سوليوود «خاص»
نقلت شاشات السينما، قصص نجاح ملهمة لرجال أعمال بارزين تركوا بصمة في الحياة، من خلال شركات وأفكار ريادية غيّرت بشكل أو بآخر خريطة الاقتصاد العالمي، وأغلب هؤلاء واجهوا في بداية الطريق صعوبات وعراقيل تجاوزوها بالأفكار والصبر.
ولأن السينما تعتبر إحدى الأدوات الأكثر تأثيرًا خاصة في جيل الشباب، فقد لقيت تلك النوعية من الأفلام رواجًا واسعًا وإقبالاً على شباك التذاكر، لعل آخرها فيلم «Lamborghini» الذي يتناول حياة «فيروتشيو لامبورغيني»، مؤسِّس أسطورة السيارات الشهيرة.
ويستعرض هذا التقرير أبرز أفلام السيرة الذاتية لرجال الأعمال التي لقيت رواجًا سينمائيًا:
«Lamborghini»
فيلم سيرة ذاتية أميركي، من تأليف وإخراج «بوبي موريسكو» الحائز على جائزة الأوسكار، يستند إلى القصة الرسمية التي كتبها الابن «تونينو لامبورغيني»، وهو من بطولة «فرانك جريلو»، و«غابريل بيرن»، و«ميرا سورفينو»، و«فورتوناتو تشيرلينو».
يتناول الفيلم في أجواء من الدراما، السيرة الذاتية لرجل الأعمال الإيطالي الشهير «فيروتشيو لامبورجيني»، ورحلة صعوده إلى القمة في عالم السيارات، من خلال تأسيسه شركته الخاصة التي حملت اسمه، بدءً من تصنيع الجرارات إلى تصنيع سيارة «لامبورغيني» الشهيرة، بفضل الحوار الشهير بين «فيروتشيو لامبورجيني» و«إنزو فيراري»، حين اشتكى الأول من عيوب في سيارة «فيراري» التي يقتنيها، لكن مالك الشركة رد باستهزاء وسخرية حفّزت صانع الجرارات، إلى ضرب موعد لمنافسة شرسة مع «فيراري» في مجال السيارات.
«لامبورغيني» هي واحدة من شركات صانعي السيارات القلائل، الذين يرتبطون عاطفيًا بالجماهير الأصغر سنًا ويستغلون مشاعر المستهلك وأحاسيسه، حيث أصبح بعض رواد الأعمال الشباب، مهووسين بشركة صناعة السيارات الإيطالية الفاخرة، لدرجة أنهم ابتكروا منتجات كاملة تعتمد على سيارات «لامبورغيني».
«Ford v Ferrari»
قبل ثلاث سنوات، صدر الفيلم الأميركي «فورد ضد فيراري»، من إخراج «جيمس مانغولد»، وتأليف الثلاثي «جيز باتروورث»، و«جون هنري باتروورث» و«جايسون كلير»، وبطولة «مات ديمون»، و«كريستيان بيل»، بالإضافة إلى «جون بيرنثال»، و«كاترينا بالف»، و«تريسي ليتس»، و«جوش لوكاس»، و«نواه جوب»، و«ريمو جيرون»، و«راي ماكينون» في أدوار مساعدة.
يتناول الفيلم في حبكة درامية، قصة مهندسين ومصممين أميركيين، بقيادة مصمم السيارات «كارول شيلبي» وسائقه البريطاني «كين مايلز»، الذين كلفهم «هنري فورد» الثاني و«لي إياكوكا»، بمهمة بناء سيارة السباق الجديدة «فورد جي تي 40»، التي قد تتيح لهم إمكانية هزيمة فريق سباق «فيراري»، المهيمن بشكل دائم في «24 ساعة من سباق لومان» لعام 1966 في فرنسا.
اختير «توم كروز» و«براد بيت»، لتمثيل أدوار البطولة في المراحل الأولى من إنتاج الفيلم، ولكن باءت هذه الخطط بالفشل، حيث جرى التعاقد في فبراير عام 2018 مع «مانغولد»، وانضم للفيلم بعدها «ديمون» و«بيل» وبقية الممثلين.
عُرض فيلم «فورد» لأول مرة، في مهرجان «تيلورايد السينمائي» في 30 أغسطس من عام 2019، ثم أصدرت شركة «توينتيث سينشوري فوكس» الفيلم رسميًا في الولايات المتحدة الأمريكية في 15 نوفمبر.
وحقق الفيلم 225.5 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، وحصل على إشادة من النقاد الذين أثنوا على أداء الممثلين خصوصًا «بيل» و«ديمون، بالإضافة إلى ثنائهم على «مانغولد»، وعلى مونتاج الفيلم، وعلى تسلسل السباق.
