سوليوود «متابعات»
أكد المهندس عبدالله بن ناصر آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، أن تطوير المواهب المحلية هو أهم ركيزة بدأت بها الهيئة، منوهًا بأن التحدي كبير جدًا حتى تجد الكوادر المؤهلة للنهوض بصناعة مكتملة.
وأضاف خلال لقائه مع “بودكاست سقراط” على إذاعة ثمانية، أن جهود النهوض بالصناعة شملت افتتاح عدد من الجامعات السعودية لأقسام متخصصة في صناعة الأفلام. وعملت الهيئة على تقديم الدورات والورش، بالإضافة إلى الابتعاث الثقافي الذي تقدمه جهات عديدة ومنها وزارة الثقافة. كما تناول اللقاء جهود الهيئة في تحفيز الإنتاج المحلي للأفلام في السعودية، والدعم الذي تقدمه الهيئة لصنّاع الأفلام، وسبب الاهتمام وراء جذب الإنتاج العالمي للأفلام إلى السعودية، بالإضافة إلى الدعم غير المباشر لصناع الأفلام بعد الانتهاء من الفيلم، عن طريق مهرجان أفلام السعودية ومهرجان البحر الأحمر اللذين تدعمهما الهيئة بشكل رئيسي، ماديًا ولوجستيًا؛ لأنهما يدعمان القطاع بعرض الأفلام السعودية داخل المملكة وخارجها، كما حدث في مهرجان كان ومهرجان البندقية. وتطرق أيضًا إلى الهاجس الأكبر لدى صنّاع الأفلام، والإطار التنظيمي، وموضوع الرقابة.
شغف كبير
في بداية اللقاء، أكد “آل عياف” أن السينما تعد أحد التخصصات والقطاعات الثقافية القليلة التي لا تحتاج للتحدث مع الناس عن أهميتها أو تقنعهم بها. وأضاف أن القطاع كان يحظى بشغف كبير بين الناس واستهلاك كبير، لكن يعاني غيابًا تامًا كصناعة، وهو ما يكشف الوضع قبل انطلاق الرؤية وتأسيس هيئة الأفلام.
وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام أن دور الهيئة هو تنظيم قطاع قوي بكل ما يشمل من مراحل في دورة حياة الفيلم، بداية من استلهام الفكرة وكتابة النص، مرورًا بمرحلة التطوير والإنتاج والتصوير والتنفيذ، وصولاً إلى مراحل ما بعد الإنتاج والتوزيع والعرض والتسويق. وتابع: “كل ما يدخل في هذه الدورة هو مسؤولية هيئة الأفلام، والفيصل في النهاية هو هل: سيكون لدينا فيلم سعودي جيد بعد سنوات؟ وهل لدينا دورة اقتصادية جيدة؟”.
تأهيل الكوادر
شدد الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام على أن التحدي لا يزال كبيرًا جدًا في إيجاد الكوادر المؤهلة للقيام بصناعة مكتملة، ليس فقط بمصور أو كاتب أو مخرج، بل كل سلسلة القيمة. مضيفًا: “الآن نريد أن نطلق أفلامًا سعودية دولية، لهذا بنينا على ما تم تحقيقه في وقت سابق، وتغير الوضع اليوم. خلال السنوات الماضية زاد عدد الجامعات التي تدرس قطاع الأفلام بشكل مباشر باسم السينما أو جزء منها، أو باسم آخر مثل الإعلام لكنها تدرس الإخراج، إلى 5 جامعات، بالإضافة إلى عدد آخر في طريقه للانضمام”.
وأشار إلى أنه في هذا العام، مع انتهاء مخاطر جائحة كورونا، طورت الهيئة برامج الدورات والورش بشكل أكثر، ووصل عدد المتدربين إلى ما يقارب 965 متدربًا حصلوا على دورات تصل مدتها إلى أكثر من 5 أيام حضوريًا في مجالات متعددة من الكتابة، والإخراج، والتمثيل، والموسيقا، والإنتاج، بحضور صناع أفلام نالوا جوائز عالمية، ليس في الرياض وجدة فقط، بل أيضًا في أبها والعُلا وتبوك، وقريبًا في الأحساء.
دعم لوجستي
وحول قيام هيئة الأفلام بمساعدة صناع الأفلام كشف المهندس عبدالله آل عياف، عن قيام الهيئة بتذليل كافة الصعوبات في سبيل الحصول على التصاريح والمساعدة في اختيار مواقع التصوير. ووفرت الهيئة لصناع السينما والأفلام مكتبة بها مئات المواقع للتصوير وكيفية الوصول إليها. وتقوم الهيئة أيضًا بتسهيل أي صعوبات في دخول المعدات، وتقديم الدعم اللوجستي والاستشاري.
نظام واضح
وفيما يتعلق بالرقابة أشار إلى أن الرقابة يجب أن تكون واضحة إذا أردنا لقطاع الأفلام أن ينتعش ويزدهر، مضيفًا: لن تتمكن الهيئة من تحقيق النجاح في استراتيجيتها من دون إيضاح موضوع الرقابة، فالدول التي نجحت فيها الصناعة، كان لديها نظام واضح.