سوليوود «متابعات»
استعرض الناقد والباحث التونسي عبدالكريم قابوس، تاريخ السينما التونسية خلال وجوده ضيفًا على ندوة «مائة عام من السينما في تونس» التي أدارها الدكتور عبدالهادي خليل، ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في الرياض، حيث قام باستعراض تاريخ السينما التونسية بطريقة بانورامية، مشيرًا إلى أن تونس قبل دخول السينما كانت الاحتفالية والمشهدية مسيطرة في تونس، حيث كانت أقرب لحفلات شعبية دينية على الطريقة الصوفية.
وأوضح قابوس أنه بعد ذلك أتى الإخوة لومير كمصورين إلى تونس في عام 1869 وقاما بتصوير 11 فيلمًا عبارة عن صور استمرت مدته دقيقة وأرخت لتونس في ذلك الوقت، مشيرًا أنه بعد ذلك بدأ الرواد والقاعات، وبدأ الجمهور يحضر وذلك سنة 1908. وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى وقبيل الحرب العالمية الثانية كانت السينما التونسية مختصرة ومستمدة من شخصيات ألف ليلة وليلة، فكانت أشبه بالبحث عن الغرائبية في الأربعينيات الميلادية، مشيرًا إلى أن أول إرهاصات الفيلم التونسي كانت من خلال فيلم مجنون القيروان وهو أول فيلم يمثل به التونسيون وناطق بالعربية.
وأشار إلى أنه بعد ذلك عاشت تونس تحت الاحتلال، لكن رغم ذلك كانوا محتلين محبين للسينما استخدموها للبروباجندا على حد وصفه، موضحًا أنه في فترة الخمسينيات تم عرض فيلم «جحا» الذي شارك فيه الممثل المصري عمر الشريف، وكانت أول مشاركة للإيطالية كلاوديا كاردينالي، ثم تم تأسيس أول مجلة للنقد السينمائي وهي «مجلة الطاهر»، وخلال نفس العشرية تم إنشاء أول شركة للسينما التونسية للتوزيع والإنتاج.
وأكد قابوس أن الرئيس التونسي الراحل «الحبيب بورقيبة»، كان أشبه بملهم للمهتمين بالمجال السينمائي على مستوى الصورة والفرجة سواء بخطاباته وأداءاته والكاريزما الخاصة به، بالإضافة إلى دعمه للسينما، خاصة في فترة السبعينيات.
وذكر الناقد التونسي أن فترة الستينيات من القرن الماضي، كانت بداية الانطلاقة السينمائية التونسية. ففي عام 1962، بدأ أعضاء جمعية الشباب السينمائية يعلمون بعضهم البعض، ثم فيما بعد تحولت إلى جامعة الهواة السينمائيين. وفي عام 1964 كان أول مهرجان سينمائي عربي عبر مهرجان قليبية التونسي، الذي أراه أهم من مهرجان قرطاج السينمائي التونسي.
وخلال فترة السبعينيات كان هناك العديد من الأفلام المهمة كفيلم «وغدًا» الذي يعد أول اقتباس سينمائي من الأدب، إضافة إلى فيلم «العرس» الذي كان أشبه بتجربة سينمائية، وكذلك فيلم «سجنان» الذي يعد فاتحة للسينما الاجتماعية ويتحدث عن حركة العمال التونسية، مشددًا أنه فيما يخص الثمانينيات والتسعينيات كانت أشبه بعشرية للمرأة، فمعظم الأفلام كانت عن المرأة وقضاياها، مثل فيلم «عبور»، وفيلم «الهائمون،»، واستمرت هذه الحقبة حتى برز فيها العديد من المخرجات التونسيات، وكذلك النجمات كهند صبري في الفيلم الخالد «صمت القصور».
واختتم عبدالكريم قابوس أنه بعد ذلك استمرت الأفلام التونسية بعناوين مختلفة جدًا ومتنوعة، حتى جاءت فترة الثورة التونسية التي كانت معظم الأفلام منذ تلك اللحظة، تسير في موضوع الثورة وإرهاصاتها وما بعدها من قضايا حول ذلك الحدث الذي غير كثيرًا في السياسة حتى هذه اللحظة.