أحمد العياد
آخر الإنتاجات السينمائية المصرية الفيلم الجديد “فضل ونعمة” من بطولة هند صبري وماجد الكدواني، ومن كتابة أيمن وتار، وإخراج رامي إمام.
إن أول ساعات الإعلان عن الفيلم، وفكرة مشاهد ثنائية تجمع ما بين ماجد الكدواني وهند صبري، مغرية جدًا للمشاهدين وتحمل توقعات عالية.
تفاءل الجميع بفيلم سينمائي مميز، مختلف وناجح، خاصة مع تألق الكدواني في السنوات الأخيرة في مختلف الأدوار، سواء كان كوميديًا أو دراميًا، إضافة إلى التألق الدائم لهند صبري في الأعمال الكوميدية، على الرغم من قلتها.
الفيلم عن زوج وزوجة لديهما ولد وبنت، ويسعيان للمشاركة في مسابقة طبخ من أجل الحصول على جائزة ثمينة، في محاولة منهما لإنجاح مشروعهما مطعم “فضل ونعمة” وتسديد الديون، لكنهما يتورطان مع عصابة لتجارة المخدرات.
أكثر ما يخشاه صنّاع الأفلام الكوميدية أن يقعوا في فخ الاستظراف أو استجداء الضحك من المشاهدين، وهذا ما وقع فيه الفيلم في أحيان كثيرة، خصوصًا في تكرار بعض الإفيهات أو بعض المشاهد المصنوعة بتساهل كبير.
يؤخذ على الفيلم عدم استئثار الأبطال (هند وماجد) بمشاهد الضحك إطلاقًا، بل كان هناك العديد من الفنانين الذين شكلوا إضافة مهمة في الفيلم، خاصة الفنان محمد رضوان في دور الضابط المتقاعد، فكانت مشاهده كفيلة بجلب الضحك بتلقائية وسهولة دون أدنى مجال للتصنع، إضافة إلى وجود الكوميدي الشاب القادم بقوة طه دسوقي.
أحد أهم الإضافات وضيوف الشرف في الفيلم، هو النجم محمد ممدوح، الذي كان مميزًا بحضوره وتفاعله، فأعطى حيوية للفيلم بشكل أكبر. ويبدو أن ممدوح استساغ حب الظهور الكوميدي السينمائي، فهذا هو الظهور الكوميدي الآخر له هذا العام بعد فيلم “تسليم أهالي”، وفي كلا الفيلمين كان فارقًا ومميزًا.
الفيلم شهد عودة المخرج رامي إمام للسينما بعد غياب طويل. ورامي، وهو الخبير بالكوميديا، والذي لم يقدم تقريبًا سواها طوال مسيرته السينمائية والتلفزيونية، له العديد من الأعمال المميزة بعيدًا عن والده عادل إمام كفيلم “غبي منه فيه”، و”بوحة”، ومسلسل “أنا عايزة أتجوز”.
لكن السؤال: هل كانت عودة رامي إمام على قدر التوقعات؟ هي ليست مميزة وليست ضعيفة. في رأيي كانت عودته مهمة خاصة في وسط يقل فيه المخرجون المتخصصون في الكوميديا؛ لذا عودته تعيد التوازن وتبث روحًا جديدة في السينما المصرية.
ختامًا.. لفت نظري في بوستر الفيلم وجود عبارة “من منتجين وقفة رجالة” قبل عنوان الفيلم. أي أن الهدف الأساسي من العمل هو تحقيق نجاح جماهيري كبير مشابه لنجاح فيلم “وقفة رجالة”. النجاح المستمر حتى الآن بوجوده في أعلى المشاهدات في المنصات الرقمية.
ولكن السؤال: هل نجح الفيلم في تحقيق ذلك، أو تكرار نجاح ذلك؟
الحديث ربما مبكر بعض الشيء، لكن لا شيء يوحي بتكرار ذلك النجاح الكبير.
الفيلم لطيف، وعائلي، ومناسب للخروج نهاية الأسبوع، لكن لا أظن أنه سيخلد في ذاكرة محبي السينما، ومحبي أبطال الفيلم هند صبري وماجد الكدواني.