سوليوود «متابعات»
ناقشت ندوة «صعود السينما السعودية»، التي نُظمت مساء الجمعة على هامش فعاليات الدورة 44 لـ«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، وضع السينما السعودية اليوم والعوامل الكامنة وراء تطوراتها الملحوظة خلال وقت قصير، وشارك في الندوة كلٌ من عبدالجليل الناصر المدير العام لتنمية القطاع السينمائي والاستثمار في هيئة الأفلام، والمخرجة هناء العمير رئيس جمعية السينما بالسعودية، المخرج محمد السلمان، بينما اعتذرت الممثلة ميلا الزهراني عن الحضور لإضطرارها للسفر، مثلما أكد الناقد جاي ويسبرج الذي أدار الندوة، كما شهدت الندوة حضور عدد كبير من السينمائيين العرب والمصريين، من بينهم الفنان محمود حميدة، أحمد الفيشاوي، سينتيا خليفة، المخرجة مريم أبو عوف، على حسب أفادة موقع «سينماتوغراف».
وتحدث ويسبرج في بداية الندوة، عن فيلم «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور الذي قدمته عام 2012، حيث اعتبره ممثلًا لبداية السينما السعودية، لتعرضه لمشكلات حقيقية في المجتمع السعودي، ووجه سؤالًا لعبدالجليل الناصر عن رأيه في ذلك، وعن الإسهامات التي يقومون بها لصناعة السينما.
وأوضح عبدالجليل الناصر، أن السينما السعودية بدأت قبل 2012 بفترة طويلة، لكن عندما قدمت هيفاء فيلمها شعرنا بأنه قد يكون نقطة انطلاق، وقبل ذلك بدأنا بالمشاركة في محافل عديدة علي المستوي الخليجي ثم العربي ثم العالمي، في ذاك الوقت لم نكن نمتلك الموارد الكافية للنهوض بالصناعة، إلي أن أُنشئت «هيئة الأفلام السعودية» التي تعني برعاية المواهب والإنتاج، وأصبح لدينا منصة تعبر عن السينما السعودية.
وأضاف الناصر في حديثه، أن هناك في الوقت الحالي جهات تمويل متعددة للفيلم السعودي، قائلًا: «لدينا صندوق تمويل البحر الأحمر والعديد من الصناديق، وخصصنا ميزانية 40 مليون دولار لتطوير الأفلام، وأنتجنا من خلالها ثمانية أفلام طويلة و 12 فيلمًا قصيرًا، وصار هدفنا أن يكون هناك نضج كبير في صناعة الأفلام».
وعلق الناصر على الفارق بين السينما في السعودية والإمارات قائلًا: «لا ننظر لهذا الأمر علي الصعيد التنافسي، ولكن على صعيد المشاركة والتعاون لنبني عليه، ونحاول الإستفادة من الخبرات الخليجية والعربية للإستعانة بها في صناعة الأفلام، لكن صناعة الأفلام في العالم كله، تشهد تغييرات كبيرة يجب أن نبني عليها».
وأوضح أن شباك التذاكر في السعودية لا يعد مؤشرًا لأي شئ، موضحًا أن الأمر بالنسبة لهم لا يزال غير واضح، لكنه لا زال ينمو ويتزايد، وسوق الأفلام يتزايد بشكل كبير بعد فترة الجائحة التي تغير بعدها مزاج الجمهور، الذي أصبح يفضل مشاهدة الأفلام في بيته عبر المنصات.
وكشفت المخرجة هناء العمير، عن أهم العوامل التي أدت لنهوض السينما السعودية، حيث قالت: «لقد بدأنا أولًا علي منصة يوتيوب من خلال شباب شغوف بالسينما، للحديث عن كتابة الأفلام وإقامة الورش، وهؤلاء الشغوفين مهدوا الطريق وصاروا روادًا، بعدما بزغ نجم العديد من المواهب الشابة».
وتحدثت عن الأدوات المتاحة لصناعة الأفلام، قائلة: «نعاني بعض الشئ، لكن هناك تعاون لتحقيق بنية تحتية قوية، لصناعة الأفلام نعمل عليها بشكل كبير».
وأشار المخرج محمد السلمان، إلى أن السعوديين كانوا شغوفين بالسينما، لكن التحول الرقمي في العالم ساعدنا كثيرًا، حيث ظهرت منصات عديدة عبر الانترنت ساهمت في خلق حالة من الإبداع، عبر محتويات لاحظنا تجاوب الجمهور معها، والآن لدينا العديد من البرامج وهيئات التمويل، وهو يعد جانبًا هامًا ومشجعًا.
وأكد المخرج محمد السلمان، أن هناك نجاح بالطبع في صناعة الأفلام، مشيدًا بـ«مهرجان البحر الأحمر» الذي صار يحتل مكانة بارزة علي الصعيد الخليجي والعربي، كما يعد نقطة إجتذاب مهمة لصناع الأفلام الدوليين، وقد سمح المهرجان بسماع أصوات لم تكن تجد من يسمعها، من صناع الأفلام السعوديين.
من جانبه حرص الفنان حسين فهمي، على الترحيب بهم في القاهرة قائلًا: «أهلًا بكم في مهرجان القاهرة، وعبر هذا الاجتماع الرائع نرحب بكم، ولدينا العديد من الاستديوهات في مصر، ونحن متواجدون دائمًا من أجل التعاون معكم».