سوليوود «خاص»
تعرض صالات السينما في المملكة العربية السعودية، الفيلم الأسطوري «Leon : The Professional»، وهو من بطولة جان رينو، وغاري أولدمان، والظهور الأول للممثلة ناتالي بورتمان، ويعتبر واحدًا من أجمل أفلام العصابات في تسعينيات القرن الماضي.
الفيلم من كتابة وإخراج لوك بيسون، وتدور أحداثه حول فتاة صغيرة تدعى «ماتيلدا»، 12 عامًا، تعيش في نيويورك مع عائلتها، ولا تعلم أن والدها يقوم بتجارة المخدرات، لحساب رجلِ شرطةٍ فاسد، وبينما كانت تتسوق مع عائلتها، تقرر إحدى العصابات تصفية أسرتها بالكامل. تنجو «ماتيلدا»، وتختبئ في منزل جارها «ليون»، 18 عامًا، الذي يعمل قاتلاً محترفًا، والذي يجد نفسه مسؤولاً عنها، وعن حمايتها، فيبدأ بتعليمها فنون القتال، وتشاركه لاحقًا في أعمال التصفية والقتل التي يمارسها، إلا أنها لا تتخلى أبدًا عن هدفها، وهو الانتقام من ضابط الشرطة الفاسد «ستان» الذي قتل عائلتها.
رحلة «ليون» و«ماتيلدا»
الحبكة الدرامية للفيلم تشير إلى أن شخصية «ماتيلدا» معقدة جدًا، إذ كان والدها وزوجته يضربانها ويعاملانها بقسوة شديدة هي وأختها الكبرى؛ لذلك لم تكن مهتمة لموتهم، لكنها لم تتحمل فكرة أن الضباط الفاسدين قد قتلوا أخاها الصغير صاحب الأربع السنوات، لذلك لم تفارقها فكرة الانتقام.
مع توالي الأحداث يصبح «ليون» متورطًا مع ضباط الشرطة الفاسدين الذين يبدؤون بملاحقته، فيبدأ رحلته بالتخفي هو و«ماتيلدا»، التي تشاركه عمليات التصفية، قبل أن تقع في حب «ليون» الذي تجد فيه الشخص المناسب لتخليصها من المعاناة التي تعيشها، فيتبادلان المشاعر.
وعندما حاولت الثأر لعائلتها ووقعت في قبضة الشرطة، ساعدها «ليون» على الهروب، لكنه يموت في النهاية بعد أن يفجر نفسه ويفجر العمارة. تبقى «ماتيلدا» وحيدة ويرفض «توني» الذي كان «ليون» يعمل قاتلاً مأجورًا لديه أن يسلمها المبلغ المالي الذي كان «ليون» يحتفظ به لأجلها؛ لذا يتم إدخالها دارًا لرعاية اليتيمات وفتيات الأحداث. وينتهي الفيلم بمشهد للفتاة وهي تخرج نبتة ليون المفضلة التي كان يعتني بها دائمًا من آنيتها وتغرسها في حديقة الدار، معلنة أنها لن تنساه إلى الأبد.
أول تجربة سينمائية لـ«ناتالي بورتمان»
فيلم «Leon: The Professional» هو أول تجربة سينمائية لناتالي بورتمان، حيث أظهرت للعالم أنها تتمتع بموهبة عالية جدًا في التمثيل. بعد نجاح هذا الفيلم، لعبت بورتمان أدوارًا مختلفة واحدة تلو الأخرى بأفضل طريقة ممكنة لخلق حياة مهنية رائعة لنفسها.
بعد 27 عامًا على إصداره، لا يزال الفيلم يحظى بإعجاب المشاهدين، ويثير أقلام النقاد، تحليلاً للمحتوى وإبرازًا لمواطن القوة التي جعلته أحد أفضل الأفلام وأكثرها ديمومة في تاريخ السينما، وصمد من نواحٍ عديدة أمام اختبار الزمن.
