خالد محمود
كيف تفكر السينما السعودية الجديدة، وما القضايا التي تشغلها، وفيما تقف الرؤى التي يطرحها مخرجيها؟
تساؤلات بمثابة مرحلة الشغف تطرحها شاشة مهرجان البحر الأحمر في دورته الجديدة برئاسة محمد التركي، الذي يحلم أن تواكب تلك السينما الطفرة التي يشهدها المهرجان هذا العام، حيث تعرض بجوار مجموعة أخرى من الهامات السينما العالمية.
من هذه الأفلام الفيلم الوثائقي “من ذاكرة الشمال”إخراج عبدالمحسن المطيري، وتدور أحداثه عن حرب الخليج، بالتزامن مع مرور 30 عامًا على اندلاعها. ويتتبّع جهود مجموعة من صناع الأفلام الذين شهدوا أحداث الحرب كأطفال، ضمن رحلتهم عبر السعودية، لتوثيق قصص أولئك الذين عايشوا الحرب وذاقوا ويلاتها.
وفي إطار الدراما السيكولوجية، يقدم المخرج علي باسعيد فيلم “تجربة أداء”، وفيه يقاوم رجلٌ إحباطه الذي يزداد مع كلّ محاولة جديدة من الناس والمجتمع لاقتحام حدوده الشخصيّة ونمط معيشته الخاص، يكتشف أن انتصاره في كلّ معركة يخبّئ له حربًا أكبر. ضمن فيلم دراميّ عن تحدّيات الفردانية أمام سلطان الجماعة.
وفيلم “الخلاط+” للمخرج فهد العماري المستوحى من سلسلة “الخلاط” التي حققت أكثر من ١،٥ مليار مشاهدة على الإنترنت وصنعت جيلاً من المخرجين والممثلين تعود بفيلم يحكي أربع مصائب اجتماعية مترابطة: لصوص يتسللون إلى زواج لإنقاذ شريكهم في الجريمة.. وأنفسهم، طباخة في مطعم فاخر تحتال لإيقاف طلاق والديها وإعادة الشغف بينهما، صديق يعود إلى مغسلة موتى لدفن سر وسط شك زوجة الميت، وأم تبحث عن زوجها الذي يبحث عن ابنه في ملهى ليلي. لكل مصيبة حل خفي، ومن لديه حيلة.. فليحتال.
والتجربة الكوميدية “سطار” للمخرج عبدالله العراك، وبطولة ابراهيم الحجاج، عبد العزيز الشهري، عبد العزيز المبدل، شهد القفاري، ِاِبراهيم الخيرالله، وفي الفيلم بينما يحاول سعد احتراف رياضة المصارعة، تقدّم له إحدى منظّمات المصارعة الرائجة فرصة ذهبية لتحقيق حلمه، من باب اختبارات الأداء في الرياض. وحينما يفشل سعد في الاختبار، يقدّم له وكيل المصارعين علي هوجان فرصة أخرى، يحاولان من خلالها استغلال حلبات الرياض كمنصّة للوصول للعالميّة.
وفيلم “عبد” الذى يمزج بين الكوميديا السوداء والخيال العلمي، وهو إخراج منصور أسد، وبطولة زياد العمري، خيرية أبولبن، محمد علي، اسماعيل الحسن، فهد سالم، أحمد التركي، محمد الزريق، سلوى أحمد، مبارك علي، مطلق مطر، ثامر الحربي، ريم فهد، سيناريو رولان حسن، هشام إبراهيم.
وفي الفيلم، مع رفض المجتمع لفيلمٍ صوّره سكِّر وزوجته لطيفة، يكافح صقر لمعرفة ما إذا كان سيستمر في عيش حياته أو يسافر عبر الزمن مختفيًا لإرضاء المجتمع. الفيلم مدعوم من صندوق البحر الأحمر.
