سوليوود «خاص»
تعرض صالات السينما السعودية فيلم الرعب والإثارة الأميركي «The Offering»، والذي جرى تصويره في بلغاريا وهو أول فيلم رعب لعام 2023 يصل إلى السينما، الفيلم من إخراج «أوليفر بارك»، وسيناريو «هانك هوفمان»، ومن قصة «هوفمان»، و«جوناثان يونغر»، استنادًا إلى الحكاية اليهودية «أبيزو».
و«أبيزو» هو اسم روح شريرة «شيطان»، في فلكلور الشرق الأدنى وأوروبا، حيث كانت تلام على الإجهاضات ووفيات الأطفال وقيل إنها كانت مدفوعة بالحسد لأنها كانت عقيمة، كما عرفت في الحقبة المصرية القبطية باسم «الأباساندريا»، وفي الثقافة البيزنطية باسم «غايلو».
شيطان يتلاعب بعقول عائلة
وتدور أحداث الفيلم في أجواء من الرعب، حيث تجد عائلة- تسعى لتجاوز خسارة ومأساة كبيرة- نفسها تحت رحمة شيطان تاريخي يسعى لتدمير نفوسهم، حين يهاجم شيطان قديم العائلة التي تعاني من صدمة لم يتم حلها، ويفسد ذلك الشيطان عقول ضحاياه ويجعلهم يرون أشياء غير موجودة، كما يمكنه أن يتغير شكله ويتخذ شكل الموتى.
ويتعامل العرض أيضًا مع الرعب الخارق للطبيعة الذي يمكن أن تطلقه الجثة على العالم، ومع ذلك فإن الفيلم يتعمق في التقاليد اليهودية دون خوف من تنفير الجمهور، لذلك فهو يبني قصته على الصور والرموز اليهودية، حيث يبدو رجل عجوز حكيم على استعداد لشرح الطقوس التي تشهدها، ليتم تجميع القطع معًا بمهارة أكبر.
في يونيو 2020، ورد أن «أوليفر بارك» كان يخرج الفيلم كأول ظهور له في الإخراج، وبدأ التصوير في 25 يناير 2021 في خضم وباء «COVID- 19» في بلغاريا، حيث تضمنت إجراءات السلامة التي اتبعها طاقم الإنتاج، ارتداء القناع واختبارات الفيروس المقررة.
مراجعات الفيلم
والفيلم الذي تدور أحداثه في بروكلين، وجرى إصداره في 13 يناير 2023، حصل على موقع «Rotten Tomatoes»، على نسبة موافقة تبلغ 92% بناءً على 25 مراجعة، وفي موقع «ميتاكريتيك»، حصل الفيلم على متوسط مرجح قدره 60 من أصل 100، بناءً على 7 نقاد مما يشير إلى مراجعات مختلطة أو متوسطة.
وفي مراجعة على موقع «Variety »، وصف «دينيس هارفي» العرض بأنه «تراكم مفعم بالحيوية ولكنه مليء بالرعب»، وبمقارنته بفيلم «The Vigil» لعام 2019، أشار «هارفي» إلى الفيلم على أنه «علاقة مبهجة بين الاثنين»، مشيدًا بتصميم الإنتاج والتصوير، وذكر أن معظم الممثلين «يقومون بعمل لائق»، وانتقد «النهج العام الواضح الذي يمتد لفترة قصيرة، والذي يضحي بالمصداقية من أجل الصدمات المتزايدة الفوضى وغير الفعالة».
ويطلق فيلم «The Offering» العنان للشر في القاعات المقدسة، عندما زار «آرت» نجل صاحب الجنازة زوجته الحامل «كلير»، الذين وصلوا في نفس الوقت الذي وصلت فيه جثة عالم استدعى شيطانًا قبل أن يموت، وتتصاعد الأحداث المرعبة.
وعندما طُلب منه المساعدة في إعداد العالم للدفن، قام «آرت» على الفور بعمل تجزئة للأشياء، وأطلق بطريقة ما الشيطان المعروف باسم «آخذ الأطفال»، لتبدأ الهمسات المخيفة والاعتداءات، حيث يسهب المخرج «أوليفر بارك» في وصف كآبة العالم القديم لمنزل صاحب الجنازة، وهو يتنقل عبر قصة مبعثرة.
أدوات الرعب الفنية
يكون الرعب أكثر غرابة وفعالية، عندما يستخدم تأثيرات بسيطة ومثيرة للذكريات، مثل خروج شخص من الغرفة ليعود إلى الظهور مرة أخرى في نفس الغرفة، بدلًا من القفز من الخوف، لذلك فهو فيلم له أصداء من الرعب الديني مثل الفأل ورعب العائلة الوراثي، ولكنه أيضًا له صوته الثقافي الخاص به بشدة بسبب القصة اليهودية.
ويعمل الفيلم بشكل أفضل، عندما يُسمح بأن يكون أكثر جاذبية من كونه شيطانيًا بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن هذا الارتداد إلى أسلوب الرعب، والذي بدا أكثر انتشارًا في أواخر العقد الأول من القرن العشرين وأوائل العقد الأول من القرن الماضي، سجعل المشاهدين متحمسين، حول ما يمكن أن يقدمه المخرج في المستقبل.
في الواقع يأتي الفيلم في البداية في سياق دراما عائلية، حيث يحاول الأب إجراء مصالحة حذرة مع والده، مع أن التفاصيل وراء خصامهما غير واضحة بعض الشيء، حتى يكشف الأب بطريقة متأصلة كيف أنه لم يكن موجودًا حينما كانت والدته تحتضر، وهو نوع من التلميح إلى أن الدين لم يكن كافيًا لحزن الابن.
وتدور أحداث هذا الفيلم بالكامل تقريبًا في منزل الجنازة، وهو أحد الإعدادات المفضلة لنفض الغبار عن فيلم رعب، كما تدور الأحداث في سياق حقيبة مختلطة، إذ يبدو أن الممثلين الأكبر سنًا مثل «كوردنر» و«كاي» يفهمون المهمة أكثر من الممثلين الصغار، مع إن قصة الفيلم تدور حول الحالة المزاجية أكثر من الشخصية، على الرغم مما يبدو وكأنه أسس دينية حقيقية.