خالد ربيع السيد
في فبراير 2021، عرض المخرجان العالميان “ريدلي سكوت”، و”كيفن ماكدونالد”، Ridley Scott and Kevin Macdonald فيلمهما التسجيلي الرائع “LIFE IN A DAY 2020” على منصة اليوتيوب (إنتاج YouTube)، واحتوى الفيلم على مشاهد التقطها مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم خلال يوم صيفي يفترض أنه عادي، ولكنه ليس عاديًا إطلاقًا، وهو يوم 25 يوليو 2020 في صميم الوباء الذي اجتاح العالم مرورًا بالتظاهرات الغاضبة ضد العنصرية في أميركا وعشرات الآلاف من الأحداث العادية وغير العادية في حياة البشر.
فيلم وثائقي فريد من نوعه في ساعة وخمس وعشرين دقيقة، يعتمد على مشاركات الجمهور التي تظهر الحياة كما هي.. ليست مثالية دائمًا وليست سيئة بالمطلق، إنها الحياة بكل ما فيها من سعادة ومعاناة.
متعة بصرية وفكرية. تصور معاناة الإنسان: فرحه، ألمه، الحب، الطبيعة، الموت، الزواج، الصلاة، الطفولة، الشيخوخة، فاجعة كورونا… قصص وقصص، بعضها تلميحات ومقتطفات غير مكتملة، وبعضها مكتملة كقصة قصيرة من حياة قائمة، ومعظمها قصص سيكملها المشاهد بخياله وتأمله. سينما ذكية يبدعها المخرجان العظيمان.
حياة غنية بالأحداث
بطبيعة الحال، مع كل ما كان يحصل في يوليو: مقتل “جورج فلوريد”، وتظاهرات السود، وخزي الرئيس الأميركي السابق “دونالد ترمب”، ومستجدات كوفيد-19، كان أشبه بفيلم سينمائي، فعلاً كان صيفًا كارثيًا غني بالأحداث الطيبة والقبيحة والشرسة.
324 ألف مقطع من 192 بلدًا
تطلب إنجاز الفيلم تضافر جهود فريق ضخم من المؤلفين والمنتجين، بالاعتماد على 324 ألف مقطع مصور، أرسلها مساهمون في العمل من مختلف أنحاء العالم.
يقدم الفيلم شهادة فريدة عن سنة 2020 من طرق مهجورة خلال فترات الإغلاق العام، أو مكتظة بالمتظاهرين الغاضبين بمواجهة عناصر في قوات مكافحة الشغب. تناقضات صادمة تحدث في نفس اليوم، ولادة طفل، وفي المقابل دفن جثة.
طابع حميم
يغلب الطابع الحميمي على السياسي في أكثرية المشاهد، والمقطع المفضل لدى “كيفن ماكدونالد” هو لرجل أشبه بـ”روبنسون كروزو” العصر الحديث، يسجل نفسه متحدثًا مع عناكبه سامي، وجايكوب، وكريستال في عز الحجر، وهو يشعر خلال هذه الفترة بأنه “آخر الرجال على الأرض”.
مشاهد غير مسبوقة
السحر في المونتاج وتوليف اللقطات والمشاهد وتلك الموسيقا المصاحبة وذلك الإيقاع الآسر للمشاهد غير المسبوقة، هو درس في تقنيات المتعة على صانعي الأفلام تعلمه.
الفيلم عبارة عن تتمة لوثائقي سابق أخرجه “ريدلي سكوت” و”كيفن ماكدونالد” في عام 2011. تم اختيار مشاهده من 80.000 مقطع تم إرساله من قبل الجمهور إلى موقع YouTube، وهي مقاطع تصور أحداثًا من جميع أنحاء العالم في يوم واحد، 24 يوليو 2010.
واليوم وبعد مرور 10 سنوات بالضبط على الفيلم الأصلي سيجتمع العالم مرة أخرى، لإنشاء فيلم وثائقي طويل على طريقة الفيديوهات القصيرة، ليروي قصة يوم واحد على الأرض.
استغرق اختيار المقاطع المصورة الواردة من 192 بلدًا، مدة شهرين، وعاين حوالي أربعين سينمائيًا المشاهد بلغتها الأصلية، ثم قسّموها بحسب درجات أعطوها إياها من واحد إلى خمسة، للسماح لـ”كيفن ماكدونالد” وعاملي التوليف باختيار الفيديوهات الأفضل.