آنا نيكولو من لندن
قال بوب إيجر، الرئيس التنفيذي لشركة والت ديزني، “إن هذا هو عصر القلق العظيم في هوليوود”.
على مدى العقد الماضي، شجعت وول ستريت أكبر شركات الترفيه في العالم على الدخول في مجال البث، الأمر الذي دمر نموذج عملها القديم. بدأ المستثمرون باستبعاد الفكرة. إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد، الذي أدى إلى إعادة تقييم سوق الأسهم القاسية في 2022 للشركات التي تصنع الأفلام، وبرامج التلفاز، والموسيقى، والأخبار.
بين المسؤولين التنفيذيين في وسائل الإعلام والأشخاص المبدعين الذين أتحدث إليهم، لا يتوقع أحدهم كثيرا من الراحة في 2023 فهم يتوقعون أن يكون هذا العام صعبا وأنه لن يخلو من الأحداث الدرامية. ها هي بعض القصص لنراقبها في 2023:
ستكون هناك مواجهات أكثر بين النجوم والاستديوهات مثل التي كانت بين “ديزني” والممثلة سكارليت جوهانسون. في أيلول (سبتمبر) 2021، واجه بوب شابيك، الرئيس التنفيذي لـ”ديزني” وقتها، أول عقباته الكبيرة: خلاف مع الممثلة سكارليت جوهانسون بشأن إصدار بث فيلمها “بلاك ويدو”. قاضت جوهانسون “ديزني” بسبب قرارها لإصدار الفيلم على الإنترنت، الذي توقعت أنه كلفها 50 مليون دولار، كما ذكرت “فاينانشيال تايمز”.
حتى مع عودة كثير منا إلى “الوضع الطبيعي”، لا تزال نسبة الأفلام التي تعرض في دور السينما أقل 30 في المائة تقريبا من نسبتها قبل الجائحة. يبدو أنه لا مهرب من حدوث خلافات أخرى بين الاستديوهات والمواهب، خاصة الممثلين الكبار الذين طلبوا سابقا رواتب كبيرة من مبيعات شباك التذاكر.
في 2021، عندما اتخذت شركة وارنر القرار الدرامي بإصدار كل أفلامها عبر الإنترنت في اليوم نفسه الذي ستصدر فيه في دور السينما، انتهى المطاف بالاستديو بدفع عشرات الملايين لإرضاء بعض النجوم. لكن تتبع وارنر الآن، والاستديوهات الكبيرة الأخرى، أسلوب تخفيض التكاليف. لن يكون من السهل تبرير كتابة الشيكات لتهدئة المواهب التي تظهر على الشاشات. وبينما تقدم شبكة نيتفلكس والشبكات الأخرى الإعلانات على منصات بثها، يحاول وكلاء المواهب الحصول على حصة من ذلك المال أيضًا.
إن نتيجة اقتراح روبرت مردوخ لإعادة دمج “فوكس” و”نيوز كورب” غير واضحة. صرح مردوخ في تشرين الأول (أكتوبر) بأنه يريد دمج الشركات عبر عملية الدمج الكامل للأسهم. منذ ذلك الحين، كانت “لجان خاصة” مكونة من مديرين مستقلين تقيم الصفقة. نحن ننتظر حكمهم، ربما في الأسابيع المقبلة. لكن بعض المساهمين أعربوا عن مخاوفهم بالفعل. وبينما يثق مردوخ وعائلته بالسيطرة على 40 في المائة تقريبا من أسهم التصويت، فإن أي صفقة تتطلب تصويت أغلبية المساهمين المستقلين لمصلحة الاقتراح.
تنتشر التساؤلات بين المساهمين والمصرفيين والمحللين حول كيفية إعادة الترتيب. هل سينقل مردوخ داو جونز، مالك صحيفة “وول ستريت جورنال”، من “نيوز كورب” ليرغب المساهمين في الصفقة؟ أو سيبيع أجزاء أخرى من الشركة؟
يقترب التضخم من مستخدمي “سبوتيفاي” في الولايات المتحدة. كان اشتراك “سبوتيفاي” يكلف عشرة دولارات في الشهر منذ ظهرت خدمة الموسيقى هذه في الولايات المتحدة في 2011. جربت “سبوتيفاي” بعض الأسواق، لكنها قضت أكثر من عقد في مقاومة تغير سعر منتجها الرائد في أكبر أسواق الموسيقى عالميا.
كان ذلك مصدر إحباط لشركات الإنتاج. في تلك الفترة من الزمن، تضاعف سعر اشتراك “نيتفلكس” تقريبا، من ثمانية دولارات في الشهر إلى 15.49. رفعت “أبل ميوزك”، المنافس الأكبر لـ”سبوتيفاي”، أسعارها بمقدار دولار في أكتوبر. يبدو أنه لا مفر لـ”سبوتيفاي” من أن تتبع ذلك. وقد يكون مساهمو “سبوتيفاي” يتساءلون لم لم يحدث ذلك بالفعل؟
ستستمر الرياضات في مجابهة الاقتصاد الأوسع. في مجال الأعمال التلفزيونية، كان 2022 يتسم بالبرامج الملغاة والميزانيات الأضيق وعمليات التسريح. لكن لا يوجد كثير من ذلك في المجال الرياضي، الذي يعد ركنا في صناعة الترفيه، بيع فيه اثنان من فرق كرة السلة في أريزونا الشهر الماضي بقيمة مجتمعة تبلغ أربعة مليارات دولار. كان ذلك رقما قياسيا للرابطة الوطنية لكرة السلة “إن بي إيه” في الولايات المتحدة، ونحو ضعف ما جلبه فريق بروكلين نيتس في 2019 الذي بلغ 2.35 مليار دولار.
كان البيع بمنزلة تذكير بقيمة “إن بي إيه” حيث تستعد لإعادة التفاوض بشأن رسوم حقوق البث. ضمن الصفقة الحالية، التي تستمر حتى موسم 2024 – 2025، تدفع شركة إي إس بي إن التابعة لـ”ديزني” وشركة تيرنر التابعة لـ”وارنر” نحو 2.6 مليار دولار لـ”إن بي إيه” كل عام. حاول ديفيد زاسلاف، رئيس “وارنر”، المفاوضة في العلن، قائلا “إنه ليس على شركته أن تحظى بإن بي إيه”. لكنها تبدو مراهنة آمنة على أن أسعار هذه الحقوق سترتفع، مع زيادة اهتمام شركات التكنولوجيا مثل أمازون وأبل بالرياضات لخدماتهم للبث.
لكن خارج مجال الرياضة، يبدو عام 2023 عاما آخر من القلق في الإعلام.