سوليوود «متابعات»
ناقشت جلسة (الرواية السينمائية) من خلال ملتقى الأدباء الذي تنظمه أكاديمية الشعر العربي وهيئة الأدب والنشر والترجمة، السينما السعودية كيف تتأثر بالرواية، ضاربين مثال السينما المصرية والتي تأثرت بالرواية، وقدمت أفلاما كثيرة استنادا لأعمال روائية لمبدعين كبار، حينما أنتجت السينما المصرية عشرات الأفلام المأخوذة عن روايات، لشخصيات بارزة كمروان حامد، وأحمد مراد، ونجيب محفوظ، ويوسف السباعي، ومحمد عبد الحليم، وإحسان عبد القدوس وغيرهم.
وأكد الروائي المهندس بدر السماري أن السينما تشكل خيارا أكثر رغبة يقبل عليها الملتقي أكثر من الرواية، ولكن هي في شكلها أكثر كسلا، بينما أن القراءة فعل ذهني منشط للعقل، ووحدة القارئ من يصنع المشاهد والشخصيات في تخيل سردي، مطالبا السينمائي بالبحث عن حكايات ناضجة تمنحه فضاء وهوية محلية ينطلق بها إلى الفضاء العالمي.
وأوضح المهندس السماري أن السينما هي من تسعى إلى الرواية الجيدة وتشرع في تحويلها إلى نص سينمائي، وعلى الروائي أن يكون مخلصا في كتابة نصه السردي، ونحت المعمار الروائي، وعليه أن يظهر روايته في أبهى حلة، حيث سيبادر السينمائيون بالوصول إليه، وكتابة السيناريو تتطلب مهارات مختلفة وتقنيات مختلفة، مستذكرا في حديثه تجربته السينمائية في فيلم (ولد ملكًا) وقصته المستلهمة من التاريخ، والتي رأى صعوبة الأمر في بداية تحويلها إلى قصة سنيمائية ، موضحا تجربته في فيلم والذي عمل عليه لأكثر من عامين و نتج عنه 40 مسودة في مدة 20 شهرا مع المراجعات الدقيقة.
وأكد السماري خلال حديثه في جلسة ( الرواية السينمائية ) أن الشروط الإبداعية التي تتقاطع بين الرواية والسينما وهي وجود الحكاية، والشخصيات الناضجة العميقة في النص الروائي أو ثلاثية الأبعاد، والحبكة أو الأزمة أو الصراع في العمل والمشهدية الناضجة فنيا بحوارات ثرية، مؤكدا أن العلاقة بين فن الراوية والسينما هي علاقة تكاملية، ظهرت في كثير من الأعمال الروائية الخالدة.
وفي حديث آخر تساءل المشرف على لجنة السينما بالأحساء وعضو جمعية الأفلام بالسعودية الدكتور محمد البشير خلال الجلسة عن غياب وصلة وحلقة التعارف والتقارب بين صناع السينما والرواية السعودية، وفي رأيه أن هذه الحلقة المفقودة ستصنع مستقبلا شراكة وصداقة ثنائية للرواية والسينما السعودية، مثل ثنائية مروان حامد وأحمد مراد، وما بين أحمد نجيب وصلاح أبو سيف، صنعت منها مشاريع مختلفة بشكل غير مباشر، وهذه الثنائيات – بمشيئة لله – ستظهر موجة جديدة للأفلام السعودية، وحضورها على خارطة الإنتاج المحلي.
وأضاف الدكتور البشير أن السينما السعودية طارئة وناشئة، وحركة السينمائيين سابقا كانت بجهود فردية، وبمبادرات وأدوات يسيره، يصنعون عليها منجزاتهم، والآن نحن أمام تجارب جديدة في المملكة، وسينما حديثه وحسب التتبع للأفلام السعودية نرى تجربتين تستحقان التأمل، البرنامج الكرتوني السعودي على يوتيوب ( مسامير) وفيلم شمس المعارف، مؤكدا أن الرواية والقصة والقصيدة كلها أدوات تستطيع أن توظفها السينما السعودية، مطالبا في تقديم العديد من المبادرات الخلاقة مثل جائزة غازي القصيبي المختصة في تحويل الرواية إلى سكربت.
من جهة أخرى تساءلت الدكتورة لطيفة العدواني من جامعة الطائف عن أزمة في الرواية التاريخية السعودية، ورغم أن التاريخ ملئ بالقصص والبطولات الشعبية السعودية، مؤكدة أن المؤرخ مساعد كبير للراوي أو القصصي وهناك ثنائية وشراكة كبيرة بين التاريخ والأدب، حيث أن المؤرخ يعلم جيدا المصطلحات التاريخية الجيدة في الرواية أو السيناريو، داعية بأن نظهر لأجيالنا البطولات والشخصيات التي مرت علينا في التاريخ السعودي الحديث بشكل لائق يدعو إلى الفخر.
وتداخل نايف كريري والذي أكد أن التجارب السينمائية السعودية الجديدة لا تلتفت للرواية السعودية، هي متجاوزة لها ولديها أفكارها الجديدة ورؤيتها للمجتمع السعودي، وكثيرا من الأعمال تتجاوز الرواية وتكتب بسيناريو يهتم به القائمون.
وبحث المسرحي السعودي سامي الزهراني عن جواب خلال جلسة الملتقى، عن من يحتاج الآخر السينمائي أم الروائي؟ حيث أفاد أن تحويل النص من شكله المكتوب إلى شكله المرئي يحتاج إلى وسيط، ويجب علينا أن نبحث عن هذا الوسيط لتقريب وجهات النظر بين السينمائي والروائي.