سوليوود «متابعات»
يقام في السابعة مساء اليوم، حفل ختام الدورة 23 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، في قصر الثقافة.
جاء ذلك بحضور كل من دكتور خالد عبدالجليل مستشار وزيرة الثقافة والمخرج سعد هنداوى رئيس المهرجان والسيناريست زينب عزيز رئيس المركز القومي للسينما وعدد من صناع السينما.
يبدأ الحفل بعرض فيلم عن المهرجان، يعقبه كلمة رئيس المهرجان ورئيس المركز ومن ينوب عن كل من محافظ الإسماعيلية ووزيرة الثقافة، ثم عرض أفلام الورش، وذلك قبل ان تبدأ مراسم توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات المختلفة.
تقارب مستوى الأفلام بهذه الدورة جعل مهمة توقع الفائزين أمرا في غاية الصعوبة، ورغم ذلك مالت الكفة عند البعض لفوز فيلم «أنيمي أنيماي أنيمام»، وفيلم «موذا وموت هاما فوكو» بمسابقة الفيلم التسجيلي القصير، وترشيح «هرب» لجوائز مسابقة الاعمال التسجيلية الطويلة، و«أصداء» لجوائز الفيلم الروائي القصير، و«الحلقة» لجوائز فيلم التحريك.
ورغم إبداء البعض الرضا عن مستوى عدد من الأفلام التي تشهدها هذه الدورة، إلا أن هذا الأمر لم يكن كافيا، كي يمنح الحضور تقديرا كبيرا لهذه الدورة التي تقام تحت اشراف قيادة جديدة بداية من رئيس المركز القومي للسينما، السيناريست زينب عزيز، والمخرج سعد هنداوي رئيس المهرجان، ورغم أن البداية كانت قوية ومبشرة بالخير، حينما نجح القائمون على المهرجان بعمل حفل افتتاح لاقى اعجاب الجميع، اتسم بسرعة الإيقاع، ونالت أفلام الافتتاح الأربعة اشادة كبيرة من الجميع سواء نقاد أو جمهور عادى، رفعت من سقف التوقعات لمشاهدة أفلام لا تقل على المستوى، وبنفس جودة الصوت والصورة، جاء اليوم الأول للفعاليات مخيبا وصادما للآمال بسبب مشاكل تقنية.
شهد اليوم الأول والأيام التالية لفعاليات المهرجان، أخطاء فنية حالت دون استمتاع المشاهد بعدد من الأفلام بشكل جيد، ووصل الأمر لعدم استكمال عرض أفلام مثلما حدث مع الفيلم الأرمينى «قلبى أسود»، وزاد الأمر سوءا حينما فوجئ الحضور بمنتجة فيلم «البحث عن الأحصنة» أحد الأفلام المشاركة في مسابقة الفيلم التسجيلى الطويل، وهي تتشاجر مع عدد من المتطوعين بالمهرجان، لرغبتها فى فحص نسخة عرض فيلمها قبل عرضه للجمهور للمرة الثانية، حتى لا تتكرر المشكلات التقنية التي صاحبت العرض الأول وأثرت على تقييم الناس لفيلمها الذي يعد باكورة إخراج ابنها المخرج ستيفان بافلوفيتش.
المفاجأة أنه رغم اشرافها على عرض نسخة الفيلم، وقعت أخطاء تقنية أثناء العرض، وتعالت الأصوات في القاعة مطالبين المسئولين بحل المشكلة فورا، إلى أن تم تدارك الأمر.
تأتي المشكلة الأكبر وربما الأكثر أهمية وهي عزوف الجمهور من أهالي الإسماعيلية عن الحضور، وكثيرا ما خلت القاعة منهم، واقتصر الحضور على عدد من ضيوف المهرجان القادمين من القاهرة، أو بعض الدول العربية والأجنبية، وبمقارنة بين أعداد الجمهور هذه الدورة بالدورات السابقة الأخيرة، تكون الدورة ٢٣ هي أقل الدورات جذبا للجمهور، رغم برنامج «سينما الأطفال» الذي أقامه المخرج سعد هنداوي رئيس المهرجان، بهدف جذب الأسر بالإسماعيلية، على غرار تجربة مهرجان «كليرمون فيران» الفرنسى، ولكن ما حدث أنه مع بداية تنفيذ البرنامج يوم الجمعة الماضي، لم يحضر أحد، وبرر رئيس المهرجان أن السبب يعود لكون الجمعة عطلة رسمية، وفي الأيام التالية جاء أطفال الإسماعيلية بالفعل، لكن دون ذويهم، من خلال رحلات مدرسية، وحضر الجميع بالزي المدرسة، لمشاهدة الأفلام الخاصة بهم في فترة الصباح، وبعد ذهابهم، يعود الوضع لما هو عليه وتخلو قاعات العرض من الجمهور تقريبا.
الملفت للنظر في هذه الدورة أن الجمهور من أهالي الإسماعيلية، خاصة الشباب احتشد بأعداد كبيرة في مناسبتين بالمهرجان، الأولى ندوة تكريم المخرج الكبير خيري بشارة، والتي اعقبها عرض ثلاثة من أفلامه التسجيلية، وكادت قاعة العرض الكبيرة أن تمتلئ عن آخرها بالجمهور، ودوي التصفيق جدران القاعة عقب عرض الأفلام، وأحاط الجمهور بالمخرج خيري بشارة لالتقاط صور تذكارية معه.
اما المناسبة الثانية فكانت عرض فيلم «كرسي توت عنخ آمون» للمخرج الراحل شادي عبدالسلام الذى عرض في اطار احتفال المهرجان بمرور ١٠٠ عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و٢٠٠ عام على فك رموز حجر رشيد، وهو الإنجاز الذي يحسب لإدارة المهرجان في ترميم نسخة الفيلم، وشهدت قاعة العرض حضورا جماهيريا كبيرا واحتفاء كبيرا بالفيلم.
وبذلك يعد كل من خيرى بشارة وتوت عنخ آمون هما الاستثناء الوحيد لهذه الدورة، وما دون ذلك غاب الجمهور وهو ما أفقد المهرجان روحه.
اعترف سعد هنداوي رئيس المهرجان في حديثه لـ«الشروق» بأن الدعاية للمهرجان لم تكن كافية، وأعاد ذلك لضعف ميزانية المهرجان، التي حالت دون أن يصنعوا دعاية قوية للمهرجان بشوارع وميادين المحافظة، بخلاف أن توقيت إقامة الدورة هذا العام كان صعبا للغاية، خاصة أن الدورة تقام قبل أيام قليلة من بدء شهر رمضان، وقبل أيام قليلة أيضا من بدء موسم الامتحانات، وانشغال الأهالي بالتحضير لهذين الموسمين حال دون حضورهم بشكل كبير للفعاليات.
وقال رئيس المهرجان: أعمل بالبرمجة منذ سنوات، لكن في الإسماعيلية العملية شاقة جدا، وإذا كانت نفس البرمجة بكل تفاصيلها حصلت بمكان آخر كالقاهرة لشاهدنا طوابير على قاعة العرض، لكن الأمر هنا بحاجة للدراسة، فجمهور الإسماعيلية، متعفف بشكل كبير عن التواصل مع الآخر، ولكنى راضٍ لأنني فعلت ما علي».