سوليوود «خاص»
نشر المخرج والكاتب المسرحي السعودي «رجا العتيبي»، مجموعة من التغريدات عبر حسابه الشخصي، على موقع التواصل الاجتماعي والتدوينات القصيرة «تويتر»، يتحدث من خلالها عن رحلة «خليل الرواف»، وهو أول ممثل عربي بهوليوود، بمناسبة تكريمه في «مهرجان أفلام السعودية» القادم.
كتب العتيبي في تويتر: «هنا ثريد عن رحلة خليل الرواف، كأول ممثل عربي في هوليوود في الثلاثينيات الميلادية، وذلك بمناسبة تكريمه في مهرجان أفلام السعودية القادم، وهو تكريم يستحقه».
وأضاف: «فهو أول ممثل عربي سعودي قصيمي، سبق عمر الشريف إلى هوليوود.. شكرًا لمدير المهرجان أحمد الملا على مبادرة تكريمه».
وتابع: «التركيز في هذا الثريد، سيكون عن التجربة السينمائية التي عاشها الرواف في لوس أنجلوس، ولن يشمل الحديث حياته التي استمرت قرنًا من الزمان، منذ ولادته عام 1895م حتى وفاته عام 2000م، عن عمر يناهز 105 سنوات.. أما قصصه الأخرى فقد ضمها كتابه: صفحات مطوية».
وواصل: «تبدأ قصته مع السينما، حين اختلف الرواف مع زوجته الأميركية فرانسيس في أريزونا، وتطور الخلاف حتى انفصل عنها نهائيًا، وتركها واستقل قطارًا إلى لوس أنجلوس، وليس معه سوى 10 دولارات فقط، ولأنه يملك بعض العلاقات فقد تمكن من العمل، في استديوهات هوليوود مستشارًا للثقافة والفنون العربية».
وأكمل: «وفي أحد الأيام، كان الرواف عند صديق لبناني في منزله، وإذا بمخرج فيلم I cover the war آرثر لوبين، يدخل عليه ويسأله إذ كان يعرف شخص لديه ثقافة عربية، ويعرف ملابس أهل البادية في العراق للعمل معه في الفيلم، فقال اللبناني فورًا: لم تبعد كثيرًا، إنه الماثل أمامك خليل».
وأوضح: «عاش في العراق ثلاث سنوات، ولديه ثقافة واسعة عن عادات وملابس العرب وأهل الصحراء، سعِد به المخرج وشعر أن الرواف جاء في وقته، فورًا اتفق معه على أن يباشر مهمة تصميم وتنفيذ ملابس القبيلة العراقية، وكل ما يتعلق بها من عادات وتقاليد تحت مسمى مخرج فني، على أن يأخذ 500 دولار أسبوعيًا».
وأشار: «لم يصدق خليل الرواف هذا العرض الوظيفي، بهذا المبلغ الكبير في حينه، فهو مبلغ لم يكن يحلم به وهو في أمس الحاجة إليه، اتفق الطرفان وبدأ العمل وبعد فترة من العمل، احتاج المخرج إلى ممثل يقوم بدور حارس شيخ القبيلة، بحثوا هنا وهناك فلم يجدوا الشخص المناسب».
وأردف: «وعندما يأسوا ولم يجدوا أفضل من الرواف يقوم بهذا الدور، دور حارس شيخ القبيلة، وافق الرواف على الدور بمبلغ 2000 دولار أسبوعيًا، ووجد نفسه يقف مع أشهر ممثل سينمائي في وقته، النجم الهوليوودي جون وين الذي يقوم بدور مراسل حربي، لهذه الحرب الدائرة بين الإنجليز وقبائل العراق».
وذكر: «بعد أن انتهى من تصوير الفيلم الذي أستمر لأشهر، طالب الروافض بأجره عن التمثيل وأجره عن الإخراج الفني للملابس لكن المنتج رفض، وقال له نعطيك أجر التمثيل فقط رفض الرواف ذلك، كما رفض أن يكون أسمه في ذيل قائمة التتر، مهددًا برفع قضية عليهم».
واستمر: «خشي المنتج من موضوع المحاكم، وأراد أن يحتوي الموقف، فاتفق مع الرواف أن يأخذ أجره كممثل 2000 دولار، على أن يكتب أسمه «مخرج فني» في قائمة التتر، وفي مكان مناسب وهذا ما تم فعلاً».
واستطرد: «الفيلم أُنتِج عام 1937م، ويحكي قصة مراسل حربي أيام ثورة قبائل العراق ضد الإنجليز، وقام بدور المراسل الحربي جون وين».
واختتم: «كانت هذه هي التجربة الوحيدة للرواف التي أتت عرضًا من دون تخطيط ولا شغف، لأنه بعد ذلك انشغل بفتح مدارس لتعليم اللغة العربية، وتقديم الاستشارات، وصار يقدم خدمات إدارية ودبلوماسية للقادمين من السعودية إلى أميركا من التجار والأُمراء».