سوليوود «خاص»
يعد محمد التركي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، أحد أهم المؤثرين في مجال صناعة السينما والأفلام في السعودية، من خلال رئاسته للمهرجان الواعد، وحرصه على تقديم الدعم للمواهب الصاعدة في المملكة، وفتح التركي قلبه لـ«سوليوود» في هذا الحوار، إذ أكد أن المهرجان يعد من أهم الأذرع المحلّية التي تقدم الدعم التعليمي والتمويلي لصناعة الأفلام السعودية، من خلال برامجها المختلفة. كما تحدث عن عدد من المحاور الأخرى منها تمكين المرأة في السينما والتحديات التي واجهتهم في السابق، وغيرها من الأمور الهامة التي نعرضها لكم في الحوار التالي:
هناك جمهور عريض في المملكة للأفلام ذات الطبيعة الفنية والمستقلة
تمثل المرحلة الماضية البزوغ الأول للسينما السعودية باتجاه العالم.. كيف جذبت انتباه صناع الأفلام؟ وما هي الأسئلة التي تم طرحها منهم؟
يشعر صنّاع الأفلام السعوديين الآن بوجود مناخ حقيقي لصناعة الأفلام، مع تهيئة مؤسساتية ودعم واسع يذلل من الصعوبات التي واجهوها سابقًا. من أوائل الأسئلة التي كانت تتبادر إليهم: كيف يمكننا الحصول على الدعم لصناعة الأفلام؟ وكنَّا دائمًا ما نجيب أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي هو أحد أهم الأذرع المحلية التي تقدم الدعم التعليمي والتمويلي لصناعة الأفلام السعودية، من خلال برامجها الخاصة: معمل البحر الأحمر، وصندوق البحر الأحمر.
في قطاع جديد ناشئ، ما أبرز التحديات التي واجهتكم أثناء رحلة إطلاق مهرجان البحر الأحمر؟
تكمن أبرز التحديات التي واجهتنا سابقًا في توعية الجماهير بمفهوم مهرجان الأفلام الدولي، وطبيعة الأفلام التي يعرضها. لكننا تفاجأنا من نجاحنا، مثلما تفاجأنا من سرعة استيعاب الجماهير لطبيعة الأجواء الفنية والثقافية والترفيهية التي يتمتَّع بها مهرجاننا، وأسعدنا جدًا أن يكون ثمة جمهور عريض في المملكة للأفلام ذات الطبيعة الفنية والمستقلة كالتي تعرض في مهرجاننا.
إضافة إلى وجودك ككفاءة في هذا القطاع، تلعب دورًا آخر كملهمٍ وجد طريقه في السجادة الحمراء في هوليوود، مصنع الأفلام العظيمة، كيف كان الطريق؟ وبماذا تخبر الحالمين بقطعه؟
لم يكن طريقًا سهلاً بكلِّ تأكيد، بل كان مليئًا بالتحديات والصعوبات التي أفخر بأنني تجاوزتها، فلقد برزت في هوليوود بصفتي منتجًا سعوديًا، في وقت كانت الصناعة السعودية في طور النمو. وأقول للحالمين: على قدر الأحلام، تأتي النجاحات، لذا تجرؤوا على الحلم أولاً.
وُجِد مهرجان البحر الأحمر السينمائي خلال العديد من المهرجانات في عدد من الفعاليات والندوات، هل كانت هذه المشاركة على قدر ما تطمح إليه؟
نعم، كانت مشاركة إيجابية جدًا، بالنسبة لنا ولنجومنا ومواهبنا التي سافرت معنا وتألقت على السجّادة الحمراء. لقد كان حضورًا ملؤه التواصل الفعَّال، وتوسعة لشبكة التواصل، وربطًا مع المنتجين والممولين والموزعين والنجوم الدوليين. كما أننا قدَّمنا من خلال هذه النوافذ العالمية مهرجاننا في جدة، لنثبِّته في أذهان الجماهير والفاعلين في فضاء السينما العالمية، مما يدعوهم لحضوره.
فخورون بالحضور النسائي اللافت..
كيف ترى الحضور النسائي حتى الآن في صناعة السينما السعودية؟ وهل توجد برامج مخصصة لاستقطاب هذا العنصر؟
في دورتنا الأولى عرضنا 136 فيلمًا، كان للمخرجات النساء ما نصيبه 38% من إجمالي نسبة العرض. لذا، نحن فخورون بهذا الحضور النسائي اللافت، ونأمل أن تزيد هذه النسبة باستمرار. ومن أهم الفعاليات التي نفخر بها أيضًا هي فعالية: “تكريم المرأة في السينما”، التي تسلِّط الضوء على دور ومكانة المرأة في السينما، وراء وأمام الكاميرا، حيث كرَّمنا في دورتنا السابقة كلاً من المخرجة السعودية القديرة هيفاء المنصور، والأيقونة المصرية العربية ليلى علوي.
حدثنا عن الشرارة الأولى التي أدت لتعلقك بمجال السينما؟
لقد كانت الأفلام الكلاسيكية، وأفلام ديزني، وأفلام الكاوبوي، وسلسلة أفلام جيمس بوند، وغيرها، باعثة على إعجابي واهتمامي الشديد في صغري، منذ أشرطة الفيديو، إلى الأقراص الرقمية. وكان أحد مصادر تغذية هذا الشغف والدي أيضًا، الذي كان متابعًا نهمًا للأفلام.
نوافذ عالمية على مهرجان جدة.. ونجومنا تألقت على السجادة الحمراء
استقطبت الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر أكثر من 30 ألف مشاهد، و3155 من محترفي صناعة السينما والعالم.. إلى أين يصل طموحكم في الدورة التالية؟
طموحنا دائمًا حينما يتعلق الأمر بالأرقام، أن تزيد وتتضاعف. وإن كان اهتمامنا الأكبر ينصبُّ على الكيف لا الكمِّ. فنحن نطمح دائمًا أن نوفر تجربة سينمائية فنية وثقافية وترفيهية غنية لكلٍّ من الفاعلين في المجال، والجماهير أيضًا، ليكون مهرجاننا الملتقى الذي يجمع الفنانين والجماهير معًا، تحت سقف واحد.
بمسيرة مميزة في الإنتاج السينمائي، ومشاركات في أبرز المهرجانات العالمية، بتسعة أفلام خلال ثلاثة أعوام. مع اتجاهك إلى العمل التنفيذي في الصناعة، هل سنفتقد هذا الإنتاج الغزير؟
سأبقى دائمًا منتجًا سينمائيًا شغوفًا بصناعة وإنتاج الأفلام، ولكن لمَّا كانت مسيرتي المهنية أشبه بفصول كتاب، فإنني في الفصل الحالي أركِّز على دوري التنفيذي في الصناعة، الذي أستفيد من خلاله من خبرتي كمنتج أفلام؛ إذ إنني قد لا أنتج أفلامًا حاليًا بصفتي منتجًا، ولكنني أسعى لتمكين وتخصيب مناخ صناعة السينما، حتى يتمخَّض عن هذا المناخ المزيد من الأفلام.
في النهاية: بماذا تود إخبار قرَّاء سوليوود؟
أقول لقرَّاء سوليوود، من محبِّي وعشَّاق السينما، إن الجرأة على الأحلام، هي ما تصنع الأفلام. كما أشكركم على قراءة هذه المقابلة، وآمل أن تكونوا جميعًا ضيوفنا في الدورة القادمة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بتاريخ 1-10 ديسمبر، 2022.