واختار المجلس الوطني للمراجعة هذا الفيلم، ليكون أحد أفضل عشرة أفلام لذلك العام، كما حصل أيضًا على أربعة ترشيحات في حفل توزيع جوائز «الأوسكار» الثاني والتسعين لأفضل فيلم، وفاز بجائزة أفضل مونتاج وأفضل مونتاج صوتي، كما رُشح «بيل» بسبب أدائه المتميز لجائزة «غولدن غلوب» لأفضل ممثل في فيلم دراما، ورشح أيضًا لجائزة نقابة ممثلي الشاشة للأداء المتميز لممثل في دور رئيسي.
«The Greatest Showman»
هو فيلم سيرة ذاتية موسيقي درامي أميركي، من إخراج «مايكل غراسي»، وسيناريو «جيني بيكس»، و«بيل كوندون»، ومن بطولة «هيو جاكمان»، و«زاك إيفرون»، و«ميشيل ويليامز»، و«ريبيكا فيرغسون»، و«زيندايا».
يحكي الفيلم قصة «بي تي بارنوم»، وكيف بدأ السيرك الخاص به الذي أصبح لاحقاً أشهر سيرك، وجرى عرض الفيلم في 25 ديسمبر 2017 في الولايات المتحدة.
يسير الفيلم بمحاذاة قصة رجل العروض الأميركي «بي تي بارنوم»، مؤسس السيرك الذي أصبح مشهورًا بسبب عروضه الاستثنائية، حيث اشترى متحفًا لشخصيات شمعية وحوله إلى سيرك، مكون من مجموعة من الأشخاص التي تعاني حالات خاصة.
تدور أحداث الفيلم في أجواء موسيقية عن مدى قبول المجتمع لهذه الفئات، التي تواجه اضطهادًا من بعض الأفراد لكنهم يقاومون على الرغم من ذلك، ويحاولون صنع طريقهم الخاص نحو الشهرة عبر إسعاد الناس بعروضهم المذهلة.
«Too Big to Fail»
فيلم سيرة ذاتية تلفزيوني درامي أميركي، عرض لأول مرة في 23 مايو 2011، استنادًا إلى كتاب «أندرو روس سوركين» غير الخيالي عن الركود الاقتصادي عام 2008، بعنوان «أكبر من أن تفشل: القصة الداخلية لكيفية خوض وول ستريت وواشنطن لإنقاذ النظام المالي وأنفسهم» الصادر عام 2009.
تلقى الفيلم 11 ترشيحًا في حفل توزيع جوائز «إيمي» الثالثة والستون، وأكسبه تصوير «بول جياماتي» لـ«بن برنانكي» جائزة نقابة ممثلي الشاشة، للأداء المتميز لممثل ذكر في مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني، في حفل توزيع جوائز نقابة ممثلي الشاشة الثامنة عشر.
«The pursuit of happyness»
فيلم دراما أميركي يستند إلى قصة «كريستوفر غاردنر»، من إخراج «غابرييل موكينو»، ومن بطولة «ويل سميث» وابنه «جيدن»، وصدر في سبتمبر 2006.
الفيلم مبني على قصة حقيقة، للرجل الذي حاول بشتى الطرق توفير سبل الراحة لأسرته الصغيرة، وبعد أن تَهجره زوجته بسبب الفقر، فإنه يقرّر أن يتعلم مهنة جديدة ليحصل منها على المال الكافي ليؤمّن حياة كريمة لعائلته.
نال الفيلم على استحسان النقاد، وترشح «ويل سميث» لنيل جائزة «الأوسكار» لأفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم، كما فاز الفيلم وترشح لعدد من الجوائز الأُخرى.
الفيلم قائم على قصة رجل الأعمال، مع بعض الاختلافات بين القصة الحقيقية والفيلم، وتدور الأحداث سان فرانسيسكو عام 1981، حيث استثمر «كريستوفر غاردنر» مدخرات عائلته في ماسحات العظام الضوئية، والتي حاول شرح طريقة عملها وبيعها للأطباء، هذا الاستثمار جعله كـ«فيل أبيض» وهو مصطلح يستخدم في حال أن البضاعة لا تستحق قيمتها، هذا الشيء أثر بشكل سلبي على الحالة المالية للعائلة، حيث لم يتمكن من بيع الأجهزة بشكل جيد، لذلك تركته زوجته «ليندا» وانتقلت إلى مدينة نيويورك وبقي ابنهما مع والده.
حينما كان يحاول «كريس» بيع واحدة من ماسحاته الضوئية في وسط المدينة، التقى بِـ«جاي تويستل» مدير شركة «دين ويتر»، وأثار إعجابه بحله إحجية مكعب روبيك خلال رحلة قصيرة بسيارة الأجرة، واكسبته هذه العلاقة الجديدة بـ«تويستل» الفرصة ليصبح سمسارًا متدربًا لدى الشركة، كانت الشروط تقتضي أن يتدرب المتقدمون للوظيفة فترة من الزمن حيث يعملون دون راتب، حتى يتم اختيار أحدهم بعد نجاحه في الامتحان.
