وحيد عبد المجيد
عندما بُدئ في الإعداد لدورة مهرجان كان السينمائي الدولي الخامسة والسبعين التي بدأت الثلاثاء الماضي, لم تكن الحربُ في أوكرانيا اندلعت بعد. وسيتطلبُ الأمرُ وقتًا لصناعة أفلام من وحي هذا الجانب أو ذاك فيها.
ولهذا اقتصر حضورُها في هذا المهرجان على بث فيديو خطابٍ وجهه الرئيسُ الأوكراني زيلينسكى إلى المشاركين خلال حفلة الافتتاح، وهو أمرُ غير مألوف، وكذلك منعُ الأفلام الروسية باستثناء واحدٍ فقط لمخرجٍ معارضٍ يعيشُ خارج بلده الآن.
ربما نجدُ في الدورة المقبلة فيلمًا أو أكثر من وحي حرب أوكرانيا، وقد تختلفُ عن النمط الغالب في سينما الحرب. السمةُ الأساسيةُ في هذا النمط هي التركيز إما على قائدٍ عسكرىٍ مشهور، أو على مزيجٍ من الخيال والواقع في تفاعلاتٍ تحدثُ وسط مشاهد عملياتٍ حربية.
البطلُ عادةً في سينما الحرب إما القائدُ الفردُ أو مشاهدة المعارك والاشتباكات. وحول هذا أو ذاك يدورُ البناءُ الدرامي.
وقليلةُ الأعمالُ التي يكونُ البطلُ فيها بشرًا من عامة شعبٍ أو آخر. ولعل أهمها تلك التي صُنعت عن الحرب الأهلية الإسبانية، وأعمالٍ أخرى لا يحظى معظمها بشهرةٍ واسعة.
وربما تكونُ الأفلامُ المتوقعةُ عن الحرب في أوكرانيا من هذا النوع. ليس في هذه الحرب سوبر هيرو يدورُ العمل حوله، مثل نابليون الأول الذي ألهم عددًا كبيرًا من المخرجين، ومازال بعد مائتي عام من رحيله.
وها هو المخرجُ الكبيرُ ريدل سكوت يصنعُ الآن فيلمًا جديدًا عنه يركزُ هذه المرة على علاقته مع زوجته جوزفين، انطلاقًا من تصور أن محاولته تأكيد ذاته أمامها كانت دافعة إلى انتصاراته الأولى الكبيرة، وأنه بدأ يخسرُ معاركه حين تبين له أنها لا تبالي به.
كما أن طبيعة العمليات العسكرية في حرب أوكرانيا ربما لا تغري المخرجين المميزين. وإذا أُريد صنع عملٍ يعتمدُ على مشاهد من هذه العمليات، ربما يكونُ بعضُ قصص المقاومة مدخلاً إليه.
وقد نجدُ أعمالاً تمتزجُ فيها قصص مقاومةٍ بأخرى عن هروب ملايين الأوكران إلى بلدانٍ مجاورة. وقد يكونُ هذا المزيجُ هو ما تُضيفُه أعمالُ عن حرب أوكرانيا إلى السينما العالمية.
المصدر: صحيفة الأهرام

