سوليوود «متابعات»
انطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الثانية مساء اليوم الخميس في جدة، وسط حضور كبير من نجوم السينما.
أصبح المهرجان عاكسا لتطور السينما السعودية، ما يشير إلى المكانة التي وصل إليها وتخطيه حدود المحلية ليرتدي عباءة العالمية وتشكله قوة ناعمة مؤثرة في المشهد الثقافي السينمائي العربي والعالمي.
بداية تحدث الكاتب وصانع أفلام سعودي مهنا عبد الله وفقَا لصحيفة اليوم قائلا: البحر الأحمر الآن يعتبر المهرجان الأهم على مستوى الخليج وهو الوحيد الذي يجمع صناع الأفلام المحلية والعربية والعالمية، وهذا ما يرتقي بالصناعة السينمائية المحلية، وقد أطلق برامج على مدار السنة لدعم صناعة السينما سواء ما قبل الإنتاج أو بعده، أو من خلال تطوير السيناريو. هكذا برامج هي ما تساعد على الارتقاء بالصناعة المحلية من حيث الاختلاط بالثقافات الأخرى عربيا وعالميا عطفا على اللقاءات أثناء انعقاد الدورة سواء الأولى المنصرمة أو حتى الثانية.
المبادرات والمشاريع السينمائية
أما المخرج علي الشويفعي فقال: “منذ انطلاق الدورة الأولى للمهرجان وحتى الآن يحظى بسمعة طيبة وكبيرة على المستويين المحلي والعربي وأيضا العالمي، ومن وجهة نظري المهرجان منافس بشكل كبير وملحوظ للمهرجانات الأخرى، وذلك من خلال إطلاقه ودعمه العديد من المبادرات والمشاريع السينمائية وإقامة شبكة من العلاقات والفرص والتواصل مع أقطاب السينما من جميع أنحاء العالم وتقديم الدعم الكبير في مجالات الإنتاج والتوزيع والتعليم والتدريب لجميع صانعي الأفلام الهواة والمحترفين وأيضا المهتمين والعاملين في صناعة السينما”.
وتابع: المهرجان من ضمن أهدافه اكتشاف المواهب والمشاريع والأفكار التي تحاكي وترسم صناعة السينما في السعودية والعالم العربي وفعلا شاهدنا ذلك من خلال عدد كبير من الأعمال، وهذا دليل على أن شبابنا لديهم شغف كبير وقوي مؤهل وقادر على صناعة هذا الجمال ولديهم الوعي بأن لغة الصورة هي أكثر وسيلة تستطيع إحداث تغيير على المدى الطويل على الفرد والمجتمع.
مهرجان منفتح على العالم
ومن مصر قال الناقد على الكشوطى: “طاقات كبيرة لمواهب داخل السعودية لم يكن لها مكان تستطيع أن تعبر فيه عن ذاتها وطموحاتها وإمكانياتها الكبيرة، مكان يحتوي تلك المواهب الشابة يطورها ويصقلها، إلى أن جاءت رؤية 2030 المستنيرة، لتنفتح السعودية على عالم السينما وصناعتها وتعيد طيورها المهاجرة من السينمائيين والمخرجين ورواد المهنة إلى السعودية مرة أخرى، ويكون لكل تلك المواهب مهرجان سينمائي منفتح على العالم يكون قادرا على احتواء تلك المواهب الشابة، مهرجان البحر الأحمر السينمائي”.
فرصة لالتقاء أهل الفن
وذكر المنتج قاسم بن حبيب الشافعي أن وجود مثل هذه المهرجانات الدولية، فرصة لالتقاء أهل الفن والأفلام والمهتمين بالمجال والمخرجين لتبادل الخبرات، وفتح آفاق جديدة في المجال السينمائي، خاصة وأنه يحتضن العديد من الفعاليات كالندوات وورش العمل والعروض السينمائية وسوق الإنتاج والمعمل، وتضمنه عروضا للأفلام ما يفتح المجال للنقد البناء والتطوير.
وأضاف: أيضًا وجود مهرجان دولي كمهرجان البحر الأحمر السينمائي بوابة كُبرى لالتقاء المخرجين بالمنتجين والممثلين لبناء علاقات وولادة أفكار جديدة من شأنها مشاهدة الجديد في المشهد السينمائي العالمي وتعزيز المواهب وإثراء السوق السينمائي.
المملكة على خارطة السينما العالمي
وأكد الناقد السينمائي محمد الحميدي قائلا: “قفزات واسعة تخطوها السينما السعودية، فبعد مهرجان أفلام السعودية 2008م، حضر مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2019م؛ ليضع المملكة على خارطة السينما العالمية، حيث توسَّع ليهتم بأفلام الداخل والخارج، على عكس مهرجان أفلام السعودية الموجَّه للداخل فقط، والذي سعى إلى تطوير صناعة السينما المحلية، من خلال جعل بيئة المملكة أرضا خصبة لاستنبات الإبداع، ضمن مجال الأفلام القصيرة والطويلة، وهو ما ساهم في إصدار مجموعة من الأفلام المنافسة على مستوى الجوائز العالمية والعربية والمحلية.
وأضاف: كما حملت تجربة مهرجان أفلام السعودية بالدمام العديد من الإيجابيات، كذلك حملت العديد من السلبيات على مستوى التمثيل والإخراج والسيناريو والحوار، لكن أبرزها “غياب الرؤية”، التي يبدو فيها الفيلم غير متماسك، ولا توجد روابط بين مقاطعه، وكأنه تم تجميعها وصفها إلى جوار بعضها، بدون أن تكون هنالك فكرة جامعة ومحددة يسير ضمنها، وهو ما استمر مع مهرجان البحر الأحمر في جدة، لتشكِّل تهديدا لصناعة السينما السعودية وقدرتها على المنافسة؛ إذا لم يتم تداركها وإيجاد الحلول لها.
استقطاب الكوادر والمواهب
وقال المخرج حسين علي المطلق: “مهرجان البحر الأحمر مهرجان مهم جدا وجوده في المنطقة، ويخدم السينما السعودية بشكل خاص والسينما العربية والعالمية بشكل عام، وأصداؤه قوية كونه يستقطب الكوادر والمواهب والفرص التي يقدمه من دعم وتمويل وورش وندوات وأصبح وجهة يقصدها الجميع لمعرفة طبيعة تطور السينما إذ إنه يمثل مشروعا ثقافيا نوعيا على خريطة المدن العالمية المهتمة بالثقافة السينمائية.