سوليوود «خاص»
عقدت هيئة الأفلام السعودية، يوم الثلاثاء الماضي، لقاء مفتوحًا بعنوان «مشهد النقد السينمائي في المملكة»، بمشاركة نخبة من النقاد والمهتمين بقطاع الأفلام في المملكة؛ للتحاور ومناقشة الأفكار والآراء حول النقد السينمائي، إلى جانب التواصل مع المهتمين، ومعرفة توجهاتهم واهتماماتهم النقدية.
وتناول اللقاء عددًا من المحاور الهامة، وهي: ماهية النقد السينمائي وتباين مردوده بالمقارنة مع النقد في الرواية والشعر، وأهمية النقد ووظائفه كأداة تنويرية وتوعوية للمجتمعات، والمنهجية السليمة والموضوعية للنقد التي تقود إلى إنتاج قراءة شمولية للعمل، والتأكيد على جدارة الفيلم للدخول في دائرة النقد مهمـا كان تصنيفه ما بين القصير والطويل، والتشديد على استمرارية الحركة النقدية باعتبارها تصب في مصلحة القطاع، وأخيرًا أهمية التعاطي المنهجي والرصين مع السينما العالمية من الناحية النقدية والتحليلية بأسلوب معاصر وفعال.
شهد اللقاء حضور العديد من الأسماء النقدية والعربية البارزة في المشهد النقدي السينمائي، وبلغ عدد الحضور 40 شخصًا، في حوار مليء بالنقاش البناء والتفاعل الكبير، وطُرح العديد من التساؤلات حول وجود البيئة النقدية وما تحتاج إليه لتكون بيئة صحية ومتطورة.
وحرص النقاد والمهتمون بصناعة السينما على إبداء رأيهم حول أهمية النقد السينمائي في المملكة، وطالبوا بضرورة منح الناقد الحرية الكاملة في النقد دون الخوف من تهميش المشهد السينمائي له أو رفضه، مشيرين إلى مدى أهمية إبداء الرأي النقدي الموضوعي بعيدًا عن المجاملات.
وأشار النقاد إلى أن رأي الناقد قد يتسبب في خسارة مالية لصانع الفيلم في حال تأثر المتلقي بهذا الرأي وواجه الفيلم تعثرًا في شباك التذاكر. كما ناقشوا إشكالية شخصنة الحالة النقدية التي تتسبب بها قلة المهنية لدى بعض النقاد وانعدام الخبرة، بالإضافة إلى التنويه لكون المشهد السينمائي السعودي ما زال ناشئًا وفي حاجة للتشجيع.
وحرص النقاد على الإشارة إلى أن دور الناقد يعد تنويريًا من الدرجة الأولى، وأنه لا بدَّ على صانع الفيلم تقبل هذا الرأي، مع التشديد على أن دور الناقد ليس دورًا تصويبيًا أو تقويميًا، بل هو عملية إبداعية وسيطة بالدرجة الأولى تسير جنبًا إلى جنب مع عملية صناعة الفيلم.
وفي الختام طُرح تساؤل حول الأسباب التي تحول دون عمل الجيل الشاب بالنقد وتوجههم نحو الإنتاج والإخراج وغيرها من مهام صناعة الفيلم.