أحمد العياد
طلب الفنان والمخرج معن عبد الرحمن، من الجمهور السعودي منح فيلمه الجديد «جنون»، الذي شارك في بطولته وأخرجه مع شقيقه ياسر، الفرصة التي تمنح للأفلام الأجنبية بالصالات السينمائية بالسعودية، مؤكدًا على أن كل من يشاهد الفيلم لن يشعر بالندم.
وقال معن عبد الرحمن في حوار مع «سوليوود»، أن الفيلم هو نتاج ثلاث سنوات من العمل والتعب، حيث حرص مع فريق العمل على تقديم عمل سينمائي جيد، وهو ما جعله يشارك بالعديد من المهرجانات السينمائية قبل طرحه تجاريًا.. وإلى نص الحوار..
لمسنا إقبال على مشاهدة الفيلم بالصالات في الأيام الأولى من طرحه
عرض الفيلم بعدد من المهرجانات السينمائية حول العالم، وأخيراً وصل وأصبح لدى الجمهور السعودي فرصة لمشاهدته.. حدثنا عن هذه التجربة
ما يشاهده الجمهور في الصالات هو حصاد ثلاث سنوات من التعب، فكنت حريصًا مع ياسر والفريق على أن نقدم فيلم سينمائي متميز، يشارك في مهرجانات سينمائية عالمية، ويعرض في أكبر مهرجان سعودي وهو «مهرجان البحر الأحمر»، والحقيقة أن جولة الفيلم بالمهرجانات العالمية لمسنا فيها حب وإعجاب بالعمل من الجمهور والنقاد، وهو أمر يجعلنا نشعر بالفخر ومنحنا تحفيز معنوي مستمر، وأن المجهود الذي بذلناه حقق هدفه بالفعل، وأكثر ما أسعدنا هو حديث عدد من صناع الأفلام معنا، عن حماسهم لتقديم تجاربهم الخاصة بعد مشاهدتهم للفيلم، فهذا الأمر خلق لدينا شعور جميل جدًا.

ماذا عن توقعاتك لاستقبال الجمهور للفيلم بالصالات؟
نشعر بتفائل كبير، فمنذ طرح الفيلم يوم 27 أكتوبر والإقبال جيد، والعروض التي قدمت في البوليفارد قبلها بيوم كانت ممتلئة بالحضور، والحضور لم يكن من صناع الفيلم ولكن جمهور عادي قادم لمشاهدة الفيلم، أيضًا هناك إقبال لمسناه من الحجوزات على الفيلم بالصالات السينمائية التي تعرض الفيلم، فردود الفعل في مجملها إيجابية للغاية لكننا نريد مساعدة الناس في أن يمنحوا ثقتهم للفيلم السعودي، فإذا شاهدوه سينال إعجابهم، ما اقصده أن نحصل على فرصة في المشاهدة منهم مثلما يحدث مع الأفلام الأجنبية، ولا اعتقد أن هناك من سيشاهد «جنون» ويقول أنه اضاع أمواله أو أن الفيلم لم يعجبه، فقط نحتاج هذه الفرصة وبالتأكيد لن يشعر المشاهد بالندم.
التوفيق في اختيار فريق العمل جزء من النجاح، ولم ندخر جهد في تقديم أفضل شئ
هل تعتقد بأن تأخر طرح الفيلم بعد مشاركته في المهرجانات السينمائية سيكون له تأثير على إيرادته؟
الفيلم شارك بعدد من المهرجانات لجودته وللتسويق والإعداد الجيد للأمر، وهناك أفلام في هوليود يتم التنويه عنها قبل عام من عرضها في الصالات السينمائية، وهذه الفرصة لم ننالها لكن في الوقت نفسه تعدد المهرجانات التي شاركنا فيها، عرف الجمهور بأن هناك فيلم «جنون» يطوف المهرجانات، وهذا الأمر أفادنا من الناحية التسويقية.
