أحمد العياد
مخرجة سعودية تعدُّ من أهم الأسماء في السينما السعودية حاليًا، بدايتها من الإخراج خلال أربعة أفلام قصيرة هي: «عش ايلو»، و«الخوف صوتيًا»، و«شعر: قصة عشب»، و«دورة تفاح»، ويعدُّ فيلمها الثاني «الخوف صوتيًا» البداية الحقيقية لها كمخرجة، والفيلم لفت الأنظار إليها بشكل كبير جدًا، وشاركت به في مهرجان «فانتستك فيستفال»، وهو من أكبر مهرجانات الأفلام الخيالية في أميركا.
حصلت المخرجة مها الساعاتي على زمالة رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود «المنظمة لجوائز غولدن غلوب»، ضمن برنامج يشارك فيه مخرجون دوليون من خلال مهرجان تورونتو السينمائي بفكرة فيلم «هج إلى ديزني».
درست الساعاتي فن العمارة، كذلك درست بكندا الفنون التفاعلية في مرحلة الدكتوراه.
آخر أعمالها السينمائية فيلم «شريط فيديو تبدل» الذي شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثانية في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة.
فيلم «شريط فيديو تبدل» تدور أحداثه في المملكة العربية السعودية في عام 1987م، عن شاب يدعى إياد، وهو أسمر البشرة يحاول أن يكسب قلب فتاة تدعى مشاعل، ولكنه يظن أن لون بشرته يشكل عائقًا لذلك، فيحاول أن يتقمص دور مغنٍّ شهير من تلك الحقبة ليكسب ودها.
وعلى هامش المهرجان حاورنا المخرجة مها الساعاتي عن فيلمها «شريط فيديو تبدل» وفكرته، وكيف اختارت أبطال العمل.
كيف استوحيت فكرة العمل، خاصة أنها من الممكن أن تكون مكلفة جدًا إنتاجيًا؟
– الفكرة جاءتني بعد الحديث مع الكاتب معتصم ناصر، وهو صديق مقرب لي عرفته من خلال الدوائر المقربة لصناع السينما في المنطقة الشرقية، ورغبت في العمل معه، وكتبت معالجة للفيلم في صيف 2019 وأخبرته بأنني أرغب في تقديم قصة حب بشكل كوميدي عن العنصرية؛ لأننا – نحن الاثنين – تعرضنا للعنصرية، هو بسبب لون بشرته، وأنا بسبب الشكل. وقتها كتبت المعالجة في يوم واحد، وأعتبره أسهل ملخص في حياتي.
– بعدها كتب الإسكريبت الخاص بالعمل، وكان 30 صفحة، ثم قمت بالتعديل عليه، وسلمنا الموضوع لمشروع «ضوء» التابع لهيئة الأفلام وتم قبوله، لكن بعدئذٍ جاءت ظروف فيروس كورونا، وانتظرنا سنتين بسبب ظروف العالم، وعند إعلان «ضوء» عن عودة إطلاق مشروعها بدأنا العمل.
أين تم تصوير العمل؟ وكيف تم اختيار الممثلين؟
تم تصوير الفيلم في المنطقة الشرقية في بيتي، حيث كان بناؤه يجسد تلك الحقبة ويعطي إحساسًا حميميًا وخاصًا للفيلم.
بالنسبة لعائشة الرفاعي، فقد قابلتها عند عرض فيلمها “نور شمس” للمخرجة فايزة أمبة، في دورة مهرجان البحر الأحمر الماضية، وقد علقت بذاكرتي بسبب بشاشتها وروحها الحلوة عند دخولها وتحيتها للجمهور، وكنت أشعر بالإحراج عند تواصلي معها لأداء دور الأم، كونه ليس الدور الأساسي بالفيلم، ولكنها فاجأتني بسعة صدرها وترحيبها واهتمامها بأن ينجح العمل ككل بدلاً من التركيز على أن تكون في دور البطولة الأساسي. كما كانت متفائلة بأننا نقوم بعمل كوميدي كونها من خلفية مسرح كوميدي، مما سيخرج من نمط تصوير ذوي البشرة السمراء كفقراء إلى عائلة من ذوي الدخل المتوسط يذهبون إلى مدارس خاصة ويشاهدون أفلامًا أميركية حالهم حال غيرهم من سائر الطبقة المتوسطة في المجتمع. وكانت عائشة سلسة ومرنة جدًا في التعامل، لدرجة أن كل الفريق كان يحبها ويصفق بعد انتهاء تصوير مشاهدها.
