أنس طيارة، بيو شيحان، عابد فهد، خالد يسلم، مؤيد الثقفي، ميلا الزهراني، محمد بخش، هند محمد، حنين تركستاني.
وعن كواليس وتفاصيل هذا العمل وكيف تم اختيار الفنانة «ندى توحيد»، لتجسيد دور «بديعة»، وتجربة العمل في مسلسل تاريخي مع مخرج عربي مهم كـ«الليث حجو»، حاور«سوليوود» الفنانة «ندى توحيد».
كيف تم اختيارك لدور«بديعة» في مسلسل «سفر برلك»؟
اختياري للدور كان من خلال تجارب أداء لدور«بديعة»، أثناء بدايات التحضير للعمل.
ما المُغري في هذه التجربة؟
يأتي في المقام الأول أهمية القصة تاريخيًا، فالمشاركة في سَرد قصة حادثة «سفر برلك»، فرصة فريدة من نوعها لا تتَكرَّر كثيرًا. كما أن ارتباط العمل بالمخرج الراحل «حاتم علي»، ومن بعده المخرج «الليث حجو»، هو إضافة شخصية فنية كبيرة لي، وبمَثَابة ضمان لتنفيذ العمل على النحو المطلوب.
المسلسل تجربة أولى بالنسبة لك كعمل تاريخي.. تجهيزاتك لهذا العمل كيف تمت؟
بدأتُ أولاً بتثقيف نفسي بشكل أكبر عن الحادثة، من خلال قراءة ومتابعة الكثير من الأعمال الأدبية والفنية عن «سفر برلك» من أكثر من منظور، وقصة «بديعة»، في المسلسل بعيدة عن الحراك السياسي؛ لكنها بالطبع مُتأثرة به، فكان من الضروري فهمها وفهم طبيعة الحالة العامة للمدينة المنورة وقتها لمشاركة الشخصية لهذا الفهم والإحساس.
علاوة على أني اِقتَرَبت من شخصية «بديعة»، والمواقف التي وُضعت بها، كمُحاكاة لشخصية حقِيقِيَّة عاشت تلك المأساة الشخصية والتاريخية؛ لتَجسِيدها بأصدق حالة.
ما الصعوبات التي واجهتك خلال التحضير للشخصية؟
لم أواجه صعوبات بقدر أنه كان إحساسًا بالمسؤولية تجاه القصة لأهميتها، وتجاه آخر مشروع للمخرج الراحل «حاتم علي»، الذي كان حاضرًا بحسه الفني المميز في الكواليس بين المُمثِّلِين وجميع فريق العمل.
وأعتقد أن طول فترة التصوير التي امتدت لنحو 6 أشهر، أنشأ حالة إيجابية بين فريق العمل بالكامل وأصبحنا عائلة واحدة، وتلك الحالة ساهمت كثيرًا في تقليل ضغط المسؤولية الكبيرة التي كانت على عاتق كلِّ من شارك بالمسلسل ليخرج بالشكل المطلوب.
«مشهد ولادة بديعة» يُعدُّ من أهم المشاهد التي قدَّمتيها خلال العمل.. حديثنا عن تفاصيله..
«مشهد ولادة بديعة»، كانت التحضيرات له مهيبة جدًا، بداية من دخان المياه الساخنة ونور الشموع الخافت في الغرفة، ثم الصمت والتوتر الملحوظ في بداية تصوير المشهد إلى صدى صُراخِي، إضافة إلى تعليق المخرج «الليث حجو»، أن أصرخَ بصوت أعلى وبشكلٍ مُتكرِّر.
وتأثَّر الجميع بالمشهد وأعقبه تهنئات من فريق العمل، وكان يومًا صعبًا جدًا، لكنه جميل، وكأنه وقعت ولادة حقيقِيَّة بالفعل.
ماذا عن التعامل مع المخرج «الليث حجو»؟
كانت تجربة مفيدة جدًا لي كممثلة، والمخرج «الليث حجو»، كان مهتمًا بالتفاصيل، كما أن لديه حسًا دراميًا مميزًا وحاضرًا، ويطلب الكمال في كل مشهد. ذلك كان محفزًا ويدفعني إلى تطوير نفسي والتعمق أكثر في الشخصية في كل مرة.
ما جديدك خلال الفترة المقبلة؟
أقرأ حاليًا مجموعة من النصوص الجديدة، بجانب خوضِي لتجارب أداء لمشاريع مُتحَمسة لها ومختلفة إلى حدِّ المفاجأة، وهذا أكثر شيء أهتم وأنجذب له في الوقت الحالي؛ إذ أهتم بالاختلاف والتنوع، وتجربة نفسي في أشياء جديدة.