كيف عملت على الجوانب التقنية في الفيلم خاصة وأنه ينتمي لنوعية أفلام الرعب، ونادرًا ما نجد هذه النوعية في السينما السعودية؟
عندما بدأنا العمل على الفيلم، قمنا بالبحث كيف تقوم أفلام هوليود بالعمل في هذه النوعية من الأعمال، وتحديدًا في «Found footage»، وهو أمر لم ندرسه من قبل بالرغم من دراستنا لصناعة الأفلام، لذا وضعنا ما تعلمناه في الجامعة جانبًا، وبدأنا نتحدث في طريقة العمل والتفكير في طريقة التغلب على تحديات الإنتاج، وتشاركنا أنا وياسر والمنتج وانواه روبير وفريق العمل حتى تسير الأمور بطريقة أفضل، وبفضل التعاون بين طاقم العمل بالكامل استطعنا أن نصل للنتيجة التي يشاهدها الجمهور في السينما، وجزء من تميز العمل أننا توفقنا في اختيار طاقم العمل التقني، خاصة وأنه بخلاف موهبتهم المتميزة، كان لديهم القدرة على التجريب والاختبار للوصول لأفضل نتيجة وهذا الأمر مهم، فقد كنا نقوم بتنفيذ طريقة معينة ونعود لمشاهدتها بعد فترة لتحديد ما إذا كانت ملائمة أم لا، بالإضافة إلى أننا اختبرنا أمور عدة خلال التحضير بعضها نجحنا فيه والبعض الآخر لم ينجح، وكنا نستطلع الآراء فيما نقوم به خلال التصوير.
جزء آخر من الصعوبة مرتبط بالـ«Found footage»، والذي يكون أمر غير مألوف بالنسبة لصناع الأفلام، فعندما تذهب إليهم حتى لو كانوا أجانب، فتجدهم يقدمونه للمرة الأولى وكذلك الممثلين أيضًا، فأنت تقدم المشهد كأنه على المسرح من دون قطع لذا لابد من أن تعيش اللحظة.
وبالنسبة للتصوير؟
العمل مصور من زوايتين، فنحن استخدمنا كاميرتين تصور شخصية «خالد» وشخصية «عصام» بخلاف الكاميرات الموزعة بالمنزل، لذا عندما كنا نصور المشهد مرة واحدة كان لابد أن نعيد تصويره بنفس التفاصيل من الزاوية الأخرى، وكان لابد أن يكون هناك تقارب في الحركة والكلام، وهذا الأمر أصعب بكثير لأن هناك حركة عشوائية للكاميرا، وهو أمر يعتبر بمثابة تحدي بالنسبة لفريق العمل بالكامل.

لدي عدة مشاريع جديدة متنوعة، لكن لم احسم القادم بشكل نهائي حتى الآن
ماذا عن مشاريعك القادمة؟
اعمل في الوقت الحالي مع ياسر وطلحة وعمرو، على عدة مشاريع تحديدًا أكثر من 4 أعمال جديدة، ثمة أعمال من كتابتهم ولدينا نسخ جاهزة بالفعل من الأعمال، وهناك أعمال تقدمنا بها في «مهرجان البحر الأحمر»، وحصلنا على منح للدعم والتطوير، وهناك أعمال آخرى نقدمها لشركات آخرى في السعودية وخارجها، وعندما ننتهي من متابعة عرض فيلم «جنون»، سنكون حددنا ما سنعمل عليه أولًا على أرض الواقع، خاصة مع تعدد المشاريع وحماسنا الشديد.
لا اعتبر نفسي كاتب ولكن لدي أفكار أرغب في تقديمها على الشاشة
هل يمكن أن تخرج عمل ليس من كتابتك؟
فيلم «جنون» لا يعتبر من كتابتي، لكني جئت بالفكرة والقصة وتولي مروان وبدر كتابتها، فنحن منفتحين من هذه الناحية ونؤمن أن لكل شخص مهمة يمكن أن يقدمها بنجاح، ولست اعتبر نفسي كاتب ولكن استطع القول بأن لدي قدرة على تقديم قصة جيدة، واعرف حدودي جيداً واتمنى أن أجد في يوم من الأيام الكاتب الذي نقدم أعمالنا باستمرار سويًا، حتى أُخرج ما لدي من أفكار.