سوليوود «الرياض»
تستحوذ الأفلام الكوميدية على النصيب الأكبر، من اهتمام جمهور السينما في المملكة العربية السعودية، بفضل اقتناصها 60% من الأفلام الأكثر مبيعًا في شباك التذاكر، والتي تتنوع ما بين المحتوى المصري والأجنبي.
فمن بين الأفلام العشرة الأعلى إيرادات، جاءت 4 أفلام عربية جميعها كوميدية، من بينها فيلم “بحبك” الذي حقق رقمًا قياسيًا كأكثر الأفلام العربية مبيعًا في المملكة، بالإضافة إلى فيلمين أميركيين أكملا نصيب مبيعات الكوميديا في السينما السعودية.
أنفق رواد السينما السعودية 265 مليون ريال على الأفلام الكوميدية
والأفلام الأربعة المصرية هي: “بحبك”، و”وقفة رجالة”، و”من أجل زيكو”، و”عمهم”، والتي احتلت المراكز من الثالث حتى السادس في قائمة الأفلام الأكثر مبيعًا، بينما جاء فيلم الجريمة الكوميدي الأميركي “Cruella” في المركز التاسع، وجاء فيلم الرسوم المتحركة الكوميدي «Minions Rise Of Gru».
ومن خلال تحليل بيانات حصل عليه موقع «سوليوود»، فقد أنفق رواد السينما السعودية 265 مليونًا و248 ألفًا و559 ريالًا سعوديًا على الأفلام الكوميدية، بنسبة 54.2% من إجمالي نسبة الإنفاق على الأفلام العشرة الأكثر مبيعًا في شباك التذاكر.
حيث حقق الفليم المصري الرومانسي الكوميدي «بحبك»، إيرادات بلغت 58 مليونًا و758 ألفًا و347 ريالًا سعوديًا، يليه فيلم «وقفة رجالة» بإيرادات بلغت 58 مليونًا و631 ألفًا و656 ريالًا سعوديًا، يليهم فيلم «من أجل زيكو» بإيرادات بلغت 41 مليونًا و554 ألفًا و820 ريالًا سعوديًا، وأخيرًا فيلم «عمهم» بإيرادات بلغت 39 مليونًا و628 ألفًا و962 ريالًا سعوديًا.
وفي العام الماضي2021، تصدر قائمة الأفلام الأكثر مبيعًا في السعودية الفيلم المصري «وقفة رجالة»، محققًا أكثر من 10 أضعاف إيرادات الفيلم في مصر، بما يعادل 15 مليون دولار متفوقًا على أفلام هوليوودية، وفي عيد الفطر الماضي 2022، تصدر الفيلم الكوميدي المصري «واحد تاني» للنجم «أحمد حلمي» شباك التذاكر السعودي، وذلك بعد النجاح الذي حققه فيلم «مش أنا» للنجم المصري «تامر حسني».
مع الأخذ في الاعتبار، اختلاف اهتمامات الجمهور السعودي من منطقة لأخرى خاصة بالمناطق النائية، التي لا تزال تهتم بالأفلام العربية لاسيما المصرية بتنوعاتها على حساب أفلام هوليوود، لكن كثافة الإقبال الجماهيري على شباك التذاكر، هي التي تتحكم في مقياس توجهات رواد السينما السعودية.
يبقى الانطباع العام لجمهور السينما السعودية، متماشيًا مع الاهتمام العام لأغلب محبي المحتوى المرئي للباحثين عن البهجة، بغض النظر عن عمق القصة أو حبكتها الدرامية، وفي حين توفر العنصران فإن المحتوى يحقق رواجًا عالميًا.
ويمكن تصنيف توجهات الجمهور السعودي، ضمن محبي ما اصطُلح على تسميته «الأفلام المبهجة»، وهي أحد أكثر النماذج انتشارًا حول العالم خلال السنوات الأخيرة، ويعرفها المختصون بأنها: «تلك الأفلام التي تمنح المشاهدين شعورًا بالسعادة، بصرف النظر عما تقدمه قصة العمل الفني من عمق في الرواية أو التفاصيل.
الرومانسية الكوميدية
أما عن تحقيق الفيلم الرومانسي الكوميدي «بحبك» رقمًا قياسيا في سوق السينما السعودية، فيرجع إلى أن أغلب محبي أفلام البهجة يفضلون نوعية الرومانسية الكوميدية، وهو ما أظهرته دراسة معهد الأبحاث الألماني «ماكس بلانك للجماليات التجريبية»، عندما سأل الباحثون حوالي 450 مشاركًا عن الأفلام النموذجيةً التي تُشعر الجمهور بالبهجة والسعادة، وأجاب المشاركون بأنها الأفلام الرومانسية الكوميدية.
أما المختصون والنقاد، فإنهم عادة لا يصفقون إلا للأفلام ضد الأكثر جدية نظرًا إلى مزاياها الفنية، وأهميتها الاجتماعية والسياسية، ونهجها الفكري، وعمقها الأدبي، ومعالجتها الدرامية، وجودتها الإخراجية، بينما في المقابل لا يبحث الجمهور الراغب في الترويح عن النفس عن تلك التفاصيل الدقيقة، بل إنه ينتقي الأعمال التي يخطط لمشاهدتها عن طريق بطلها الكوميدي.
غزارة أجنبية وتفوق عربي
اللافت في الإحصائيات والأرقام، أن هناك استحواذًا متزايدًا للأفلام العربية على شباك التذاكر رغم قلة المعروض، وهو ما يشير إلى أن الجمهور السعودي لا يزال متعطشًا لهذه النوعية من الإنتاج، فمن بين 130 فيلمًا أميركيًا صعد إلى قائمة الأفلام الأكثر مبيعًا ستة أفلام فقط، وفي المقابل تواجد بالقائمة أربعة أفلام مصرية من بين 18 فيلمًا فقط، وذلك خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
الملاحظ أيضًا أن الأفلام العربية التي صعدت إلى قائمة الأفلام الأكثر مبيعًا جميعها كوميدية، في حين أن عادة ما تحتل أفلام الأكشن أو الأعمال التاريخية مكانة في شباك التذاكر المصري، بيد أن الجمهور السعودي يمتلك مذاقًا مختلفًا وهو يميل إلى نوعية الأكشن في الأجنبي، ويحصل على متعة المشاهدة المبهجة لدى المحتوى العربي.