سوليوود «خاص»
مثلما توقع «الكابتن ماجد» الكابتن الياباني «مانجا» منذ عقود، فقد فازت اليابان على ألمانيا في بطولة كأس العالم لكرة القدم، لكن المدهش أن أحداث المباراة تتقاطع تمامًا مع مسلسل أنمي عُرض في اليابان قبل انطلاق البطولة.
تدور فكرة مسلسل «Blue Lock»، حول قدرة منتخب اليابان على خلق شخصية قادرة على الفوز بكأس العالم، في ذات الأثناء التي حقق فيها منتخب اليابان على أرض الواقع، انتصارًا مفاجئًا على المنتخب الألماني للمرة الأولى في تاريخه.
«Blue Lock» وإنجاز كأس العالم
تبدأ قصة هذه «المانجا» الرياضية، عندما يتم إقصاء اليابان من نهائيات كأس العالم عام 2018، لذلك يقرر الاتحاد الياباني لكُرة القدم، إنشاء برنامج يكتشف مهارات لاعبي كرة القدم في المدارس الثانوية، والذين سيبدؤون التدريبات استعدادًا لكأس العالم 2022، ويَتَلقى المهاجم «إيساجي يوييتشي» دعوة للمشاركة في هذا البرنامج، بعد أن خسِر فريقُه فرصة التأهل للدروي الوطني، بسبب تمريرة «إيساجي» لزميله في المباراة.
لذا يتعين على منتخب اليابان إيجاد مهاجم أناني في الفريق، لا يمرر الكرة عندما يكون أمام المرمى، بل يستوحي أداء «الكابتن ماجد» ويضرب الكرة بقوة، لتسكن الشباك دون أن يراها الحارس.
للمفارقة هذا ما حدث بالفعل في مباراة اليابان وألمانيا، في افتتاحية مشوراهما بكأس العالم المقام في قطر، حيث تقدمت ألمانيا مبكرًا بتسجيل لاعب الوسط «إيلكاي جوندوجان» من ركلة جزاء في الدقيقة 33، ومع ذلك فقد حققت اليابان عودة رائعة في الجزء الأخير من المباراة، حيث سجل المهاجمان «ريتسو دوان» و«تاكوما أسانو» هدفان متتاليان في غضون 15 دقيقة، مما أدى إلى تحقيق فوز تاريخي لليابان.
الهدف الثاني الذي سجلته اليابان، لفت انتباه العديد من جمهور «Blue Lock» بشكل خاص، فمثلما حدث في المسلسل أتيحت الفرصة لـ«تاكوما أسانو»، لتمرير الكرة إلى زميله في الفريق، والذي سيبدو بالنسبة للكثيرين خيارًا أفضل في ذلك الوقت، ومع ذلك فقد انتهز الفرصة لضرب الكرة، الأمر الذي انتهى إلى أن يكون هدفًا رائعًا لليابان.
وجد «تاكومي أسانو» نفسه في زاوية ضيقة للغاية، مع عدم وجود أي مساحة بالكاد مرئية، بين حارس المرمى الألماني «مانويل نوير» وقائم المرمى، خاصةً أن المدافع الألماني «نيكو شلوتربيك» الذي يبلغ ارتفاعه ستة أقدام وبوصتين، كان يحاول افتكاك الكرة من المهاجم الياباني، ويبدو أنه تذكر وقتها تسديدة «كابتن ماجد» الشهيرة، وبدلًا من تمرير الكرة إلى الخلف على أمل أن يتمكن زميله المندفع من الوصول إليها، فإنه فقط سددها بقوة تمامًا مثل المهاجمين في «Manga Blue Lock».
قصة قميص منتخب اليابان
ليست هذه المفارقة الوحيدة، بل أن قميص اليابان الرسمي لكأس العالم مستوحى من قمصان «Blue Lock»، لذا سيكون معظم اللاعبين على دراية بسلسلة «Blue Lock»، كما قام الحساب الرسمي للسلسلة على «تويتر»، بالتغريد احتفالًا بهذا الانتصار المذهل.
وتتمتع «Blue Lock»، بعلاقة وثيقة مع فريق كرة القدم الياباني، ففي أغسطس الماضي كشف المنتخب عن قمصانه الخاصة بكأس العالم في قطر، والتي تضم عناصر «أوريغامي» فن طي الورق الياباني كرمز للصلاة من أجل السعادة، حيث جرى الكشف عن القميص بالتعاون مع «Blue Lock وGiant Killing».
هناك اقتباس مشهور لمدرب «Blue Lock» «جينباتشي إيجو»: «وظيفتي هي جعل اليابان فريقًا قادرًا على الفوز بكأس العالم، سأصيغها بعبارات بسيطة، تتطلب اليابان شيئًا واحدًا فقط لتصبح أقوى قوة في كرة القدم، وهذا من صنع المهاجم الثوري، منكم 300 لاعب اجتمعوا هنا اليوم، سأقوم بتشكيل أفضل مهاجم في العالم من خلال مشروع معين، كلهم من المضربين الثوريين، أنانيتهم غير العادية هي الشيء الوحيد الذي تفتقر إليه كرة القدم اليابانية، لن تصبح أعظم مهاجم في العالم إلا إذا كان لديك نفس الذات، هدفي هنا هو إنشاء مثل هذا اللاعب في اليابان».
و«المانجا» اليابانية لا تقتصر فقط على الرياضة أو الكوميديا للأطفال، بل يستهلكها الكبار أيضًا ولديها موضوعات تختلف من القصص السياسية المثيرة، والثقافية والأوبرا والخيال العلمي والشعرية والتاريخية، لكن «مانجا» كرة القدم حظيت بانتشار كبير.
ولا تزال شخصية «الكابتن ماجد»، محورية في إثارة اهتمام كرة القدم باليابان، فكثير من مواليد الثمانينيات والتسعينيات لا يزالون مهتمين بتلك السلسلة.