سوليوود «متابعات»
تقديراً لعصر جدة الذهبي الخاص بالفنون والموسيقى، قدم المخرج السعودي «محمود الصباغ» فيلمه القصير «حب في ستوديو العمارية»، متجولاً بين أزقتها وتفاصيل الحياة الاجتماعية التراثية، وفقا لموقع اندبندت العربية.
وتدور أحداث الفيلم القصير الذي لا يزيد على 21 دقيقة حول قصة نجمة بوب سعودية توافق على التسجيل في ستوديو صوتيات قديم مع مهندس قادم من الماضي وغريب الأطوار وتصرفاته غير متوقعة، فيجتمع مع الفنانة الصاعدة القادمة من الحاضر.
إسقاط التغييرات على التاريخ
ووصف الباحث السينمائي عبدالرحمن الغنام السياق العام لفيلم «حب في ستوديو العمارية» بالجميل، إذ استعرض المخرج محمود صباغ المتغيرات التي شهدها المجتمع السعودي خلال العقود الماضية وما نتج منها من اختلاف في التعاملات وردود الأفعال على المجتمع الفني، وكيف يتعامل الفنان مع نقد المجتمع والظروف المحيطة به من قيود العادات والتقاليد التي وجدت في ظروف معينة ما بين نظرة مجتمع الحارة ونظرة المعلن، وجمهور مواقع التواصل الاجتماعي للفنان.
وقال الغنام إن «استخدم الفيلم رمزية الميكرفون والجوال لتعزيز موضوعه وإضافة بعد للقصة، في دلالة مجازية للتأكيد على اهتمام الجيل السابق بالعمق والأصالة، وبين ولع جيل اليوم بالماديات والمظاهر».
ويرى أن فيلم «حب في ستوديو العمارية» يجعلنا في تساؤل عميق حول مدى استفادة الجيل الجديد من الفنانين الشباب مقارنة بالأجيال التي سبقته، ولأي مدى يكترث الجيل الحالي أو يهتم بخبرات وتجارب من سبقه.
تجربة الأفلام السعودية القصيرة
وعن الأفلام السعودية القصيرة يرى الغنام أنها أفضل فنياً من الأفلام الطويلة من ناحية الأسلوب والمعالجة للقصة والهوية البصرية، إذ إن المخرج والكاتب يتفرغ فيها لإظهار وعكس قصص من حوله، فتجارب الأفلام القصيرة وتوفرها للجمهور على منصات رقمية عالمية وإقليمية، وإن كانت قليلة، تسهم في تشكيل صورة إيجابية وبناء ثقة الجمهور بالمحتوى الوطني وصناعة الأفلام السعودية بخاصة، ولذلك تعتبر الإنتاجات القصيرة السعودية عصباً مهماً للسينما السعودية، ومرحلة مهمة يجب فهمها وتحليلها ودرسها كجزء من مشروع السينما الوطنية».
الأفلام القصيرة أكثر إبداعاً في السعودية
من جهته، أكد رئيس لجنة السينما بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء محمد البشير أن الأفلام السعودية القصيرة لا تقل إبداعاً إذا ما قارنّاها بتجارب أخرى مثل مصر، مضيفاً في تقويمه للتجربة الحالية القصيرة عبر فيلم المخرج محمود الصباغ الأخير أن تجربة صباغ أخذت من البيئة الحجازية وأظهرتها بجمال مثل ما أظهرت التجربة المصرية الريف المصري والصعيد، فكان الحجاز حاضراً بتراثه وناسه وأهله وبجلسة المقهى والعمران والأزقة الضيقة، فنجد جدة حاضره وكأننا نراها».
وأشار البشير إلى «أن الفيلم ركز على تقديم صورة عن البيئة والمجتمع ورموزهما، كما كان واضحاً حين استحضر صباغ في فيلمه طلال مداح ووردة الجزائرية.
وقال البشير «تجذبني الأفلام القصيرة، تشاهدها سريعاً ولا تربطك بمشاهدة أي حلقة أخرى إذا قرنت بالمسلسلات، وهذه التجارب جميلة وأتمنى تكرارها» بغض النظر عن تقييم للتجربة.
وكان المخرج محمود الصباغ المدير الأسبق لمهرجان البحر الأحمر الدولي علق على فيلمه قائلاً، «أردت التعبير عن ثقافة الشباب والتغيرات التي شهدها المجتمع السعودي، ووضحت هذا من خلال مهندس الصوت القادم من الماضي والمطربة الصاعدة القادمة من الحاضر، التي تمثل رؤية الشباب الحديثة من حيث النشاط والحماسة المشتعلة.
وزاد، «الفيلم يعرض قصص حب بشكل جديد بخلاف القصص القديمة المتعارف عليها، فهي قصة حزينة تصور شخصيتين تائهتين بين الحب والكره، كلاهما يبحث عن الاحتواء في ظل الوحدة، والفيلم يعتبر تقديراً لعصر جدة الذهبي الخاص بالفنون والموسيقى.