سوليوود «خاص»
تعرض صالات السينما السعودية، الفيلم الأميركي «Poker Face» الذي يتناول قصة الملياردير «جيك»، حيث يستضيف أصدقاء طفولته في منزله بميامي لممارسة لعبة البوكر، ولكن سرعان ما تنكشف الوجوه الحقيقية بأسرارها الخطيرة.
الفيلم من تأليف وﺇﺧﺮاﺝ: «راسل كرو»، الذي يشارك في التمثيل برفقة «إيلسا باتاكي»، «ليام هيمسورث»، «جاكلين ماكينزي»، «رزا» و«كي كالان»، «لين جيلمارتن»، «دانيال ماكفيرسون».
في المشهد الأخير من «Poker Face»، يحصل المشاهدون على صورة واضحة جدًا لما كان يهدف إليه الفيلم، باعتباره رحلة ملهمة تثبت كيف تتحول الصداقات على مر السنين، لكن سرعان ما يكتشف المشاهد أهدافًا متناقضة على مدار الأحداث.
قصة الفيلم
تدور أحداث القصة حول الملياردير التكنولوجي، الذي قرر جمع أقدم أصدقائه في لعبة بوكر عالية المخاطر، يحصل فيها الفائز على ملايين الدولارات، ومع ذلك تنقطع اللعبة عندما تظهر الأسرار من جديد، وتكشف المؤامرات الانتقامية ويقتحم اللصوص منزل «جيك».
بمجرد النظر إلى ملخص الفيلم، تثار التساؤلات: هل هي دراما تتمحور حول ألعاب البوكر؟ هل هو فيلم انتقام؟ أو ربما فيلم إثارة اقتحام منزل؟ ويمكن أن يكون الفيلم كل ذلك، بل قد يكون بمثابة رحلة متشعبة، لكن المشكلة هي أن «راسل كرو» لا يفعل سوى الحد الأدنى، للربط بين الموضوعات التي يقترحها سيناريو الفيلم بحسب مراجعات النقاد.
وعلى عكس بعض أفضل أفلام البوكر وأفلام لعب الورق، مثل «The Sting» و«California Spilled» و«Maverick» وغيرها، ممن يتخذون أسلوبًا كوميديًا ممتعًا، ينضم «Poker Face» إلى مجموعة غنية من أفلام الإثارة والجريمة السينمائية المكثفة للعب الورق، حيث تكون المخاطر خارج الطاولة بنفس ارتفاع المخاطر الموجودة عليها.
يرى النقاد أن الفيلم كان يحتاج لتحديد جوهر القصة بشكل أوضح، فإذا كان الجوهر هو الصداقات، فيفترض تتبع الشخصيات الرئيسية عندما كانوا أطفالًا، وأن يقدم عنصري للصراع والدراما، وفي الوقت نفسه يحاول الفيلم إقناع المشاهدين، بأن هذه المجموعة يشكلون رابطًا قويًا من خلال لعبة الورق، بحيث تكون دعوة لليلة من البوكر كافية لاستدعائهم جميعًا، بعد أن ابتعدوا بشكل واضح ولم يعد بينهم تواصل.
من ناحية أخرى، بالكاد يحصل «جيك» على مقدمة في الفلاش باك، قبل أن يخوض رحلة فلسفية مليئة بالاقتباسات التحفيزية، حيث تندفع القصة عبر حالته العاطفية لتقديم فكرة المؤامرة.
صراع على 5 ملايين دولار
يدرك «جيك» تمامًا أن أحد أفضل أصدقائه لديه إدمان على القمار، ويدعوه إلى المقامرة حيث يبدأون لعبة بوكر يمكن أن يربح فيها أو يخسر 5 ملايين دولار، حيث تشير القصة إلى أن «جيك» يضع مصالح أصدقائه في الاعتبار.
آخر شيء يقدمه الفيلم هو جزئية اقتحام المنزل، والذي يتساوى مع بقية أجزاء الفيلم، حيث يثبت أن المنزل به كاميرات في كل مكان باستثناء المدخل، وفي محاولة لربط القصة بالفلاش باك الأول، جرى تقديم منافس قديم على أنه المقتحم، ولكن كل ما فعله الفيلم سابقًا لإثباته كشرير هو عرضه يسرق أموال الغداء.
يحاول «Poker Face» باستمرار، رفع مستوى الرهان وإحضار عناصر جديدة إلى الطاولة، من خلال بناء عناصر التوتر والترقب ونقلها إلى لعبة البوكر المثيرة، وبعد التعثر في نقاط الحبكة التي يمكن التخلص منها تمامًا، فإنه يحاول إنهاء قصته بدروس من الحياة تكون عامة.
من جانبه وصف المخرج والبطل «راسل كرو»، الوقت الذي قضاه في تصوير الفيلم بقوله: «إنها أكثر 12 شهرًا عذابًا في حياتي»، وقد تم التصوير في أستراليا العام الماضي.
المفارقة أنه جرى استدعاء نجم هوليوود «راسل كرو» الحائز على جائزة «الأوسكار»، لأداء وصناعة الفيلم بعد أسبوع واحد من وفاة والده «جون»، بسيناريو كان لابد من إعادة صياغته بشكل كبير، قبل خمسة أسابيع فقط من بدء التصوير.
«راسل كرو»: الفن لا يُصنع في بيئة مثالية
يقول «راسل كرو» إن فيلم «Poker Face»، كان مشروعًا «غير قابل للتصوير» قبل توليه المسؤولية، متابعًا: «لقد اختبرت صبري بشكل لم اصدقه، لكن الفن لا يصنع أبدًا في بيئة مثالية… إذا كنت جالسًا في انتظار بيئة مثالية لإدخال فنك، فستجلس بمفردك لفترة طويلة جدًا».