عبدالله الصالح
أصبح من الطبيعي اليوم أن يشاهد العديد من الناس على هواتفهم المحمولة الأفلام السينمائية دون الحاجة للذهاب لصالات السينما، وبعد بروز هذا الموضوع أُطلق مهرجان بمسمى «مهرجان سينما الموبايل». وهو أول مهرجان من نوعه عن تنظيم مسابقة لاستقبال أفلام قصيرة تم تصويرها بالهاتف الذكي بشروط فنية وضوابط. الجهة المنظمة للمهرجان أوضحت بداية أن هذا النوع من الأفلام لا يمكن أن يكون بديلاً للسينما، ولكنه يمكن أن يكون حافزًا للسينمائيين الشباب من الذين تواجههم صعوبات مادية لتمويل أفلامهم في اختبار مواهبهم وقدراتهم الفنية.
وأوضحت إدارة المهرجان الفلسفة العامة لفكرته بالقول: ندرك أن الأفلام المصورة على التليفون المحمول ليست – ولن تكون – بديلاً عن السينما، ولكن لا جدال أنها تشكل بوابة هائلة للشباب محبي الفنون البصرية لتقديم أفلامهم، وليتجاوزوا عائق الإمكانات؛ سواء في التصوير، أو الصناعة، أو حتى في البث من أي مكان في العالم. ففي ماضٍ ليس ببعيد كانت فكرة أنك تستطيع أن تفعل كل هذا بجهاز تليفونك المحمول، وأنك تستطيع أن تصنع فيلمك في الشارع، في المنزل، في القطار، وأن تبثه للعالم من أي من تلك الأماكن في ذات اللحظة – حلمًا بعيد المنال لمحبي السينما، ولكنه اليوم في متناول أيديهم.
ولكن هذه الفكرة قد تبدو صعبة للعرض على شاشات صالات السينما التقليدية، خصوصاً أنهم ملزمون بوقت قصير وهو «20 دقيقة».
ثورة المنصات الرقمية
في عام 1998م، أنشأت شركة نتفليكس موقعًا إلكترونيًا لتأجير الأفلام، وبعد زيادة شعبيتها زاد عدد الأفلام وتنوعها. وبعدها تأسس موقع يوتيوب في 2005م، ومع تطوره تطورت تجربة المشاهدة عبر الأجهزة الإلكترونية بشكل متسارع.
بدأت ثورة نتفليكس سنة 2007، حين أعلنت عن بث أكثر من ألف فيلم من مكتبتها السينمائية – البالغ عددها 70 ألفًا – نظير 5.99 دولار لمشاهدة 6 ساعات من البث الحي شهريًا، و17.99 دولار نظير 18 ساعة، ووصل عدد المشتركين في نتفليكس عام 2010 إلى 20 مليونًا؛ لتظهر بعدها شركات تنافسها وتقدم بث الأفلام عبر الإنترنت مثل أمازون برايم.
وزاد قلق «هوليوود» من نشاط نتفليكس والشركات الرقمية، فقرر مؤسسو نتفليكس عدم الاعتماد على بث الأفلام المؤجرة، لتبدأ بتصدير أول مسلسلاتها الأصلية عام 2013، ثم فيلمها الأول عام 2015، وتمكنت خدمات البث عبر الإنترنت من تقديم أعداد مهولة من الأفلام بمقابل مادي شهري يعادل ثمن تذكرة لحضور فيلم واحد بصالات السينما. كما وفرت فرصًا لمخرجين وكتاب مستقلين لم تكن أستديوهات «هوليوود» لتخاطر بإنتاج أفلامهم وتوزيعها.
تعد «سينما الإنترنت» أحدث صيحة في عالم السينما. فقد دخل هذا المصطلح عالم السينما بقوة.
“السينما وكوفيد – 19”
ومن أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور “سينما الإنترنت”، فترة الحجر الصحي التي شملت العالم بأسره بسبب تفشي وباء كوفيد – 19، وأصبحت المنصات الرقمية خيارًا وحيدًا مثل: Netflix، وHBO، وOSN، وShahid، لمشاهدة الأفلام. وكسبت الشركات – آنذاك – عملاء جددًا، وارتفعت أسهمها وحظيت بثقة الكثير من المشاهدين وعدد كبير من الناس. اقتنع بتجربة أن تشاهد الفيلم بغرفتك الخاصة عبر شاشة التلفاز، بدلاً من أن تذهب إلى صالات السينما.
طالب إعلام