سوليوود «خاص»
تستقبل صالات السينما السعودية قريبًا فيلم «Lamborghini: the man behind the legend لامبورجيني: الرجل الذي وقف خلف الأسطورة»، والذي يتناول في أجواءٍ درامية، السيرة الذاتية لرجل الأعمال الإيطالي الشهير «فيروتشيو لامبورجيني»، ورحلة صعوده إلى القمة في عالم السيارات، من خلال تأسيسه شركته الخاصة التي حملت اسمه.
من المقرر عرض الفيلم بالولايات المتحدة الأميركية في 18 نوفمبر الجاري، من بطولة «فرانك جريلو»، «غابريل بيرن»، «ميرا سورفينو»، «فورتوناتو تشيرلينو»، ومن تأليف وإخراج «بوبي موريسكو» الحائز على جائزة «الأوسكار»، وهو يستند الفيلم على القصة الرسمية التي كتبها ابنه «تونينو لامبورغيني».
من الجرارات إلى «لامبورجيني»
يتابع الفيلم حياة رجل الأعمال المبدع، من تصنيعه للجرارات إلى صناعة سيارة «لامبورغيني» الشهيرة، بفضل الحوار الشهير بين «فيروتشيو لامبورجيني» و«إنزو فيراري»، حينما اشتكى الأول من عيوب في سيارة «فيراري» التي يقتنيها، لكن مالك الشركة رد عليه باستهزاء وسخرية، مما حفّز صانع الجرارات إلى ضرب موعد مع المنافسة الشرسة، في مجال صناعة السيارات وبالأخص مع «فيراري».
وعندما يتعلق الأمر بشركات السيارات الشهيرة، فإن المنافسة الإيطالية تكون حاضرة بقوة بين «فيراري» و«لانشيا»، وبين «لامبورغيني» التي تأسست قبل 59 عامًا في عام 1963، وذلك بواسطة «فيروتشيو لامبورغيني» لينافس «فيراري»، التي سرعان ما أصبحت مرادفًا للسرعة والقوة، وأنتجت بعض السيارات المذهلة حقًا.
ولد «لامبورغيني» وسط مزارعي العنب في ريناتسو بإيطاليا، الذي كان ينجذب دائمًا للآلات الزراعية أكثر من انجذابه للزراعة نفسها، مما أدى إلى اهتمامه بالميكانيكا، وبالفعل قادته خبرته الميكانيكية إلى دخول أعمال صناعة الجرارات عام 1948، عندما أسس «لامبورغيني تراتوري» التي سرعان ما صارت من أهم الشركات المصنعة للمعدات الزراعية، في خضم الازدهار الاقتصادي لإيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1959، افتتح مصنع سخان زيت حراري «لامبورجيني بروسياتوري»، الذي دخل فيما بعد في خط صناعة وإنتاج معدات تكييف الهواء، وفي عام 1963 قام بتأسيس «أوتوموبيلي لامبورغيني»، وهو صانع للسيارات الرياضية الراقية في سانت أغاتا بولونييزي، ثم أسس بعدها شركة رابعة وهي «لامبورغيني أوليوديناميكا» عام 1969.
«لامبورغيني» يتحدى «فيراري»
يُظهر المقطع الدعائي للفيلم، عشاءًا متوترًا بين «لامبورغيني» وزوجته وهما يتجادلان حول الشؤون المالية، حيث كان «لامبورغيني» يسعى لابتكار سيارة أفضل من «فيراري»، لكن زوجته «أنيتا» كانت قلقة من أحلامه في منافسة أفضل سيارة فاخرة، وتعتبرها مجرد أحلام قد تدمر الشركة وتدمر عائلتها، لكن إصرار «لامبورغيني» على إثبات نفسه، كان يدفعه في مواصلة السعي لتحقيق حلمه، رغم تحذيرات «أنيتا» له من المخاطر المحتملة التي قد يجلبها إصراره.