وهناك فيلم “كينج الحلبه” للمخرج محمد سعيد حارب، وبطولة ياسين غزاوي، حكيم جمعة، فيصل الكردي، سلمى أبو ضيف، محمد لطفي، شادي ألفونس، وتتمحور الأحداث حول مصعب الشاب المتثاقل المحبوب، ذو القلب الكبير والبطن الأكبر، الذى يحلم بأن يصبح بطلًا ملهمًا للمصارعة بالنسبة للأطفال.
وحين تأتي فرصته للصعود على حلبة المصارعة أمام مصارعٍ محترف، يبدأ تدريباته التي تثير فخر عائلته، تحت إشراف عليّ، المصارع المصريّ العصبيّ السابق، والذي أصبح مدرّبًا غداة تقاعده، وبينما يحاول مصعب هضم ضغوطات مختلفة في نفس الوقت، الأولى من طرف والدته التي تضغط لتزويجه ودفعه خارج المنزل في أسرع وقت.
والثانية تتمثّل في ضغط اقتراب موعد المباراة، يقاوم مصعب للثبات والحفاظ على رباطة جأشه، ضمن قصّة عن الأحلام والتفاني، والمصارعة؛ بجانبيها الرياضي والترفيهي، حيث تضمن كل تقلباتها قسطًا وافرًا من المتعة والتشويق.
وفيلم “اعذريني” إخراج جبريل محمد، وبطولة أضوى فهد، محمد علي، وفيه حينما يتخلّى عنها زوجها في ليلة زفافهما؛ وهي التي ظنّت أنه يوم سعدها، تكتشف العروس أن زوجها وتحت ضغط من عائلته؛ غادر لإقامة معرضٍ فنّي. وبينما تعذّبها الفضيحة؛ تقرر العروس بدافعٍ من الغضب؛ اصطحاب جميع الضيوف إلى المعرض حيث زوجها، بحثًا عن الإجابات التي تستحقّها.
بينما يتناول المخرج على سعيد فى فيلمه “رقم هاتف قديم” قصة حامد الذي يحاول تسديد ديونه والتخلص من كل رواسب الماضي، للبدء في رحلة روحية نحو ذاته. يختار الذهاب برَّا إلى مكّة. غير أنه وهو في الطريق، يرن جرسه الداخلي، ليخبره أنه لا يمكن بلوغ الرحلة دون طلب العفو من شخص يسكن في ماضيه؛ الذي لم يتمكن من تجاوزه بعد.
الفيلم بطولة يعقوب الفرحان، أحمد المؤمن، علي الصايغ، ام كلثوم سارة بارد، جبران الجبران
ويقدم المخرج حسين المطلق فيلمه “زبرجد” لكاتبة السيناريو هيفاء محمد الذي تدور أحداثه في إطار غموض حول يحيى الذي يعود إلى قريته للاستقرار فيها، بعد أن قرر ترك الكلية، ولكن بعد زيارة من صديق قديم لوالده، تنقلب حياته رأسًا على عقب، مما يدفعه للتفكير في مغادرة القرية.
وفي منطقة الخيال العلمي والرعب، يقدم المخرج ماجد زهير سمان فيلم “مرثية سكون” الذى يكشف عن الصراع الذي يعيشه البطل مع الكيان الشرير الذي يدخل حياته بشكل غير متوقع، ومحاولاته للتعايش معه.
وهناك فيلم “يا حظّي فيكِ” سيناريو إخراج نورا أبو شوشة، ويحكي عن قصة زواج سعودية حديثة. تزوج أحمد وسلمى حديثًا ولكن سلمى تعاني من نوبة هوس ناتجة عن اكتئاب ثنائي القطب؛ انقدح بعد وفاة والدتها المفاجئ. وبينما يقرر أحمد أن يقف إلى جانب زوجته، يجد الزوجان نفسهما عند مفترق طرق. فهل سيستمر هذا الزواج؟
المخرج فيصل بوحشى يقدم تجربة سينمائية كوميدية عبر فيلم “أول مرة تحب يا قلبي” وفيه بعد غياب دام 50 عامًا، تسوق الأقدار رجلاً مسنًّا إلى لقاء حب حياته الأول من جديد، ضمن قصّة آسرة تلامس الوجدان.
