سوليوود «خاص»
تستقبل صالات السينما في المملكة العربية السعودية، الخميس المقبل 13 أكتوبر، فيلم الدراما الأميركي «The Good House»، المقتبس من رواية تحمل نفس الاسم بقلم «آن ليري».
الفيلم الذي أخرجه «مايا فوربس» و«والي وولودارسكي»، يعرض خليطًا من الكوميديا والدراما من بطولة الأوسكاريين «سيغورني ويفر» و«كيفين كلاين»، ويعرض في السينما السعودية بتصنيف «R15»، فلا يسمح بمشاهدة المحتوى لمن هم تحت 15 سنة.
استنادًا إلى الرواية الأكثر مبيعًا، فإن «The Good House» متعدد الأوجه لصورة امرأة فخورة بنفسها، ومرنة في حياتها، لا تفكر في طلب المساعدة، والتي لن تتغير حياتها حتى تقوم بذلك.
«هيلدي جود»، الشخصية التي تلعبها «سيغورني ويفر»، كانت ذات يوم من أكثر سماسرة العقارات شهرة في «ويندوفر»، لكنها مرت بأوقات عصيبة بعد طلاقها وإصرار عائلتها على خضوعها لإعادة التأهيل بسبب إدمان الكحول، في حين تقوم مساعدتها السابقة «ويندي» بسرقة عملائها أثناء إعادة تأهيلها، مما زاد من مشاكلها.
«هيلدي».. ساخرة وحكيمة ومتناقضة
شخصية «هيلدي» ساخرة وحكيمة، وأحيانًا تآمرية ومتناقضة بشكل متزايد، حيث تظهر في أنحاء مدينة نيو إنجلاند الساحرة (والخيالية) في «ويندوفر»، بعدما كانت أشهر وكيل عقارات بالمنطقة لعقود، لكن كل هذا يتغير مع دخول العائلات الأثرياء الجدد من بوسطن المجاورة.
يبدأ الصراع عندما تظهر «هيلدي» كيف أن عائلتها كانت عنصرًا أساسيًا في «ويندوفر» لعدة قرون، يعود تاريخها إلى زمن «ساحرات سالم». الآن مطلقة، ونادرًا ما تكون على اتصال ببناتها البالغات، لذلك تكافح هيلدي لتحديد هويتها.
مشاهدة «هيلدي» وهي تحاول إبقاء جميع الكرات في الهواء هي مصدر للفكاهة والتوتر في نفس الوقت، حيث يتسع التباين بين هويتها ومَنْ تتظاهر باستمرار، فهي تخسر عملاء وتتفادى المكالمات الهاتفية من وكيل «رينج روفر»، وتطلب دفع إيجارها. وفي وقت قصير، تتحول من النبيذ إلى الفودكا لمساعدتها على التأقلم؛ هذا كل شيء بشري وحقيقي، وتلعبه «ويفر» ببراعة وتوقيت هزلي رائع.
لكن مصدر الاستقرار الوحيد في حياتها يأتي من فرانك جيتشل (كلاين)، صديق المدرسة الثانوية وحبها الأول، فهو المقاول الماهر في المدينة، بيد أنَّ مظهره الأشعث وسلوكه الواقعي لن يوحي أبدًا بأنه أغنى رجل في المنطقة. إن تأثراتهم المترددة تجاه إحياء علاقتهما الرومانسية مسلية ولطيفة، وهو نوع من العلاقة التي لم يعد بإمكان الجماهير الأكبر سنًا رؤيتها بشكل كافٍ في الأفلام بعد الآن.
ثنائية «سيغورني ويفر» و«كيفين كلاين»
بعد مشاركتهما في بطولة مقابل بعضهما البعض في التسعينيات في فيلمي «Dave» و«The Ice Storm»، تمتعت «سيغورني ويفر» و«كيفين كلاين» براحة دافئة وسهلة في صحبة الآخر، بالإضافة إلى عاطفة مزعجة، إنه مثل ارتداء سترة صوفية قديمة مفضلة لديك.
بصفتها سليل «ساحرات سالم»، من المفترض أن «هيلدي» لديها القدرة على قراءة الناس، وهي تفعل ذلك بشكل مقنع في عدة مناسبات. مع ماضيها المعقد، لم تواجه الواقع وتم تعليمها ألا تطلب أبدًا المساعدة للتعامل مع الأسرار المدفونة منذ فترة طويلة والمشاكل الحالية.
عندما تتواصل المآسي تنهار وتختار العودة لإعادة التأهيل مرة أخرى، معترفة هذه المرة بأن لديها مشكلة.
يعد فرانك، صديقها الطيب، بانتظارها؛ لكنها في النهاية تستنتج أنها تستقل سفينة دوارة من العاطفة، ولذلك تسعى جاهدة للعثور على «هيلدي 2» أفضل من النسخة الأصلية.
تروي «هيلدي» القصة من خلال الابتعاد عن الشخصيات الأخرى في بعض الأحيان والتحدث مباشرة إلى الكاميرا، وهو أداء فعَّال في هذا الفيلم، وتعرض «ويفر» كل نقاط القوة والضعف في شخصيتها.
كوميديا سوداء
يقدم «The Good House»، لحظات مضحكة، لكنه مؤثر أيضًا؛ لأنه يُظهر المسار المحفوف بالمخاطر الذي تسلكه «هيلدي» وهي تواصل الشرب سرًا. ولكن بفضل تمثيل «ويفر» وعمل المخرجين «مايا فوربس» و«والاس وولودارسكي»، ينجذب المشاهدون لـ«هيلدي» ليدركوا بطريقة ما أنها بحاجة إلى المساعدة للتوقف عن الشرب.
يضم الفيلم طاقمًا جيدًا، ومنهم «مورينا بكارين» في دور صديقة «هيلدي»، و«روب ديلاني» في دور الطبيب النفسي «بيتر نيوبولد»، و«ديفيد راش» في دور زوج «هيلدي» السابق، و«سكوت وبيفرلي» في دور مامي لانج.
ويستفيد «The Good House» أيضًا من روايته بشكل مباشر، فهو يقدم قصة جيدة ببداية ووسط ونهاية محددة جدًا، حيث ركز صناع الفيلم على تطور الشخصيات دراميًا.