سوليوود «خاص»
تفتح دور السينما السعودية أبوابها للمغامرة النسائية الفريدة، على مستوى الأداء التمثيلي والقصة المستوحاة من التاريخ، عندما تستقبل فيلم «The Woman King»، الخميس المقبل، الذي تقوم ببطولته الممثلة الأميركية الشهيرة فيولا ديفيس.
ملحمة تاريخية مثيرة
«The Woman King» (المرأة الملك) فيلم ملحمي تاريخي، يحكي قصة جيش من النساء دافعن عن مملكة داهومي في غرب إفريقيا من نهاية القرن السابع عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر، وهي وحدة عسكرية تسمى «محاربي أجوجي»، كانت واحدة من أولى الجيوش النسائية في التاريخ، وواحدة من أكثر الكتائب المخيفة والأكثر قدرة في العالم.
الجيش النسائي الذي سماه المراقبون الغربيون والمؤرخون «أمازونات داهومي»؛ بسبب تشابههن مع الأمازونيات الأسطورية في الأناضول القديمة والبحر الأسود، يعني فوجًا عسكريًا من كل الإناث في مملكة داهومي في جمهورية بنين الحالية.
ولذلك يستند العمل السينمائي إلى أحداث حقيقية، في محاولة لتتبع المصير الملحمي لهؤلاء النسوة والمملكة، وسرد تفاصيل التجهيز للمعركة ضد عدوهم الذي بدا مصممًا على تدمير أسلوب حياتهم، حيث كانت داهومي، في ذلك الوقت، إحدى أغنى ممالك العالم.
يحكي الفيلم، الذي تدور أحداثه في عام 1823م، عن ثقافة داهومي التي كانت تُقدِّر المرأة، إذ تمكنت النساء من الوصول إلى جميع مستويات السلطة: لواء الجيش، ومستشارين ماليين، وزعماء دينيين؛ حتى إن الملك منح لقب كبوجيتو (امرأة ملك) لسيدة.
وعُرض الفيلم لأول مرة في 16 سبتمبر الماضي، وهو من تأليف دانا ستيفينز، وإخراج جينا برنس- بيثوود، ويشارك البطولة بجانب فيولا ديفيس، كل من: ثوسو مبيدو، ولاشانا لينش، وزوزيبيني تونزي، وجون بويغا، وأدريان وارن، وهيرو فينيس تيفين.
قصة لا مثيل لها
الإثارة ليست فقط في أحداث الفيلم، بل بدأت عندما اكتشفت المنتجة ماريا بيلو، أثناء رحلة سفر عبر غرب إفريقيا، معلومات عن «محاربي أجوجي»، حيث كانت قصة هذا الجيش النسائي غير معروفة لعامة الناس حول العالم.
على الفور أرسلت ماريا بيلو كتابًا عن هؤلاء النسوة، مكتوبًا بالفرنسية، إلى المنتجة كاثي شولمان، وبدأت المنتجة البحث في الكتاب لمدة سبعة أشهر تقريبًا، محاولة تفسير الكلمات الفرنسية الوحيدة التي فهمتها، تقول إنها دُهشت عندما اكتشفت أن هذه كانت حلقة في التاريخ لم تسمع بها من قبلُ.
تقول رئيسة شركة TriStar Pictures المشاركة في إنتاج الفيلم، نيكول براون، إنها أدركت على الفور إمكانات الفيلم: «اكتشفت قصة حقيقية ورائعة وغير عادية، لم أسمع بها من قبل، وتتأرجح بين مشاهد الحركة الرائعة والعاطفة. السينما موجودة لتروي هذه الأنواع من القصص».
عرض غير متوقع
وخلال حفل توزيع جوائز Women Making History في عام 2015، عرضت المنتجتان ماريا بيلو وكاثي شولمان، على الممثلة فيولا ديفيس مشروع The Woman King في سياق غير متوقع.
تصف فيولا ديفيس هذه اللحظة بالمدهشة، وهي تتذكرها: «عندما صعدت ماريا إلى المنصة لتعطيني جائزتي، قالت: (سأقدم لك فيلمًا أنا متأكدة من الجميع سيرغب في رؤية فيولا ديفيس تلعب دورًا فيه)، حكت قصة أجوجي وداهومي، وبدأ الجميع يصفقون! هكذا اكتشفت أن هناك مادة مسرحية حقيقية».
التحضير والإثارة
كما يبدو أن الإثارة والتشويق ظلت ملازمة لكل تفاصيل إنتاج العمل، وليس فقط لحظة عرضه أمام الجمهور، إذ إن الممثلات – من أجل تجسيد أفضل للمحاربات القويات – خضعن لتدريب محدد، تحت إشراف منسق القتال دانيال هيرنانديز، وخبير التغذية ومدرب الممثلين الرئيسيين غابرييلا ماكلين؛ إذ أراد هيرنانديز أن تقوم الممثلات بـ90% من مشاهد القتال، وهو ما جعلهن يتدربن مرتين في اليوم، لستة أيام في الأسبوع.
تحدث فريق العمل لوسائل إعلام أمريكية عن أوقات التحضير للفيلم، وخضوعهن لتدريبات رفع أثقال، مع القليل من الراحة، والتدرب بشكل مكثف على فنون الدفاع عن النفس، وكذلك كمال الأجسام، وقوائم طعام صارمة، من خلال تناول خمس وجبات في اليوم، مع الكثير من البروتين وقليل من الكربوهيدرات.
سرُّ اللون الأحمر
تكتسي مشاهد الفيلم باللون الأحمر، هو اللون الرئيسي لمملكة داهومي، الأرض حمراء والجدران مصنوعة من الطوب اللبن (مصنوعة من التراب الممزوج بالقش، والمجفف في الشمس). يوضح مصمم الإنتاج أكين ماكنزي: «الأرض الحمراء مهمة: فهي عنصر مرئي وحسي فوري عندما تكون في مدينة أبومي. كان من المهم بالنسبة لنا أن نشعر به في عالمنا. نحن ندرك لمسة نابضة بالحياة تتناسب مع هذا الشعب وكونه».
هذه الأرض الحمراء، الخاصة بدولة بنين حاليًا، وهي مكونة للعمارة والطرق، غير موجودة كما هي في جنوب إفريقيا، التي جرى تصوير العمل فيها، لكن لحسن الحظ، اكتشف الإنتاج منجمًا بالقرب من كيب تاون، أنتج نفس لون الأرض تمامًا لأغراض التصوير.
من هي فيولا ديفيس؟
البطلة الرئيسية في الفيلم، فيولا ديفيس (Viola Davis)، هي ممثلة ومنتجة أفلام أمريكية الأصل، حصلت على جوائز: الأوسكار، وإيمي، وتوني مرتين. وحازت تصنيف مجلة التايم الأميركية كواحدة من المئة الأكثر تأثيرًا في العالم في عام 2012 وعام 2017.
وحقق الفيلم إيرادات وصلت إلى 46 مليونًا و713 ألف دولار في شباك التذاكر الأمريكي، خلال 17 يوم عرض فقط، وفق بيانات موقع (Box Office Mojo) اليوم الإثنين.