على غرار العديد من أفلام السيرة الذاتية، يقدِّم الفيلم نظرة ثاقبة على حياة البطل، ثمّ يوثق تنافسه مع «فيراري» وكذلك حاجته إلى الكمال، كما يُظهر الفيلم أيضًا أهمية حب «لامبورغيني» وإعجابه بالثيران في قتال الماتادور، لذلك يعرض الفيلم لمحة عن حياة «فيروتشيو لامبورجيني» المبكرة، وعن نجاحه في إنتاج المعدات الزراعية مثل الجرارات التي حقق بها الكثير من المال، الذي استخدم بعضًا منه لشراء السيارات الرياضية في ذلك العصر.
ويقوم «غابرييل بيرن» بدور «إنزو فيراري»، ويُظهر المقطع الدعائي مواجهة بين «لامبورجيني» و«فيراري»، وهما ينقاشان إشكاليات أحدث نسخة من سيارة «فيراري»، لكن «إنزو» يرد بسخرية قائلًا إن المشكلة في السائق وليس في السيارة، كما أكد إنه في غنىً عن نصائح صانع جرارات بقوله: «عد إلى جراراتك».
كان «لامبورغيني» يصنع الجرارات في سنواته الأولى، ولم يكن يوجه انتباهه إلى السيارات حتى الستينيات، وبعد تعديله لسيارة «فيراري 250 جي تي» التي يمتلكها، مما جعل أدائها أفضل من أداء سيارات «فيراري».
يظهر المقطع الدعائي أيضًا، تصميم «لامبورغيني» على بناء سيارة جديدة يمكنه اصطحابها إلى معرض جنيف للسيارات، إذ يقول «لامبورغيني» في المقطع الدعائي: «الناس سيبحثون عن سيارة فيراري التالية، لكن ما سيجدونه هو سيارة لامبورغيني الأولى»، تضفي أحداث الفيلم مستوىً معين من الدراماتيكية، لكنه يظل ملتزمًا بكونه قائم على القصة الحقيقية.
يشير الفيلم إلى شعور «لامبورغيني» بعدم الرضا عن سيارات «فيراري»، حيث يقول لدى سؤاله عن سبب اعتقاده أن العالم بحاجة إلى صانع سيارات فاخرة آخر: «إنه الكمال الذي أسعى إليه».
سيطر «فيراري» فعليًا على مشهد السيارات عالية الأداء بإيطاليا في الستينيات من القرن الماضي، لذا فالمغامرة كبيرة بالنسبة لـ«لامبورغيني» كي يواجه «إنزو فيراري» وشركته، ويلمح المقطع الدعائي للفيلم إلى هذا الصراع.
وتظهر نهاية الفيلم، «لامبورغيني» وهو يرسم سيارة «ميورا» على منديل لسيدة شابة، ويسأل: «ماذا ترى؟» لتجيب: «سطور على منديل، ماذا ترى؟»، وينتهي المقطع بلقطة لـ«ميورا» الشهيرة في تلال إيطاليا.
شعبية «لامبورغيني»
«لامبورغيني» هي واحدة من صانعي السيارات القلائل، الذين يرتبطون عاطفيًا بالجماهير الأصغر سنًا، ويستغلون مشاعر المستهلك وأحاسيسه، حيث أصبح بعض رواد الأعمال الشباب مهووسين بشركة صناعة السيارات الإيطالية الفاخرة، لدرجة أنهم ابتكروا منتجات كاملة تعتمد على سيارات «لامبورغيني».
تقول «بلومبرج»: «إن بعض عشاق العملات الرقمية قاموا بإنشاء مواقع ويب، تحسب عدد عملات البيتكوين الإضافية التي تحتاجها لشراء سيارة لامبورغيني، وعند إضافة عبارة لامبو يظهر بشكل متكرر بعض الميمات والتغريدات ومنشورات Reddit، للمستخدمين الذين يتساءلون متى ستدفعهم مقتنياتهم المشفرة إلى حياة الرفاهية».
فيلم «فيراري».. في الطريق
في النهاية، إذا كان فيلم «Lamborghini: The Man Behind The Legend» لا يبدو جذابًا أو مقنعًا، فهناك فيلم سيرة ذاتية إيطالية أخر عن السيارات قيد الإعداد، وهو فيلم «فيراري» الذي يروي قصة «إنزو»، الذي يتحدث جزئيًا عن سباق ميل ميجليا عام 1957، الفيلم من بطولة «آدم درايفر»، ومن إخراج «مايكل مان»، ومن المنتظر عرضه عام 2023.