سوليوود «خاص»
تعرض صالات السينما السعودية فيلم الأكشن الكوري الجنوبي «Emergency Declaration»، وهو من بطولة «سونغ كانغ هو»، و«جيون دو يون»، و«لي بيونغ هونوكيم نام-جيل»، وهو مأخوذ عن كارثة طيران أعلنت فيها طائرة حالة تأهب قصوى، وطالبت بالهبوط الطارئ.
يدور الفيلم الذي في كوريا الجنوبية في 3 أغسطس 2022، في إطار من التشويق والغموض، بعد وقوع حادث في منتصف رحلة جوية، وتُعلن طائرة حالة طوارئ عندما كان كافة المسافرين على متنها في خطر كبير، حيث تتابع الأحداث في تشويق لإنقاذ الركاب.
فيروس قاتل على متن الطائرة
تغادر الطائرة التجارية إلى «هونولولو»، عاصمة ولاية «هاواي» الأمريكية، قادمة من «إنتشون»، بكوريا الجنوبية، وبات ركاب الرحلة محتجزين كرهائن من قبل «جين-سيوك»، عالم الأحياء الساخط الذي يطلق فيروسًا قاتلاً محلي الصنع في الطائرة لمجرد «أنه يبدو ممتعًا».
ولا تستند قصة الرهائن للكاتب والمخرج «هان جاي ريم» إلى أحداث حقيقية، لكنها لا تقدم نوعًا صعبًا من الطبيعة التي ذكرها فيلم «يونايتد 93»، الذي يُؤرِّخ لواقعة اختطاف طائرة يونايتد إيرلاينز الرحلة رقم 93، في حين اختيار ثلاثة نجوم كوريين كبار يشير إلى أننا أمام فيلم قادر على إقناع المشاهدين، بحسب النقاد.
بدأ تطوير الفيلم في عام 2019، لكن إنتاجه وإصداره في منتصف فترة انتشار وباء كورونا، وهو ما يجعل روايته تبدو سابقة لأوانها، كما يبدو أن كل شيء تقريبًا في «إعلان الطوارئ» محسوب لتحقيق أقصى قدر من التأثير، من تكتيكات التخويف الضعيفة إلى جمالياته.
مريض السيكوباتية «جين سيوك»
ويضم الفيلم عددًا قليلاً من المشاهد التأسيسية التي تحدد بفتور عدد الأشخاص الآخرين الموجودين على متن الرحلة K1501، ولكن أول 40 دقيقة، أو نحو ذلك من الفيلم، تتعلق في الغالب بمريض السيكوباتية «جين سيوك»، حيث نرى الأخير وهو يضايق ويسب موظفًا وديعًا في قُمرة القيادة، والذي يرفض إخباره بعدد الأشخاص الذين يسافرون إلى هاواي، ثم يحاور الأب القلق «جاي هيوك»، ويغمره بأسئلة محرجة حول ابنته الصغيرة الخجولة، التي تعاني من أكزيما سيئة.
يُطلق «جين سيوك» فيروساً قاتلاً في حمام الطائرة لقتل الركاب، وهو الذي اعتاد تعذيب الحيوانات من أجل المتعة، كما أجرى تجارب على فئران المختبر لخلق وباء محلي الصنع يمكن أن يتحور وينتشر بين البشر بسرعة كبيرة. داخل الطائرة، يشرح «جين سيوك» المتعرق لضحاياه أنه هاجمهم لأنه لا توجد وسيلة لركاب رحلة تجارية للهروب بمجرد أن يكونوا في الجو.
يُصيب الفيروس الركاب أولاً بطفح جلدي، ثم تبدأ الأوعية الدموية في الانفجار، وينتشر الذعر بين الركاب بشكل أسرع من العامل الممرض. كما أن الخلفية الدرامية لعالم الأحياء الساخط تبدو مذهلة للغاية، على المستوى الدرامي، وحواره مزعج لدرجة نسيان أن «إعلان الطوارئ» يهتم أيضًا بشكل غامض بانتصار الروح البشرية.
خطاب منمق واستسلام
يقاوم أفراد طاقم الطائرة وركابها الذعر بينما يخططون لمسار عمل مع مسؤولين حكوميين هادئين، لا سيما وزير النقل «سوك هي»، ولكن أيضًا «إن-هو» ورفاقه من ضباط الشرطة، لا يمتلكون شخصيات في الواقع تتجاوز كل ما يتطلبه المشهد منهم، سواء كان ذلك بالتخطيط لهبوط اضطراري، أو استبدال وجبة على متن الطائرة بأخرى، كما يقول النقاد
في خضم المرحلة، يُلقي أحد الركاب خطابًا منمقًا وطويل الأمد يفسر سبب اختياره، نيابة عن الركاب، لاتخاذ إجراءات مراوغة، لكن تبدو تفسيرات «جاي هيوك» ذاتية وغير مقنعة، خاصةً عندما يشرح ذلك «لأننا بشر.. هناك أشياء لا يمكننا فعلها سويًا. الآن نعتزم اتخاذ قرار من أجل الجميع»، حيث تشير بعض لقطات رد الفعل المعلبة إلى أن الركاب قد استسلموا بالفعل لمصيرهم؛ لأنهم أيضًا يستمعون بشكل سلبي إلى الخطاب المُعلَّب.
الركاب خاطبون ذوييهم
في مشهدٍ رئيسي آخر، يستخدم الركاب هواتفهم المزودة بتقنية Wi-Fi لطمأنة أحبائهم وحل أعمالهم غير المكتملة، وهذه التبادلات المجزأة ليست فقط ميتة عاطفيًا، ولكنها أيضًا خانقة بصريًا، حيث يتم تقديمها كسلسلة من مكالمات دردشة الفيديو، وبالتالي فالمشاهدون ينظرون إلى الوجوه الملطخة بالدموع والمشوهة بالعدسات، في حين تتواصل محادثات مقلقة حول طهي الجدة: «أنا آسف لقول إن طعامك كان طعمه سيئًا»، ومدخرات يوم ممطر: «وراء ذلك، خبأت بعض المال. اشتر بعض الحلوى».
بعد عدد قليل من المحاولات، يومض المجال البصري للكاميرا، بعد أن يتم تقليل الأشخاص الذين يظهرون على الشاشة إلى إطار أصغر داخل الإطار، ثم يبدأ المشهد التالي، لأن تلك الطائرة يجب أن تعود إلى الأرض بطريقة ما، باسم الإنسانية وبأي وسيلة ضرورية.