أمجد المنيف
في مجال صناعة الأفلام، أي شخص تلتقيه سيخبرك بأننا نحتاج إلى فيلم سعودي واحد، يغير الصورة الذهنية كاملة لدى المتلقي، وكل منتج يعمل لكي يكون البطل الذي سينقذ التصور المشوه عن الأفلام السعودية.
تحظى الأفلام والسينما بدعم غير مسبوق محليًا، وحتى عند المقارنة مع الدول الأخرى، لم تكن هناك -على حد علمي- أي حوافز مماثلة لدعم الأفلام وصناعتها، ورغم ذلك، لا نزال ننتظر الفيلم المعجزة!
لتأخر ولادة الفيلم المنتظر أسباب كثيرة، أظن أن أهمها هو عدم معرفة ذائقة الجمهور بدقة؛ ولهذا السبب، قرر أغلب المنتجين اتخاذ مبدأ التجريب، لا تزال هناك مساحات واسعة للمحاولة، وتصنيفات فيلمية لم تطرق بعد، وأساليب معالجة لم تختبر حتى الآن.
شاهدت فيلم “سطار”، وكان ذكاء من المنتجين العمل عليه بالمعايير التجارية، فيلم مصنوع لشباك التذاكر، لذلك جاءت الخلطة دسمة جدًا كمقادير “المقلوبة”.. كوميديا وجريمة وقتال ومشاهير وشيلات وأغانٍ، قضايا اجتماعية ونفسية وعملية وغيرها، أشبه الفيلم بالعمليات الانتحارية؛ الجميع مستهدف، والمخرجات لحظية، ولا رهانات على الأفكار الناجية.
رهان “سطار” على أن يكون الفيلم النموذج، الذي يحدد معايير نجاح الفيلم في مشرحة شباك التذاكر، أميل إلى فكرة نجاح خلطة “سطار”، وأظنه سيعبر الشباك ويجد طريقه للتوهج، وعندها نستطيع الفكاك من الأفلام النخبوية، التي تعبر عن الآراء أكثر من كونها مصنوعة للترفيه والاستمتاع، لست ضد هذا النوع من الأفلام، لكن المعايير السينمائية لا تقبل المجاملات. قد تنجح هذه الأفلام في المهرجانات، أو السينما المستقلة.. أو في السينما باستثناءات شرسة جدًا.
التمكين كبير في المجال، لكننا نحتاج إلى الابتكار، وخلق أفلام تشبهنا بمعايير عالمية، الوصفة تتلخص في جعل المشاهد مستمتعًا، وهنا يكمن التحدي، أتمنى ألا يفكر المنتجون في جلب “هوليوود”، أو صنع معجزات إخراجية، وأن يكتفوا بصنع أعمال تجد قبولاً وانتشارًا ومشاهدة، وتحقق أرقامًا مهمة في المبيعات.
أخيرًا.. في السعودية نملك الكثير من المقومات التي لا توجد في كثير من الدول حولنا، كالتنوع الجغرافي والمجتمعي، والثراء المعرفي والسينمائي لدى المشاهدين.. وأهم من هذا كله هو الرغبة الرسمية الجادة لبناء صناعة حقيقية، تتواءم مع رحلة التطور الكبير بالمملكة.. الأكيد أن السعودية ستكون وجهة السينما الحديثة قريبًا. والسلام..