أما سارة طيبة، فأعرفها منذ فيلم «كيكة زينة» الذي أخرجته ندى مجددي وعرفتني بعد عرض فيلمها وفلمي “الخوف صوتيًا” في مهرجان المعهد العربي في باريس 2017 .كنا وقتها في بداية مسيرة صناعة الأفلام، ولكننا ظللنا على تواصل مع رغبتنا في العمل سويًا لفترة طويلة بعدها، ولكن الظروف لم تيسر ذلك حتى هذه السنة.
بعد الإعلان عن تجارب الأداء لفيلم “شريط فيديو تبدل” لفتاة في عمر مرحلة الثانوي، أصابتني خيبة ظن ببعض ردود المتقدمات لدور مشاعل بعدم فهمهم لشخصية مراهقة الثمانينيات، فعلقت سارة في الستوري بإرسال فيديو ساخر لشخصية مشاعل، مما أضحكنا وجعلنا أنا ومنتجي الفيلم نقتنع أن سارة هي أنسب من يقدم دور مشاعل، فقبلت سارة أن تقوم بالتجربة. وشعرت براحة لأن سارة تمتاز بتواصلها مع إخوانها الأكبر سنًا مما جعلها تتميز بمعرفة تصرفات مراهقي تلك الحقبة، فأعطتنا روح الشخصية بواقعية.
من المعروف أن سارة أحد نجوم السعودية حاليًا ومع ذلك شاركت، رغم أن البطولة لم تكن لها!.
صحيح أن البطل الأساسي كان معتصم ناصر في شخصية إياد، ولكن سارة كانت الممثل الداعم والعنصر المهم لتحريك القصة، وهي فتاة مغامرة تعرف كيف تختار الأدوار الصحيحة، وليست مغرورة أبدًا ولا تتعامل بمبدأ أنا النجمة ويجب أن أكون الأول. هي تحترم الفكرة الكبرى للقصة ووافقت عن اقتناع بجودتها. وبعد انضمامها لفريق الفيلم أعدنا معًا صياغة شخصية مشاعل التي كانت بالأساس محدودة الظهور، فتطور الدور لإعطائها المساحة المناسبة لإظهار كل مواهب سارة، وهي عمومًا تتميز بأنها كاتبة مميزة وغير نمطية، وذلك يتضح بعد نجاح مسلسلها “جميل جدًا”، لذا أعطت روحًا صادقة عند صياغة حوارات شخصية مشاعل.
أخت البطل أدت دورًا مميزًا رغم أن تجربتها هي الأولى؟
بالفعل الممثلة هتون الرفاعي التي جسدت أخت البطل يعتبر الفيلم أول دور لها، لأنها معروفة أكثر في مجال المودلنق والسوشال ميديا، ولكنها قامت بدور الأخت بطريقة واقعية. التقيتها في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وعرفتها من خلال تجارب أداء، وبرغم صغر سنها فقد شعرت بتواصل معها بسبب نضج تفكيرها، مما جعلني أرغب في العمل معها، كما تحلت لاحقًا بالصبر والإصرار على الإتقان أثناء تجارب الأداء، مما جعلها تتطور بسرعة وتقدم الدور بأريحية تامة.
القصة تناقش العنصرية ولكن بشكل كوميدي..
فيلم «شريط فيديو تبدل» ليس أول فيلم كوميدي لي، قدمت من قبل فيلم «شعر: قصة عشب”، وكنت أرغب في تقديم تجربة مشابهة لأني شعرت بأن الجمهور أعجب بالتجربة.. والموضوع كان أقوى من ذلك وصادم.
فيلم «هج إلى ديزني»، هل من أخبار جديدة تتعلق بإنتاجه؟
فكرت في أن يكون ثاني أو ثالث فيلم لي، لأن تكلفته عالية، وهو فيلم طويل. وأفضل شيء عندما يقدم المخرج فيلمه الروائي الأول الطويل أن تكون ميزانيته منخفضة، لأن البعض لا يخاطر بميزانية مرتفعة.
ما هي الأعمال المقبلة لك؟
يوجد فيلم «داروين في الطائف» الموجود في سوق البحر الأحمر.