وفي إطار الخيال العلمي، يطرح المخرج فهد العتيبي فى فيلمه “إعادة توجيه” رؤية من وحي عالم مجهول وغامض، حيث يتلقّى مقرصن مغمور مكالمة هاتفية من المستقبل البعيد، ليحذّره من خطر على وشك الحدوث.
بينما فيلم “الطفل في خزانة ملابسه” للمخرج خالد زيدان، فهو يقدم دراما سيكولوجية تنطلق قصّتها من ذكريات الطفولة، وكيفية تأويل الإنسان لتجاربه الأولى في الحياة، وبماذا يشعر نحوها.
وفيلم “طريق الوادي” الذى يفتتح به المهرجان فعالياته للكاتب والمخرج السعودي خالد فهد، بطولة كل من حمد فرحان ونايف خلف وأسيل عمران. ويحكي الفيلم قصة علي الذي هجرت أخته منزلهم للدراسة، وهي التي كانت تحيطه بالقبول والمحبّة، فيقرر والد علي اصطحابه في رحلة إلى الوادي صوب معالجٍ شعبي، ليخلّصه من وصمة النق. وبينما يتوه علي في الرحلة عن والده، يكتشف، مستعيناً بالتجلّد والصلابة، أن هذه الرحلة تخبّئ له الكثير من التحدّيات التي يمكن مع تجاوزها أن يهزم اختلافه.
أما فيلم “أغنية الغراب” الذي سيعرض في المهرجان فهو أول فيلم للمخرج السعودي محمد السلمان. وتبدأ أحداث الفيلم حينما يُشخّص ناصر بالسّرطان، فتستحيل حياته إلى جحيم، ولا ينقذه منه إلا الفتاة الجديدة الآسرة التي تسيطر على هواجسه.
وفيلم “كبريت” تأليف وإخراج سلمى مراد، وبطولة نايف الظفيري ونوّاف الظفيري، يتناول قصة شاب يعيش صراع بين عواطفه وذاكرته، وعندما تنتابه حالة التشوش يحاول العثور على رأس الخيط الذي يقوده إلى إجابات. حقوق توزيع الفيلم عالمياً تتولاها.
فيلم “بين الرمال” للمخرج محمد العطاوي. ويحكي قصة سنام؛ تاجر التبغ ابن الثالثة والعشرين ربيعًا في رحلته عبر الصحراء، حيث يقرر سنام الحيدة عن القافلة اختصارًا للطريق نحو قريته؛ حيث تُوشك زوجته على إنجاب طفلهما البِكر، لكنه يصطدم بكمين من اللصوص، وبعد أن سلبوه مؤونته؛ يتمسّك بالنجاة ملتمّسًا طريقه صوب القرية، حيث يصادف ذئبًا مهيبًا، يجد في خوفه منه سكينةً، تتوّج علاقتهما بالصداقة والانسجام، على نحو تستنكره قبيلته، لتسبّب خلافًا تزداد شقّته مع اختلاف مواقفهم.
يعكس الفيلم صراع التمرّد والخضوع؛ والوفاء والخيانة، في قصّة مبنيّة على أحداث حقيقية وجرى تصويرها في مدينة نيوم لأوّل مرة.
وفي شهادته، أكد مدير البرنامج العربي والأفلام الكلاسيكية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أنطوان خليفة، أن اختيار الأفلام يعكس أمثلة رائعة على براعة الصناعة، ويطرح لغة سينمائية مختلفة تتناول موضوعات سيكون لها تأثير كبير في نفوس الجماهير.
فيما علق محي قاري، مدير البرنامج السعودي: أتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الفرصة لعرض مواهب صناع الأفلام السعوديين. نفخر بنجاحنا في إطلاق هذا المنبر الذي نجح في إبراز المواهب المتألقة وفتح لها الطريق نحو العالمية”.
المصدر: الشروق