أمجد المنيف
لعب الفنان Bob Odenkirk المشهور بـSaul، عن دوره الشهير في المسلسل العظيم Breaking Bad، وعبارته الشهيرة: Better call Saul التي تحولت لاحقًا لتصبح مسلسلاً مستقلاً؛ دور البطولة في فيلم Girlfriend’s Day، الدرامي والكوميدي معًا، والذي صوِّر عام 2017 وعرض مؤخرًا على Netflix.
أكثر ما يلفت بالعمل هو قدرته على تسليط الضوء على مهنة شبه منسية، على الرغم من كونها تتطلب الموهبة كوقود. الكتابة للبطاقات البريدية أو الإهداءات، وخاصة المناسبات، تستلزم تجديدًا بالأفكار، قد لا يكون الأمر منتشرًا كثيرًا في ثقافة مجتمعاتنا، إلا أنه من الأولويات في المجتمعات الغربية.
استطاع الفيلم أن يشرح أهمية هذه الوظيفة، وخاصة في عقود ماضية، وارتباطها بأسواق كاملة (بكل ما تشمل) تقوم على هذا النوع من الأفكار، تراجعت كثيرًا في السنوات الأخيرة، إلا أنها استطاعت أن تكون مصدرًا للثراء لعدد من رجال الأعمال، كان القطاع ناضجًا، يدر أرباحًا سهلة ومضمونة ومستدامة.
تتميز “هوليوود”، وفي الفترة الأخيرة المنتجات الكورية، بالتركيز على الأشياء الهامشية في تسلسل اهتمامات الناس، تضع الأفكار تحت المجهر، أو تنفخ فيها الهواء فتكبر، لتبين أهميتها وتأثيراتها في التفاعلات اليومية. باعتقادي، أن الأفكار المعتمدة على الانتباه للمنسي تفضي إلى التميز غالبًا، لأنها باختصار قادرة على أن تصل للناس بأكبر قدر من الدهشة، إذا تمت معالجتها بذكاء، كل القضايا الأساسية والمفصلية بالحياة نوقشت بالأفلام، بقي التوهج في الزوايا غير المطروقة.
عودة إلى الفيلم، وتحديدًا فكرة الكتابة، المرهونة مثل أشياء كثيرة بالتجديد، تموت أهميتها بفقر الإبداع؛ يمكن أن يكون ملهمًا لنماذج عربية -أو لنقل سعودية- تناقش فكرة الكتابة، وما مر ويمر بها من تغييرات، بدءًا من الكتابة للصحافة وليس انتهاء بالكتابة على الجدران، أو العكس.
هناك أفلام متنوعة ناقشت فكرة الكتابة، بكل أنواعها، غير أن الأمر بدا مختلفًا هذه المرة؛ لأن لا أحد يتوقع أن فكرة إيجاد كاتب متخصص بالبطاقات لم يكن شيئًا سهلاً!
أفضل ما سمعته بالفيلم: “Never write for anyone, always write for someone. لا تكتب إطلاقًا لأي أحد، اكتب لشخص ما”، وهنا تأتي قيمة المشاعر الحقيقية. والسلام..
المصدر: الرياض