بدأ كريس بتدريبه وواجهته عدة مشكلات، فقد تأزّم وضعه أكثر عندما حجزت مصلحة الضرائب حسابه المصرفي، بسبب ضرائب الدخل غير المدفوعة، ثم طُرد هو وابنه من المنزل ونتج عن ذلك بقاؤهم بلا مأوى، وقد اضطروا في لحظة ما للبقاء في أحد حمامات مترو الأنفاق، ثم صاروا يبحثون عن مأوى للمشردين إلى أن وجدوا واحدًا تديره كنيسة ما، ولأن العدد فيه كان محدودًا جدًا نظرًا للطلب الكبير على الغرف القليلة، كان على «كريس» أن يسابق الريح يوميًا من مقر تدريبه إلى الكنيسة، حتى يضمن له مكانًا في طابور الانتظار الطويل.
وفي نهاية تدريبه وأدائه للامتحان دُعي «كريس» للقاء مديريه، وأُعجبوا بعمله وعرض عليه المنصب، غالب دموعه واندفع نحو مركز الرعاية اليومية لابنه واحتضنه، وتدرج في العمل حتى استطاع تأسيس شركة باسمه في مجال الأوراق المالية، وبات أحد أشهر الخبراء وصار يمتلك الملايين بعدما كان مشردًا بلا مأوى.
«The Aviator»
فيلم دراما أميركي صدر في 2004، من إخراج «مارتن سكورسيزي»، وتأليف «جون لوغان»، وبطولة «ليوناردو دي كابريو» بدور «هوارد هيوز»، و«كيت بلانشيت» بدور «كاثرين هيبورن»، و«كيت بيكينسيل» بدور «آفا غاردنر».
الفيلم يصور القصة الحقيقية لأحد رواد مجال الطيران «هوارد هيوز»، الذي أصبح أغنى رجال العالم بعد أن يرث شركة أبيه، المتخصصة في إنتاج معدات خاصة بالصناعة البترولية، يركز الفيلم على حياة «هيوز» من أواخر العشرينيات إلى 1947، حيث أصبح خلال ذلك الوقت منتجًا ناجحًا للأفلام ورمزًا من رموز مجال الطيران.
ترشح الفيلم لـ11 جائزة «أوسكار»، من ضمنها أفضل فيلم، وأفضل مخرج لـ«سكورسيزي»، وأفضل سيناريو أصلي لـ«جون لوغان»، وأفضل ممثل لـ«دي كابريو»، وأفضل ممثل مساعد لـ«ألدا»، وفائز بخمس منها أفضل تصوير سينمائي، وأفضل مونتاج، وأفضل تصميم أزياء، وأفضل إخراج فني، وأفضل ممثلة لـ«بلانشيت».
«The Big Short»
فيلم درامي مالي، جرى إنتاجه في الولايات المتحدة عام 2015، من إخراج «آدم مكاي»، وبطولة «كريستيان بيل»، و«ستيف كارل»، و«رايان غوسلينغ»، و«براد بيت».
تدور أحداث الفيلم حول أربعة متخصصين في عالم الاقتصاد، ينجحون في التنبؤ بانهيار سوق المقاولات والائتمان برؤيتهم الثاقبة، وذلك في منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة ويقررون استغلال ما يحدث، بالأخص مع البنوك الكبرى في عالم الاقتصاد بسبب الطمع ونقص التنبؤات، بمثل تلك الاحتمالات الخطيرة على أسواق المال والأعمال.
«The Founder»
فيلم سيرة ذاتية ودراما أميركي صدر عام 2016، من إخراج «جون لي هانكوك»، ومن تأليف «روبرت سيغل»، ومن بطولة «مايكل كيتون» بدور «راي كروك»، مصورًا قصة شرائه لشركة «ماكدونالدز» للوجبات السريعة.
«The Wolf of Wall Street»
فيلم سيرة ذاتية وجريمة وكوميديا سوداء أميركي صدر عام 2013، من إخراج «مارتن سكورسيزي»، الفيلم مستوحى من مذكرات رجل الأعمال السابق «جوردن بلفورت».
تتحدث قصة الفيلم عن سمسار البورصة «جوردان بيلفورت»، ويروي وجهة نظره حول مسيرته المهنية، كوسيط للأوراق المالية في مدينة نيويورك وشركته «ستراتون أوكمونت».
عُرِض فيلم «ذئب وول ستريت» لأول مرة، في مدينة نيويورك في 17 ديسمبر 2013، وفي الشرق الأوسط في يناير 2014، وكان أول فيلم يتم إصداره بالكامل من خلال التوزيع الرقمي، ولاقى نجاحًا تجاريًا كبيرًا حيث بلغ إجمالي أرباحه 392 مليون دولار من جميع أنحاء العالم، ليصبح فيلم «سكورسيزي» الأعلى ربحًا.