وأنفقت شركة الإنتاج 15 مليون دولار على الفيلم، الذي حقق إيرادات بقيمة 46.1 مليون دولار على مستوى العالم، وجرى كتابة السيناريو في 30 يومًا فقط، وأكمل عملية التصوير في 90 يومًا.
دور معقد.. وعقبة عائلة «ماتيلدا»
من الواضح أن دور «ماتيلدا» معقد جدًا بالنسبة لفتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، إذ لا يتعين عليها التعامل مع مقتل عائلتها فحسب، بل أيضًا التعامل مع مشاعر فتاة مراهقة لرجل. في الفيلم الوثائقي «Starring Young» حول دورها في الفيلم، ذكرت ناتالي بورتمان أنه في ذلك الوقت، لم توافق عائلتها على مشاركتها.
في هذا الفيلم الوثائقي، قدمت بورتمان تفسيرات مثيرة للاهتمام حول وجودها في هذا الفيلم، وقالت: «بعد قراءة السيناريو، اندفعت الدموع من عيني. في ذلك الوقت، تأثرت كثيرًا بشخصية (ماتيلدا)، لكن من ناحية أخرى، لم توافق عائلتي على مشاركتي في هذا الفيلم. لقد اعتقدوا أن شخصية ماتيلدا لم تكن مناسبة على الإطلاق لفتاة في ذلك العمر. أخبرتهم أن هذه أفضل قصة قرأتها على الإطلاق. إذا لم تدعني أشارك في هذا الفيلم فسوف تدمر حياتي. لقد قاتلت حرفيًا مع عائلتي لأكون في هذا الفيلم ولا يمكنني وصف مدى سعادتي لأنني تمكنت من أن أكون في هذا الفيلم».
فندق تشيلسي.. مسرح الأحداث
هل تتذكرون المكان الذي أقام فيه «ماتيلدا وليون»؟ للوهلة الأولى، بدا مكان إقامتهما وكأنه مكان اجتماع للمجرمين أكثر من كونه فندقًا وإقامة للأشخاص العاديين. هذا بسبب التصميم الداخلي لهذا المكان، ومحل إقامة الشخصيات الرئيسية في الفيلم هو في الواقع أحد أكثر الأماكن التاريخية والرمزية في مدينة نيويورك، وهو فندق تشيلسي، حيث جرى تصوير التسلسلات المتعلقة بشقة «ماتيلدا وليون»، له تاريخ ثري جدًا وقد استضاف العديد من الأشخاص والقصص المثيرة للاهتمام.
قبل سنوات، اعتاد «ألين جينسبيرج وغريغوري كورسو»، الشعراء الأميركيون البارزون، الالتقاء في هذا الفندق للحديث عن الشعر والفلسفة، وعُثر في هذا الفندق على جثة «نانسي سبونجن»، زوجة عازف الجيتار الأميركي «سيد فيش»، مما أدى إلى اعتقال فيش.
وكتب «آرثر جيه كلارك» سيناريو الفيلم الدائم 2001A Space Odyssey في غرف هذا الفندق. أيضًا، ذكر مشاهير مثل: «بوب ديلان وجانيس جوبلين وتشارلز بوكوفسكي وتوم ويتس وباتي سميث وليونارد كوهين وإيجي بوب»، أن هذا المكان هو أفضل فندق في نيويورك، وقالوا إن هذا المكان ينقل تمامًا الشعور بأنك في منزلك.
بينما جرى تصوير فيلم «Leon: The Professional» في مدينتي نيويورك وباريس، صرح «لوك بيسون» أن هذا الفيلم يعتبر أحد أفلام نيويورك، وتعتبر هذه المدينة الكبيرة المصدر الرئيسي للإلهام لتصوير قصة هذا الفيلم. في مقابلة، قال عن هذا: «عندما نتحدث عن فيلم Professional Leon، فإن المدينة الوحيدة التي تتبادر إلى ذهني هي بلا شك مدينة نيويورك. ستكون هذه المدينة، بالنسبة لي على الأقل، المدينة الأكثر راحة في العالم، سواء للعيش، أو لتصوير القصص المختلفة».
