سوليوود «خاص»
تعرض صالات السينما السعودية الخميس المقبل، فيلم الدراما التاريخي «Babylon»، الذي يتناول حقبة مهمة في تاريخ صناعة السينما، حين انتقلت «هوليوود» من الأفلام الصامتة إلى الأفلام الناطقة أواخر عشرينيات القرن الماضي، الفيلم من إخراج «دامين شازيل»، ومن بطولة «براد بيت»، و«توبي ماجواير»، و«مارجو روبى»، و«سمارة ويفنغ»، و«فيبى تونكين»، و«أوليفيا وايلد»، و«إيما ستون».
الفيلم الذي عُرض لأول مرة في 23 ديسمبر الماضي، حقق انتشارًا ونجاحًا كبيرًا، ويأتي الفيلم في إطار من الدراما التاريخية، مسلطًا الضوء على فترة تناولها الكتاب بنقد للعديد من الشخصيات، في فترة اعتبرها البعض مليئة بالفساد ببدايات «هوليوود»، في سياق من الإثارة والتشويق.
«براد بيت» يعود بـ«هوليوود» إلى حقبة العشرينيات
تدور فكرة الفيلم، حول الانتقال التاريخي بفضل اختراع الصوت المتزامن، ووقتها يصعد نجوم كبار إلى هرم «هوليوود»، من بينهم شاب يدعى «جاك كونراد» الذي يجسد دوره «براد بيت»، وهو ممثل مكافح يفعل كل شيء حتي يصبح ممثلًا كبيرًا، وخلال الأحداث يلتقي بالممثلة السابقة «نيلي لاروي» التي تساعده، وسرعان ما يتحول إلى نجم.
لكن غرور «جاك كونراد» وطموحه يتغلبان عليه، ويعتقد أنه لا مثيل له ويمكنه أن يحصل على أي شيء يريده، مما يؤدي إلى دخوله في دوامة هبوط، تتزايد مع الوقت بإدمانه المخدرات والكحول والنساء، وتتحول حياته المهنية والشخصية إلى حالة من الفوضى.
وشهد الفيلم الذي تكلف إنتاجه 80 مليون دولار، بعد محاولات تقليل ميزانية الإنتاج، مزايدة بين شركة «Paramount Pictures» و«Lionsgate Entertainment»، للحصول على حقوق توزيع الفيلم في جميع أنحاء العالم، لتنتصر في النهاية شركة «Paramount Pictures».
خفايا «هوليوود».. بين التكريم والتشهير
بين كونه تكريمًا وتشهيرًا، يتأرجح رأي النقاد في فيلم «Babylon»، حيث يعتبره البعض احتفاءً بعصر «هوليوود» الصامت، حيث يصور الإنسانية في أكثر صورها بريقًا، في حين يركز آخرون على الفساد والسقطات، التي توالت على الفترة الأولى لصعود نجم «هوليوود».
وفي عطلة نهاية الأسبوع، احتل «Babylon» المركز العاشر في شباك التذاكر الأميركي، حيث حقق إيرادات 470 ألف دولار خلال ثلاثة أيام من 14 إلى 16 يناير الجاري.
وعلى صعيد الإنجازات، فاز الموزع الموسيقي «جاستن هيرويتز»، بجائزة «جولدن جلوب» لأفضل موسيقى تصويرية لفيلم سينمائي عن فيلم «Babylon»، وذلك خلال حفل الجوائز السنوي الـ80 بمدينة لوس أنجلوس الأميركية، كما ترشح الفيلم لثلاثة من جوائز «الأوسكار» 2023، وهي أفضل صوت، وأفضل موسيقي تصويريه، وأفضل مكياج وتسريحة شعر.
ورغم الكتابات السابقة عن بدايات «هوليوود»، يحاول الفيلم التعمق أكثر من غيره، ليجد الجزء السفلي من مصنع الأحلام مكشوفًا والذي بات تشنجًا ثقافيًا، ويتجاهل كتاب «كينيث أنجر» الصادر في فرنسا عام 1959 بعنوان «هوليوود بابل»، وهو عبارة عن مجموعة من القصص التي تتناول الفساد والانحرافات في تلك الحقبة.
ولكن على الرغم من أن النقاد يعتبرون الكتاب ثرثرة لم يتم التحقق منها، رغم وقوع الكثير منها ومن الأساطير التي ساعدت في إنشائها، حول الحقيقة المخفية للمشاهير في القرن العشرين، إلا أن فيلم «Babylon» بالمعنى الأشمل هو صندوق من التفاصيل التي جرى بحثها بدقة، ولا يغفل الفيلم الدمج بين كون بدايات «هوليوود» مليئة بالمخالفات والانحرافات، وبين أنها بالتأكيد مصنع الأحلام للعديد من النجوم.
يتمسك الفيلم بخيوط من الضوء، يتتبع خطاها في عصرٍ يصفه البعض بعصر «الفساد اللامحدود» في فجر إنشاء «هوليوود»، من خلال إعادة تتبع مسار حديث السينما الصامتة، ثم ينتقل إلى الحقبة الثانية التي يرافقها سيل من التفاصيل، التي تبرز الإبداع في أبهى صوره والانحراف في أدنى درجاته.
يشرح المخرج «دامين شازيل» دافعه في الفيلم بقوله: «أردت أن أفحص تحت المجهر بدايات الشكل فني والصناعة، عندما كان كلاهما لا يزال يكتشف أقدامه، وعلى مستوى أعمق أحببت فكرة مراقبة مجتمع متغير».