د. خالد الخضري
الحديث عن الدراما السعودية يطول، وربما في حوارنا مع السيناريست الأردني نبيل الشوملي صاحب التجربة الكبيرة في هذا المجال إشارة إلى ذلك، حيث اعتبر أن الدراما السعودية تركز على الكم على حساب الكيف.
هذا ملمح مهم في الموضوع، لكوننا خطونا خطوات مهمة، وتقدمنا في هذا الجانب بشكل لافت، بالذات فيما يخص صناعة الدراما، وهو عكس تماماً واقع صناعة السينما الذي يحتاج إلى وقت أكبر، حيث أصبح لدينا فنانون صنفوا من الصف الأول منذ عقود، واليوم على مستوى الشباب هناك نجوم لمعوا وظهروا بشكل قوي، وهم قادرون على المنافسة عربياً وعالمياً، وحتى على مستوى الإخراج والإنتاج عموماً، نمتلك قدرات كبيرة في هذا الجانب، لكن يبقى السؤال عن النص، وهم المهم في نظري.
إن الإنتاج الدرامي وحتى السينما يبدأ خطوته الأولى من النص، وهنا المحك المهم، حيث إننا لازلنا بحاجة إلى نص، ونص مميز، قادر على تقديم الدراما السعودية بشكل صحيح، ويحمل الرسائل التي يمكن أن تسهم في خدمة الإنسان والمقيم على هذه الطيبة، ويكون قادراً على تقديم البيئة السعودية بشكلها الصحيح، وليس مقتبساً أو متأثراً من بيئات عربية أخرى، وهو ربما ما أشرنا إليه في مقال سابق.
البيئة السعودية تتميز عن غيرها بأمور كثيرة، يمكن أن يلخص أهمها، بأننا مجتمع طيبة، معطاء، كريم، وهذه ميزات، ولو اعتبرها البعض أنها عيوب، ولا يمكن أن يحمل الأخ السلاح – على سبيل المثال – في وجه أخيه، أو أن يكون السلاح مشاعاً بين المواطنين من أي فئة كانوا، كما نشاهده اليوم يقدم في مسلسلات سعودية، يتم إنتاجها على أنها سعودية باللهجة فقط، وبممثلين سعوديين، لكن القصة، والحكاية عموماً لا تمت لمجتمعنا بصلة على الإطلاق، وهذا مثال بسيط، وربما هناك أمثلة كثيرة من مشاهد تقدم بعيدة الصلة بالمجتمع، لا يتسع الوقت لرصدها خلال هذا المقال.
نتمنى أن يأتي الوقت الذي يكون هناك أعمال يكتبها كتاب سعوديون قادرون على تقديم المجتمع، وتقديم رسائل له تخدم الوطن وإنسانه بشكل صحيح، والكتاب السعوديون هم كثر ولله الحمد، لكن المشكلة في الشللية، وعدم إتاحة الفرصة من قبل المنتجين سوى لعدد محدود من الكتاب نظراً للمصالح المشتركة.
المصدر: الرياض