سوليوود «خاص»
تستقبل السعودية فيلم جرائم السيرة الذاتية الكندي «Bandit»، المبني على قصة الحياة الحقيقية لـ«جيلبرت جالفان جونيور»، «المعروف أيضًا باسم The Flying Bandit»، اليوم الخميس الموافق 2 من فبراير 2023.
ويستند الفيلم إلى آليات السطو المتتالية في التاريخ الكندي، وهو من إخراج «ألان أونجر» وبطولة «جوش دوهاميل» و«إليشا كوثبرت» و«نيستور كاربونيل» و«ميل جيبسون».
وقصته تحكي عن لص شهير، يهرب من سجن بولاية «ميتشيجان» الأميركية، وينتحل المجرم المحترف هوية جديدة في كندا، ويستمر في سرقة 59 بنكًا ومتاجر مجوهرات أثناء مطاردته من قبل الشرطة، مما يضعه في مطاردة مستمرة مع الشرطة.
ويعتمد السيناريو الذي قدمه «كريج وينمان» إلى حد كبير على مقابلات وحسابات ظهرت في كتاب «الجريمة الحقيقية» «The Flying Bandit» الصادر عام 1996 للكاتب «هيثر روبرتسون». وصدر الفيلم لأول مرة في 23 سبتمبر 2022، وتلقى مراجعات إيجابية في الغالب مع النقاد الذين وصفوه بأنه أفضل أداء تمثيلي لـ«دوهاميل».
غرام واكشن
تبدأ الأحداث بهروب «جيلبرت جالفان جونيور» من سجن في «ميتشيجان»، ويعبر الحدود إلى «أونتاريو» بكندا، حيث ينتحل هوية جديدة باسم «روبرت وايتمان»، وبعد أن وقع في حب امرأة لا يستطيع إعالتها، يلجأ إلى سرقة البنوك، ويكتشف أنه جيد بشكل استثنائي في ذلك.
تحت ستار «محلل أمني»، يطير «روبرت» إلى أنحاء البلاد لسرقة عدة مدن في يوم واحد، وفي النهاية لفت انتباه وسائل الإعلام الوطنية التي تطلق عليه لقب «The Flying Bandit». ومع نمو سمعته السيئة في وقت قياسي، تُسند مهمة الإيقاع به لمحقق، لن يتوقف عند أي شيء لإسقاطه.
وجرى التخطيط لتصوير الفيلم في الأصل في «فانكوفر» و«أوتاوا» الكنديتين، ولكن بسبب جائحة كوفيد -19، تم نقل معظم الإنتاج إلى ولاية «جورجيا»، وتقليص جدول التصوير من 32 يومًا إلى 21 يومًا.
نجاح ساحق
وبعد عرضه في الولايات المتحدة وكندا، جرى إتاحته على المنصات الرقمية. وفي أول أسبوعين من إطلاقه، كان «Bandit» هو الفيلم المصنف رقم 1 على «iTunes» عبر فئات متعددة، وكان خامس أكثر الأفلام مشاهدة على المنصة.
وصل الفيلم أيضًا إلى المرتبة الأولى على «Apple TV» في كندا وأستراليا وروسيا. عند ظهوره لأول مرة في «باراماونت بلس كندا»، كان الفيلم رقم 1 في أسبوعه الأول. وفي 28 أكتوبر، أعلن «Redbox» أن الفيلم كان العنوان الأصلي الأكثر مشاهدة لعام 2022 وثاني أفضل إصدار له على الإطلاق.
مراجعات الفيلم
كان الاستقبال النقدي للفيلم إيجابيًا في الغالب، حيث امتدح العديد من النقاد والصحفيين «جوش دوهاميل» لتقديمه أفضل أداء، بالإضافة إلى إخراج «ألان أونجر». وأعطى 31 نقادًا مراجعة إيجابية للفيلم بنسبة 74% على موقع «Rotten Tomatoes»، حيث أعلن النقاد أنه يكافح من أجل التقاط سحر أغرب من الخيال لقصته المستندة إلى الحقائق.
وصف الناقد «كريس بومبراي» الفيلم بأنه «رائع»، وقال «جوليان رومان» إن «جوش دوهاميل يقدم أفضل أداء في حياته المهنية بدور سارق بنك ذكي»، في حين صنَّف «كريس نايت» الفيلم بأربعة نجوم من أصل خمسة.
التعاطف مع المجرم
اللافت في الفيلم أنه جاء مغايرًا للمعتاد، حيث تكون الشخصيات الشريرة في الأفلام عائقًا أمام البطل من تحقيق أهدافه، أو هي النماذج اللي تأذي المجتمع، لكن على مر التاريخ حظت بعض الشخصيات الشريرة في الأعمال الفنية بتعاطف عدد كبير من المشاهدين، وهو ما تحقق في «Bandit»، اللص الذي قرر أن يسرق من أجل أسرته، بسبب الركود الاقتصادي في أميركا، وإنجابه طفلًا.
الشيء الآخر الذي لاحظه النقاد هو أن «Bandit» على الرغم من كون القصة تبدو تقليدية، لكن عنصر المتعة الأساسي كان في الإخراج الذي استطاع صناعة مشاهد قليلة لفترات طويلة جدًا من السرد، والمونتاج الذي قدم لقطات خاطفة كوميدية وتحبس النفس من فرط الإثارة في نفس الوقت، بخلاف الأداء التمثيلي لـ«جوش دوهاميل».
لذلك؛ فإن «Bandit» من نوعية الأفلام الخفيفة، التي تجمع الأكشن والكوميديا، وتقدم نظرة فلسفية غامضة، عبر ساعتين من المتعة والإثارة، لاسيما أن سرقات البنوك تعتبر من قصص الجريمة المحببة في السينما، لأنها تجذب قطاعًا كبيرًا من الجمهور الذي يبحث عن التشويق والإثارة مع مستوى أقل من الدموية.
بالعودة إلى بداية تفكيره في عالم الإجرام، يظهر لدى النقاد السبب وراء تعاطف المشاهدين مع اللص، الذي تجمعه قصة حب خرافية مع «أندريا كوثبرت»، ويفكر في تنفيذ أول سرقة بعد إدراكه استحالة توفير متطلباتها، لذلك كان الدافع هو بناء أسرة في ظروف لا تسمح، فهو اختار الصعب من أجل الحب والأسرة.