سرُّ مستخلص النعناع لإبكاء «ناتالي بورتمان»
في بعض متواليات فيلم «Leon: The Professional»، كان على شخصية «ماتيلدا»، التي لعبت دورها «ناتالي بورتمان»، إظهار مشاعرها بالبكاء، لكن الممثلة كانت تعاني من مشكلة في البكاء ولم تستطع فعل ذلك بسهولة. في المشهد الذي أدركت فيه «ماتيلدا» أن عائلتها كلها قد قُتلت، حاولت عدة مرات أن تبكي لكنها فشلت، وقتها ذهب «لوك بيسون» إليها بحل غريب ومؤلم ولكنه فعال، حيث وضع بضع قطرات من مستخلص النعناع في عيونها ليجعل عينيها تبدوان حمراوين قليلاً بالإضافة إلى البكاء بسهولة.
في المرة الأولى التي قام فيها «بيسون» بذلك، بكت «بورتمان» بسهولة شديدة من حرق عينيها، وجرى التقاط هذا التسلسل بأفضل طريقة ممكنة. وهكذا، في كل تسلسل عندما واجهت هذه المشكلة، ذهب إليها لوك بيسون مع مستخلص النعناع. في مقابلة شيقة، قالت «بورتمان» مازحة إنها لا تحتاج إلى خلاصة النعناع في المشاهد التالية، وكان عليها فقط التفكير في الحرق والألم في عينيها؛ كان يمكن أن تبكي بنفس السهولة.
القبض على لص حقيقي
أثناء تصوير أحد متواليات الفيلم في الهواء الطلق، حيث وُجدت العديد من سيارات الشرطة مع قواتها، حدث شيء مثير للاهتمام. في نفس وقت التصوير بالضبط في الشارع الخلفي حيث جرى تصوير المشهد، اقتحم لص حقيقي متجرًا وحاول الهروب من ذلك المكان، وعندما وصل إلى الشارع حيث توجد قوات الشرطة في الفيلم، يعتقد أن كل هؤلاء رجال الشرطة قد تجمعوا لاعتقاله، حاول اللص الحقيقي الهروب من تلك المنطقة، لكنه رأى العديد من قوات الشرطة في الشارع، فقرر الاستسلام لهم.
حدث هذا بينما لم يكن لديه فكرة أن كل هؤلاء رجال الشرطة كانوا يدعمون ممثلين في فيلم يرتدون زي الشرطة. لكن الشيء المثير للاهتمام هو أن نفس الممثلين لم يعرفوا ماذا يفعلون حتى جرى القبض على اللص أخيرًا بوصول قوات شرطة حقيقية.
هل انتهت قصة «ليون» و«ماتيلدا»؟
بشأن ما إذا كان ثمة فرصة لإنتاج جزء آخر من الفيلم، قال لوك بيسون في مقابلة مع «The Guardian»: «لا يمكنك تخيل عدد الأشخاص الذين سألوني هذا السؤال اليوم. في كل مكان وفي كل مقابلة أشارك فيها، هذا السؤال من الأسئلة المتكررة. إذا كنت سأقوم بعمل تكملة لهذا الفيلم، كنت سأفعل ذلك منذ وقت طويل. لذا، من فضلك لا تسألني هذا السؤال مرة أخرى».
وفي مقابلة مع «Cinema Blend»، أعاد بيسون القول إن «ناتالي بورتمان هي الآن أم، وهي عجوز والآن فات الأوان لعمل تكملة لهذا الفيلم. إذا خطرت لي غدًا فكرة جيدة لعمل تكملة لهذا الفيلم، فلا تشك في أنني سأصنعه، لكنني لم أتوصل أبدًا إلى فكرة قوية وجذابة. ليس لدي أي نية لعمل تكملة لهذا الفيلم».