سوليوود «متابعات»
«أحلام سعيدة»، «رانيا وسكينة» و«أمينة حاف 2»، ثلاثة أعمال درامية دخلت شهر رمضان بتوقعات كبيرة جدًا، وخرجت منه بخفي حنين.. والأعمال الثلاثة استقبلها المشاهدون في بداية الشهر بترحيب كبير، ثم سرعان ما فتر الحماس بالتدريج حتى تحول إلى تجاهل وسخرية، وفقًا لما ذكره موقع الرؤية.
لم يشفع لهذه الأعمال الثلاثة انتماؤها إلى النوع الكوميدي الذي يحبه المشاهدون، ولا أسماء النجمات اللاتي يشاركن في بطولتها، ومنهن يسرا وروبي وغادة عادل ومي عمر وإلهام الفضالة.
وكما هو واضح فالمسلسلات الثلاثة تجمع بينها البطولة النسائية والكوميديا، فهل يعني حظها المحدود من النجاح أن هناك مشكلة في الكوميديا النسائية، أم أن الأمر مجرد مصادفة سيئة؟ وهل يمكن أن تؤثر هذه الأعمال على الكوميديا التي تلعب بطولاتها نجمات نساء؟.
وعود وخيبات رانيا وسكينة
«رانيا وسكينة» كان الواعد الأكبر بين هذه الأعمال وأصبح أكثرها تخييباً للآمال.
توفر للعمل كاتب سيناريو قدم من قبل بعض الأعمال الجيدة هو محمد صلاح العزب، ومخرجة متميزة وصاحبة خبرة كبيرة هي شيرين عادل، وكل من السيناريست والمخرجة عملا معاً من قبل في أعمال مثل «شقة فيصل»، «هوجان» و«النمر».
توفر للعمل أيضاً نجمتان شهيرتان هما روبي ومي عمر. المغنية والممثلة روبي قدمت خلال الفترة الماضية أعمالاً ناجحة مثل مسلسلي «شقة 6» و«أهو دا اللي صار»، وفيلم «برا المنهج» وألبوماً غنائياً بعنوان «واحدة تانية». مي عمر ضيفة دائمة على دراما رمضان منذ سنوات، بنتائج تُراوح بين النجاح الكبير مثل «الفتوة» في 2020، والفشل الذريع مثل «نسل الأغراب» في العام الماضي، لكنها في كل الأحوال وجه مريح ومحبوب ولديها نصيبها من المعجبين والمعجبات.
«رانيا وسكينة» يلعب أيضاً على فكرة طالما عالجتها الكوميديا المصرية منذ زمن «بكيزة وزغلول» وصولاً إلى «نيللي وشيريهان»، وهي علاقة النفور ثم الحب التي تجمع امرأتين من طبقتين مختلفتين كل الاختلاف، وهما هنا الثرية المتعلمة رانيا (مي عمر) في مقابل ابنة البلد الفقيرة الشجاعة سكينة (روبي). وتواجه الاثنتان معاً عصابات منظمة ومطاردات دموية ومؤامرات عائلية، حيث تتنقلان من مكان إلى آخر، ومن موقف خطير إلى أخطر منه، في مزيج من الكوميديا والأكشن طالما أثبت نجاحه في أعمال سابقة.. ولكن شيئاً ما في «الطبخة» لم يكن مضبوطاً، وخرج العمل بلا طعم ولا لون، فليس هناك كيمياء بين البطلتين، وأداؤهما الكوميدي مفتعل والمواقف والحوار سيئان، والأكشن أسوأ، لدرجة أن المشاهد قد يستاء في المواقف الكوميدية ويضحك في مشاهد الأكشن!.
أحلام غير سعيدة
العمل الثاني الذي توفرت له كل عناصر النجاح، على الورق، هو «أحلام سعيدة». السيناريو لكاتبة ومخرجة متميزة هي هالة خليل التي قدمت عدداً من الأفلام الجادة الناجحة مثل «أحلى الأوقات» و«نوارة»، وأخرجت مسلسلاً كوميدياً ناجحاً منذ عامين من بطولة يحيى الفخراني هو «بالحجم العائلي».
«أحلام سعيدة» توفر له أيضاً مخرج سينمائي مخضرم هو عمرو عرفة، صاحب الكثير من الأفلام الناجحة مثل «أفريكانو»، و«السفارة في العمارة» كما قام من قبل بإخراج المسلسل الشهير «سرايا عابدين».
أضف إلى ذلك أسماء يسرا وغادة عادل ومي كساب كبطلات للمسلسل، ولكن يبدو أيضاً أن شيئاً ما في الخلطة لم يكن مضبوطاً.. وربما يكون هذا الشيء هو تعامل المخرج والممثلين مع النص على أنه ينتمي لكوميديا «الفارص» التي تعتمد على المبالغة في الأداء والتعبير، بينما الكوميديا هنا نابعة من مواقف يومية وشخصيات عادية يجب أن تنفذ وتؤدى بشكل عادي حتى تظهر مواطن الكوميديا فيها.. أما التشديد على الكوميديا هنا فقد أتى بنتائج عكسية، خاصة أن مضمون العمل جاد ويناقش موضوعاً جاداً هو التضامن النسوي في مواجهة مجتمع وتقاليد اجتماعية لا ترحم.
مأساة أمينة حاف
حقق المسلسل الكويتي «أمينة حاف» نجاحاً كبيراً في العام الماضي تجاوز المحلية وحظي بنسب مشاهدات عربية كبيرة على منصة Shahid VIP مما دفع صناعه لإنتاج موسم جديد له، لم يحقق شيئاً من النجاح الذي حققه الجزء الأول.
في الجزء الأول كانت أمينة حاف (إلهام الفضالة) مطلقة وأماً تبحث عن زوج ثري تعثر عليه في نهاية المطاف، وكانت الدراما متماسكة والكوميديا طبيعية نابعة من المواقف الإنسانية نفسها، ولكن في الجزء الثاني تفككت الخيوط الدرامية وتبعثرت، وهناك ميل للإضحاك بشكل مصطنع، ومن الأخطاء التي يعانيها أيضاً أن العمل بدأ بحادث بشع يروح ضحيته طفلان لا ذنب لهما، وهو حدث أثقل الدراما بمأساة لا يصح الضحك بعدها، وسرعان ما تلته مآسٍ أخرى تتناقض مع طبيعة الكوميديا.