أحمد العياد
تعرض شبكة نتفليكس الشهر المقبل أول إنتاجاتها بالسينما السعودية من خلال فيلم “الخلاط +”، وهو الفيلم الذي يعيد قصص مسلسل “الخلاط” التي حققت أكثر من مليار ونصف المليار مشاهدة عبر “يوتيوب” مجددًا بعد توقف، لكن هذه المرة من خلال فيلم سينمائي يضم 4 قصص وحكايات مختلفة أنتجت بشراكة بين “نتفليكس” و”تلفاز 11″.
رحلة «الخلاط» من اليوتيوب إلى «نتفليكس»
وتحدث منتج الفيلم محمد القرعاوي في تصريحات خاصة لـ«سوليوود» عن كواليس التحضيرات والعودة بالمشروع مجددًا، ولكن عبر شاشة السينما. في حين تطرق مخرج العمل فهد العماري إلى كواليس التحضيرات وكواليس الكتابة التي شارك فيها مع مجموعة من الكتاب واستمرت فترة ضمن خطة تحضيرات العمل ليخرج للنور، إذ لاقى ردود فعل إيجابية مع عرضه للمرة الأولى بالنسخة الثانية من مهرجان البحر الأحمر.
بدأ محمد القرعاوي حديثه بالتأكيد على أن الرهان الحقيقي بالنسبة لهم كان الارتقاء بمستوى الكتابة وجودتها عمَّا تم تقديمه سلفًا عبر “يوتيوب”، فمثلاً في الفيلم الأول ظهر مشهد تحقيق سبق أن قدمناه كأسيكتش في “الخلاط” على “يوتيوب”، لافتًا إلى أنهم حرصوا على تطوير العمل كتابيًا وفنيًا وتقديمها بشكل أفضل من خلال الدراما الموجودة بالأحداث السينمائية.
«محمد القرعاوي»: حاولنا تقديم روح «الخلاط» الأصلي في «الخلاط +»
وأضاف أن فكرة العودة كانت من خلال عدة خيارات منها تطوير العمل ليكون مسلسلاً كبيرًا ويستغرق وقتًا أطول في التحضير، أو اختيار 4 قصص لتكون باكورة العودة بممثلين شاركوا بالفعل في الحلقات السابقة من البرنامج. لذا كان التوجه نحو المشروع السينمائي والاستعانة بالمخرج فهد العماري الذي كان من أوائل مخرجي الحلقات عبر “يوتيوب”؛ لأننا أردنا أن نقدم عملاً يحمل الروح نفسها، ولكن بشكل جديد.
على العكس مما يواجهه كثير من المؤلفين في نقص الأفكار التي يمكن أن يقدموها كان محمد يخوض تحديًا صعبًا مع كثرة الأفكار المتدفقة والأفكار الكثيرة لفريق الكتابة خلال التحضير، فكانت مسألة الاختيار صعبة بالنسبة له فيما يتعلق باختيار الأفكار ومدة تقديمها، خاصة مع اختلاف طبيعة العمل السينمائي عما يقدم على الـ”يوتيوب”، بجانب مراعاة عدة أمور أخرى بخلاف مدة العرض على الشاشة من بينها الأمور الإنتاجية المحددة للعمل مع التحديات اللوجيستية الموجودة لدى فريق العمل.
راعينا عرض الفيلم عبر منصة دولية من وقت الكتابة وواجهنا مشكلة كثرة الأفكار
وقال محمد إن الفيلم من البداية مخطط لعرضه على “نتفليكس” التي تتيح إمكانية مشاهدته في 190 دولة حول العالم، وبالتالي سيكون متوفرًا بترجمة ودبلجة بعدة لغات؛ وهو ما دفعهم إلى مراعاة هذا الأمر خلال الكتابة بحيث تكون الكوميديا حاضرة ومفهومة للمشاهد غير السعودي بشكل خاص وغير العربي بشكل عام، لافتًا إلى أنهم لهذا السبب حرصوا على عدم الانخراط في أدق التفاصيل الحياتية اليومية التي لا تفهم خارج المجتمع السعودي، حيث ظهرت الأفكار التي نرغب في تقديمها من دون تأثر.
لا يخفي محمد تعمدهم اختيار قصص مليئة بالإثارة وحبس الأنفاس والكوميديا أيضًا، وهي نفس ثيمات الفيلم الجماهيري بشكل عام، لكنه يرجع هذا الأمر إلى ملاحظتهم تفاعل الجمهور مع الاستكشات والتعليقات التي قدموها على “يوتيوب”. فمن خلال مراجعة 22 حلقة قدمت بالفعل وجدوا أن الأكثر تفاعلاً ونجاحًا هي القصص التي تضمنت هذا الأمر؛ لذا عملوا على تطوير المعالجات بشكل أفضل وفق ما نال إعجاب الجمهور لتقدم الورطة الاجتماعية بشكل جذاب.
فهد العماري: اختبرت أمورًا كثيرة بالأفلام وسعيد بأن يكون أول أفلامي الروائية الطويلة مع “نتفليكس”
أما مخرج الفيلم فهد العماري، فتحدث عن اختباره أمورًا كثيرة بالفيلم خلال التحضير والتصوير، والأمر الذي يجعله يشعر بسعادة ورضا الآن عما قدمه في العمل ليس فقط الأمور الكثيرة التي تعلمها والعمل مع اسم كبير مثل “نتفليكس” لتقديم الفيلم، ولكن أيضًا لتقديمه تجربته الأولى في الأفلام الروائية الطويلة بالطريقة التي أحبها متمنيًا أن ينال العمل إعجاب الجمهور.
خضنا سباقًا مع الوقت ورد فعل الجمهور يحدد الخطوة القادمة
تحدث فهد عن الطبيعة المختلفة بالتحضير للفيلم نظرًا لأنه يدور حول مجموعة قصص مختلفة ومنفصلة، فكان تحضير القصة يبدأ ويتم تصويرها، ثم يجري العمل على مرحلة ما بعد الإنتاج، فكان العمل بسباق مع الزمن، إذ استغرق التصوير أكثر من شهر بخلاف التحضيرات السابقة وفترة العمل التي أعقبت الانتهاء من تصويره.
وعن التعامل مع الأبطال وكثرة عددهم وخبرتهم وخلفياتهم المختلفة، يرى فهد أن ما ساعده كثيرًا فيها بها هو خبرته في التعامل معهم بأعمال سابقة، فهناك من عمل معه عدة مرات بتجارب طرحت عبر “يوتيوب”، وهناك مشاريع أخرى عمل فيها معهم، ومن ثم كان لديه خلفية كاملة عن نقاط قوتهم وضعفهم وكيف يتعامل معهم، مؤكدًا على أن عدم وجود أي ممثل جديد لم يعمل معه من قبل ساعده كثيرًا بهذا الأمر.
وأكد فهد أن رد فعل الجمهور على الفيلم سيكون هو الحاكم الرئيسي على طموحهم بتقديم أجزاء جديدة، سواء كانت على شكل أفلام سينمائية، أو مسلسلات درامية، لافتًا إلى أنهم بانتظار انطباعات الجمهور عن الفيلم عند طرحه على منصة “نتفليكس” الشهر المقبل.